يستمر الوضع بالتوجّه إلى التصعيد عند الجبهة الجنوبية مما يرخي بظلاله على الواقع الداخلي ويبتعد استحقاق انتخاب الرئيس أكثر فأكثر لا سيّما أن المراهنات عند راهنات كثيرة تتعلق بنتائج الحرب وبالتالي يجري التملص من الملف بانتظار ما ستؤول إليه الامور في الميدان.
ويرى رئيس تحرير شبكة مرايا الدولية فادي بودية في حديث إلى” ليبانون ديبايت”, أن “كل الخيارات والإحتمالات مفتوحة, بما فيها التصعيد المفتوح على كافة الجبهات, وبما فيها عملية ضبظ الجبهات”.
ويقول: “الواضح أن الإسرائيلي أعلن بشكل مبطّن عجزه عن تحقيق أي هدف من أهداف التي اعلنتها مع بداية الحرب عىلى غزة, وبالتالي أصبح الهروب إلى الأمام هو الطريق الوحيد لصرف الأنظار عن فشله في داخل غزة, فيذهب بالإغتيال مرة, وضرب السفن مرة أخرى, إغتيالات في العراق, في لبنان, يعني محاولة الهروب إلى الامام دون أي جدوى”.
ولكنه يجزم أن “الساحة الأساسية هي ساحة غزة, وكل الساحات المحيطة بها هي ساحات مساندة, ولم تدخل في الحرب بصفتها حرب موسعة بقدر ما هي عملية مساندة, لا سيما ان الهدف الأول لكافة الساحات وقف الحرب على غزة, ولكل حادث حديث, فكل حركات المقاومة التي انتفضت لتساند غزة, طلب وقف الحرب ومن ثم نذهب إلى الحديث مرة أخرى”.
اما فيما يتعلق بحركة الموفدين الى لبنان؟ فيعتبر أن “الموفد الأميركي آموس هوكشتاين ومستشار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لشؤون الشرق الأدنى باتريك دوريل وكافة الذين أتو إلى لبنان, وكل الذين يردون المجيء لاحقاً إلى لبنان, بكل الحقائب التي يحملونها, سواء كانت هذه الحقائب تهديد أو إغراء, أو تحذير أو أي حقيبة من الحقائب لن يسمعوا إلا جملة واحدة, لم تتوقّف جبهة الجنوب, ما لم تتوقّف جبهة غزة”.
ويقول: “كل الموفدين الذين أتوا ومع أي شخصية يجتمعون, سواء مع رئيس الحكومة, أو رئيس مجلس النواب, أو حتى مع حزب الله, لم يتلّقوا إلا هذه الجملة”.
ويلفت إلى أن “التصعيد الداخلي بوجه حزب الله, فمن الواضح أن في الجبهة الداخلية هناك فئة متماسكة مع المقاومة ومؤيدة لما تقوم به لا بل في فئات تطالب المقاومة الدخول في حرب كبيرة, ولكن المؤسف في لبنان أن يكون هناك جبهة أو جهة أن تدافع عن إسرائيل أكثر من الإسرائيليين أنفسهم, وبالتالي يكونوا ملكيين أكثر من الملك”, لافتاً إلى أن “الإسرائيلي يعبّر بشكل رسمي, عن قلقله من جبهة الجنوب, بينما بعض الداخل يستخف منها”.
ويتابع: “الإسرائيلي يقرّ ويعترف بأهمية هذه الجبهة وضغطها, وأهمية قوّة حزب الله وقلقله من قوته وتعاظم نفوذه العسكرية وغيرها, بينما في جبهة الدخل تخوين وتسخيف لعمل المقاومة”.
ويؤكد ان “في جبهة الداخل هناك أشخاصا تحسّسوا رقابهم, فيعتبرون أن وجودهم وبقائهم في المعلب السياسي مرهون بانتصار اسرائيل على غزة, ولذلك هم يراهنون على ذلك, لأن إذا حصل العكس سيكون هناك فشل وخسارة لراهنهم من جديد, مذكراً ان بعض السياسيين راهنوا على الإرهابيين لسقوط النظام في سوريا, وهناك بعض الجهات التي راهنت على الإرهابيين لسقوط العراق, وبعض السياسيين راهنوا على الإرهابيين والفوضويين لإنهاء النظام بإيران, إلا ان أحلامهم فشلت, وفشل رهانهم”.
كما يشير الى أن “هناك سياسيين راهنوا على إسرائيل في حرب الـ 2006, إضافة إلى بعض الدول الإقليمية التي راهنت على ذلك لسحق حزب الله, ولكن سقط رهانهم, إذا الآن هم يراهنون على إنتصار إسرائيل على غزة, لأن هذا له ارتدادات على مستوى الأوراق السياسية في الإقليم, وطبعاً في الداخل اللبناني”.
ولا يجدبودية, “أي رابط بين غزة والملف الرئاسي, حتى أن المرشّح الأقوى للرئاسة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية يركز في معظم حديثه على موضوع غزة وضرورة التكاتف والتضامن مع فلسطين لصمودها وانتصاراها, فالجو بعيد عن هذا الملف”.