يعتبر التهاب الرئة مرضًا يستحق الانتباه والفهم الشامل في عالم الصحة. يصيب هذا المرض الرئتين ويتسبب في امتلاء الحويصلات الهوائية بالسوائل والقيح، مما يعوق التنفس ويقلل من نسبة الأكسجين في الدم. قد يكون التهاب الرئة نتيجة لعدوى بكتيرية، فيروسية أو فطرية، ويمكن أن يكون خفيفًا أو خطيرًا ومهددًا للحياة. يتأثر الأشخاص في جميع الفئات العمرية، ولكنه يعتبر أكثر خطورة عند كبار السن والأطفال والأشخاص ذوي الأمراض الأخرى أو الضعف المناعي. في الولايات المتحدة، يُصاب ما يقرب من 4 إلى 5 ملايين شخص بالتهاب الرئة سنويًا، ويتسبب في وفاة حوالي 55,000 منهم. يُعتبر التهاب الرئة، بما في ذلك التهاب الرئة المرتبط بالأنفلونزا، السبب الرئيسي الثامن للوفاة في الولايات المتحدة.
ينقسم التهاب الرئة إلى عدة أنواع وفقًا لطريقة اكتساب العدوى. أحد هذه الأنواع هو التهاب الرئة المكتسب من المجتمع، والذي يحدث خارج المستشفى. وهناك أيضًا التهاب الرئة المكتسب من المستشفى، الذي يصيب الأشخاص أثناء إقامتهم في المستشفى ويكون أكثر خطورة نظرًا لمقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية. وهناك أيضًا التهاب الرئة المرتبط بأجهزة التنفس الصناعي والتهاب الرئة الشفطي الذي يحدث نتيجة لاستنشاق البكتيريا أو السوائل إلى الرئتين.
يتم نقل الالتهاب الرئوي من شخص لآخر عن طريق الهواء عندما يسعل أو يعطس الشخص المصاب. يمكن أيضًا نقله عن طريق لمس أشياء ملوثة ومن ثم لمس الفم أو الأنف.
الأعراض الشائعة للالتهاب الرئوي تشمل ضيق التنفس والسعال الجاف. قد يتطور التهاب الرئة المزمن بشكل تدريجي ويسبب تليفًا في الرئتين. بعض المضاعفات المحتملة للالتهاب الرئوي تشمل تجمع القيح في الرئة وتجمع السوائل حول الرئتين وصعوبة التنفس وتجرثم الدم.
للوقاية من الالتهاب الرئوي ينصح بتلقي تطعيم الإنفلونزا وتطعيم المكورات الرئوية والامتثال لمعايير النظافة الشخصية وغسل اليدين بانتظام والحفاظ على صحة الجهاز المناعي. يعتمد علاج الالتهاب الرئوي على نوعه والجراثيم المسببة وشدته. يتم علاج معظم الحالات في المنزل باستخدام المضادات الحيوية، ويجب أخذ الدواء حسب وصف الطبيب واستكمال العلاج حتى النهاية. الالتهاب الرئوي الفيروسي يتم علاجه بمضادات الفيروسات والتحسن عادةً يحدث في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. في حالات الأعراض الشديدة أو الأشخاص ذوي المشاكل الصحية الأخرى، قد يحتاجون إلى العلاج في المستشفى. يُنصح باتباع خطة العلاج الموصوفة والحصول على الرعاية الطبية المناسبة للمتابعة.