عناوين الصحف
الأخبار:أميركا تقترح «الاغتيالات المركّزة»: إسرائيل تقتل أسراها
كتبت “الأخبار” تقول: مع انقضاء اليوم الـ70 من الحرب الإسرائيلية المستمرّة على قطاع غزة، تجاوزت حصيلة الشهداء، التي لا تفتأ تتزايد يومياً، 18 ألفاً، بينما وصل عدد الجرحى إلى 51 ألفاً، وذلك وفق الإحصاءات الرسمية التي يؤكّد أصحابها أنهم لم يتمكّنوا من إحصاء جميع الشهداء والجرحى، وخصوصاً في مناطق شمال قطاع غزة، التي لم يتمكّن الدفاع المدني من الوصول إليها.
وفيما استقرّت الدبابات الإسرائيلية في محيط مستشفى كمال عدوان في منطقة بيت لاهيا شمال غزة وداخله، وأجبرت 2,500 من النازحين الذين لجأوا إليه على مغادرته، لا يزال أكثر من 70 من الطواقم الطبية العاملين في مستشفيات شمال القطاع، بمن فيهم مدير المستشفى المذكور، معتقلين لدى العدو، وسط غياب أي معلومات عن مصيرهم.وفي حدث بات مكرّراً، استشهد الزميل سامر أبو دقة، مصوّر قناة «الجزيرة»، وأصيب مراسلها الزميل وائل الدحدوح، خلال تغطيتهما القصف الإسرائيلي على مدرسة فرحانة في خان يونس جنوبي القطاع. وظلّ سامر، بحسب «الجزيرة»، نحو 6 ساعات بعد إصابته بشظايا صاروخ أطلقته طائرة استطلاع إسرائيلية، ملقىً على الأرض وهو ينزف في محيط مدرسة فرحانة، حيث لم تتمكّن سيارة الإسعاف من الوصول إليه. كما أصيب في الهجوم نفسه، وائل، الذي سبق أن استشهد عدد من أفراد عائلته في قصف إسرائيلي.
وأوضح الدحدوح أن «استهدافهما جرى بعد مرافقتهما سيارة إسعاف كان لديها تنسيق لإجلاء عائلة محاصرة»، مؤكداً أن «قوات الاحتلال أطلقت النار على سيارات الإسعاف التي حاولت الوصول إلى سامر أبو دقة».
على المستوى الميداني، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، مقتل جنديّين في اشتباكات في شمال قطاع غزة وجنوبه، أحدهما قائد دبابة.
وبذلك، ارتفع عدد الجنود الإسرائيليين القتلى إلى 450، بحسب الإعلان الرسمي، منذ 7 تشرين الأول.
كما أعلن جيش الاحتلال أنه استعاد 3 جثث لقتلى، اثنان منهم جنديان، قبل أن يتبيّن مساء أن الجثث المُستعادة ليست سوى لأسرى إسرائيليين، قتلهم الجيش «عن غير قصد». وقال المتحدّث باسم جيش العدو، في إعلان صحافي أمس، إنه «خلال القتال في الشجاعية، حدّد الجيش الإسرائيلي ــ عن غير قصد ــ ثلاثة رهائن إسرائيليين باعتبارهم تهديداً»، ونتيجة لذلك، «أطلق النار عليهم، فقُتلوا». وأشار المتحدث العسكري إلى أنه «تمّ نقل الجثث للفحص في الأراضي الإسرائيلية، وبعد ذلك تبيّن أنها عائدة إلى مختطفين»، مضيفاً: «لا نعرف ما إذا كان الأسرى الثلاثة، قد تُركوا من قبل محتجزيهم، أم فرّوا من مكان احتجازهم»، ليعود في وقت لاحق ويقول إن «المحتجزين الذين قتلتهم قواتنا في غزة، حاولوا الهرب وقواتنا ظنّت أنهم من المسلحين».
لكنّ الكاتب والصحافي الإسرائيلي، يوسي ميلمان، كشف أن «المختطفين الثلاثة هربوا هذا الصباح (أمس)، من موقع إطلاق نار في الشجاعية، وتمّ إطلاق النار عليهم عن طريق الخطأ من قبل قوات الجيش الإسرائيلي».
ورأى ميلمان أنه «بهذه الوتيرة التي تتلكّأ فيها حكومة نتنياهو – غالانت – غانتس، ولا تبادر إلى هدنة وصفقة تبادل، فإن جميع المختطفين سيعودون في النهاية جثثاً». بدوره، علّق «كابينت الحرب»، بني غانتس، على ما وصفها بـ«المأساة»، معتبراً أن «شعب إسرائيل بأكمله يبكي معكم (عائلات الأسرى المقتولين)»، مضيفاً أن «مسؤوليّتنا هي كسب الحرب، وجزء من هذا النصر سيكون إعادة المختطفين إلى ديارهم».
كما أكد «أننا سنبذل قصارى جهدنا لإعادتهم على قيد الحياة».
أما نتنياهو، فعلّق على الحادثة بأن «مقتل المحتجزين الثلاثة مأساة فوق الاحتمال، وإسرائيل بأكملها في حداد هذا المساء»، مضيفاً: «أشدّ على أيدي جنودنا الملتزمين باستعادة مختطفينا حتى لو كلّف ذلك المخاطرة بحياتهم».
وفي وقت لاحق مساء، توجّهت عائلات محتجزين للتظاهر أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية، احتجاجاً على تعامل الحكومة مع هذا الملف، ومطالبةً بإبرام صفقة تبادل
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة «يسرائيل هيوم» اليمينية المقرّبة من نتنياهو، عن «ضغوط دولية ضخمة تمارسها تل أبيب على كل من القاهرة والدوحة».
وقالت الصحيفة إن «الولايات المتحدة تساعد في إعادة اثنين من كبار الوسطاء في العالم العربي، مصر وقطر، إلى طاولة المفاوضات، مع خطّ أحمر معروض في مجلس الوزراء الإسرائيلي، وهو أن أي اتفاق يتضمّن المطالبة بوقف كامل للقتال في غزة، لن يتمّ قبوله».
وتابعت أنه «في إسرائيل، ذكروا أن الخطوط العريضة السابقة لإطلاق سراح الرهائن، مع نسبة رهينة واحدة إلى ثلاثة إرهابيين (فلسطينيين) ويوم هدنة، لا تزال متاحة للتنفيذ، لكن حماس لم تقدّم قوائم الرهائن للإفراج عنهم عبر مصر أو قطر».
ونفى مسؤول سياسي هذا الأسبوع، بحسب الصحيفة، أي «تقارير عن اتفاق يتضمّن إطلاق سراح مسؤولين (فلسطينيين) كبار مسجونين في إسرائيل، ووقفاً للأعمال العدائية»، ووصف هذه التقارير بأنها «أخبار كاذبة»، مستدركاً بأن «الصحيح هو أن إسرائيل مهتمّة بصفقة أخرى للإفراج عن بقية المختطفين، وتضغط من أجل توفير شروط جيدة لوجودها».
كذلك، نقل موقع «المونيتور» عن مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية، قوله: «نسعى لتنفيذ مبادرات لإعادة محادثات الرهائن بين إسرائيل وحماس»، فيما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن التقديرات الإسرائيلية هي أن «خطوة معيّنة» في سياق المفاوضات، ستخرج إلى حيز التنفيذ، وسيتمّ الدخول في مفاوضات كالسابقة، الأسبوع المقبل.
وفي سياق غير بعيد، نقل موقع «واينت» الإسرائيلي، أمس، عن من وصفه بالمسؤول الأميركي البارز، قوله إن «أيام قائد حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، معدودة».
وأضاف المسؤول، في دردشة مع الصحافيين في «البيت الأبيض»، أن «السنوار مسؤول عن موت مواطنين أميركيين أيضاً.
ولا يهمّ الوقت الذي ستستغرقه المسألة، لكنّ العدالة ستتحقّق».
وتابع، وفق الموقع نفسه، أن مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، شدّد خلال اجتماع برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، و«كابينت الحرب»، على «الحاجة إلى التحوّل إلى القتال المنخفض الشدّة، مع التركيز أيضاً على الأهداف العالية القيمة».
ويبدو الحديث الأميركي المتقدّم، بمثابة إشارة واضحة وعلنيّة إلى إسرائيل، حتى تشرع في تنفيذ اغتيالات مركّزة بغطاء أميركي، على أن يكون ذلك شكل المرحلة التالية التي يتحدّث عنها الأميركيون.
وفي هذا الإطار، أعلن «البيت الأبيض»، مساء أمس، «أننا نتفق مع إسرائيل على أن الصراع سيستمر أشهراً، لكن ينبغي أن تكون عملياتها أكثر دقة وهذا يعود إليها»، مجدّداً القول: «إننا نعمل مع الشركاء الإقليميين وإسرائيل على ما بعد الصراع في غزة، ولا ينبغي أن تكون حماس في السلطة»