تحدّث طيارون أميركيون، إلى شبكة “سي إن إن”، شهدوا عملية “الوعد الصادق 1″، التي نفّذها حرس الثورة الإيراني ليل 13 – 14 نيسان/أبريل 2023، ضدّ كيان الاحتلال الإسرائيلي، رداً على استهداف الاحتلال القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، واغتيال قائد قوة القدس في سوريا ولبنان، العميد رضا زاهدي.
وبالعودة إلى ليل 13 أبريل، أطلقت إيران أكثر من 300 طائرة مسيّرة وصواريخ باليستية وصواريخ “كروز”، في ضربة “أكبر كثيراً مما توقعه الجيش الأميركي”، كما أوردت الشبكة.
طيارو مقاتلات “إف – 15” وضباط الأسلحة وطاقم الأرض، الذين تحدّثوا إلى “سي إن إن”، أكدوا “شعورهم بالإرهاق في أثناء مواجهتهم الهجوم الإيراني، الذي مثّل الاختبار الحقيقي الأول للقوات الجوية الأميركية، ضدّ هجوم مطوّل وواسع النطاق لطائرات مسيّرة”.
وفي حين كان أفراد القوات الجوية الأميركية، كبقية العالم، يترقّبون الرد الإيراني، “لم تكن عندهم أي فكرة (بشأن ما يحصل)، عندما حصلوا على التوجيه بالطيران في تلك الليلة”، بحسب ما أكدته ضابطة أنظمة الأسلحة، لاسي هيستر.. “كان يمكن أن الأمر مجرد هروب أو طلعة أخرى من الطيران”.
“صعوبة اكتشاف المسيّرات واستنفاد صواريخ المقاتلات”
تحدث الرائد بنيامين كوفي، وهو طيار مقاتلة “أف – 15″، عن صعوبة اكتشاف الرادرات الأميركية للمسيّرات التي أطلقتها إيران في اتجاه “إسرائيل”، بحيث قال: “كان أفضل رادار موجوداً في طائرة خلفنا، لكن لم يعلم أحد ما إذا كان قادراً على العثور على المسيّرات الإيرانية أم لا”.
وفي محاولتها مواجهة الهجوم الإيراني، واجهت المقاتلات الأميركية تحدياً تمثّل في “النفاد السريع السلاح الأكثر فعاليةً ضدّ المسيّرات”، وهو الصواريخ، فـ”إف – 15 إي سترايك إيغل لا تستطيع حمل إلا 8 صواريخ جو – جو في المرة الواحدة”، كما تابعت الشبكة.
في هذا الإطار، لم يتوقّع كوفي، وهو طيار مقاتلة “إف – 15″، أن “ينفد مخزونه من الصواريخ” في محاولة مواجهة الهجوم الإيراني.
وبينما كانت “المهمة إسقاط الطائرات المسيّرة، بأي أسلحة متاحة لدينا لحماية حليفنا، فقد نفد مخزوننا من الصواريخ بسرعة كبيرة… ربما في غضون 20 دقيقةً”، وفقاً لما أكده طيار آخر، هو المقدم كيرتس كولفر.
وبمجرد استنفاد هذه البطاريات، أصبحت المهمة التالية أكثر صعوبةً: الهبوط في القواعد العسكرية الأميركية، التي كانت إحداها، غير المعلنة، في المنطقة، “تشهد حالةً من الفوضى”، وسط “نقل القوات إلى المخابئ”، بحسب ما أضافته “سي إن إن”.
وقد اضطرت بعض المقاتلات إلى “الهبوط بصاروخ معلّق”، وهي حالة طوارئ يتم فيها إطلاق صاروخ، لكنه يتعطل ولا ينطلق فعلياً. ولدى الحديث عن حادثة مشابهة قال كوفي: “لا نعرف ما إذا كان هذا الصاروخ مسلحاً، ولا نعرف ما إذا كان سينفجر على جناحنا. ولا نعرف ما إذا كان سينفجر في أثناء صيانة الطائرة. إنّها مشكلة كبيرة”.
“جيل جديد من الحرب أمام الجيش الأميركي”
الطيار تيموثي كوزي أشار إلى أنّ “طياري المقاتلات لم يكن لديهم الكثير من الوقت قبل ذلك من أجل التدريب”، مضيفاً أنّ “المسيّرات الهجومية منخفضة التكلفة والمخاطر بالنسبة للعدو (أي إيران في هذه الحالة)”.
وتابع: “يمكنهم إرسال كميات هائلة منها، وعلينا أن نتعامل معها… لم نبدأ التدريب على نطاق واسع بعد”.
وإزاء ذلك، أوضحت “سي إن إن” أنّ هذا الرد الإيراني “أكد أنّ الجيش الأميركي سيضطر إلى التعامل مع جيل جديد من الحرب، التي تضع المقاتلات، التي تكلّف ملايين الدولارات، في مواجهة مسيّرات هجومية رخيصة وبطيئة الحركة، يمكنها بسهولة التهرب من أنظمة الرادار المتطورة للغاية”.