يعاني البقاعيون من هذه المشكلة خصوصاً في فصل الشتاء، حيث تُسقى المزروعات الشتوية منها الخس، والجرجير، السلق، الشمندر بمياه المجارير الموصولة من نهر الليطاني، ثم تُباع في الأسواق، مما زاد من عدد الإصابات بالكوليرا، وحالات الإسهال، وأمراض أخرى من بينها السرطان أيضاً.
رغم التحذيرات.. الأمر مستمر
ورغم تحذيرات مصلحة مياه نهر الليطاني بأن مياه النهر غير صالحة للري، بحسب معايير منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، ما زال الأمرُ مستمراً بسبب التكاليف العالية بحسب المزراعين، وكونه المصدر المائي الوحيد لري مزروعاتهم.
في المقابل، يقولُ الناشط عمر الترشيشي، خلال حديثه لــ”لبنان24″ إنّ “موضوع ري المزروعات بمياه المجارير يبدأ في فصل الشتاء، بسبب تحويل المياه من مدينة زحلة إلى القرى المحيطة لاستعمالها من قبل المزارعين، لكن أغلب خطوط المجاري موصولة من نهر الليطاني، وتجرّ معها كل التلوث حتى إلى بحيرة القرعون”.
يلفت الترشيشي إلى أنّ “المياه الملوثة لا تأتي فقط من الليطاني، بل أيضاً من المنازل المحيطة والمخيمات”، وقال: “تلك المياه الآسنة تستخدم لري المزروعات علماً أن بعض المزارعين ينفون ذلك ولا يمكنهم الإعتراف بهذا الأمر. في المقابل، هناك أيضاً ثلة من المزراعين تمتلك آباراً خاصة ومن خلالها يتم ريّ المزروعات”.
منع دون إيجاد سبل أخرى
منذ آيار العام 2021، وجهت مصلحة الليطاني كتابين إلى كل من محافظتي البقاع وبعلبك الهرمل، طلبت بموجبهما منع ري المزروعات من مياه نهر الليطاني وروافده في نطاق محافظتي البقاع وبعلبك الهرمل، وضرورة تأمين مقتضيات الأمن الصحي.
ووسط ذلك، لا تُوجد سبل أخرى للمزارعين لري مزروعاتهم، فيتجهون لاستخدام مياه المجاري الملوثة، فمعظمهم غير قادر مادياً على حفر بئر بسبب التكلفة المادية الكبيرة، فيلجأ إلى فتح قناة باتجاه المزروعات من مجرى النهر الممتد أو يضع مضخة مياه آلية، للتوفير وكسب ربح أكبر”، وفق ما قاله الترشيشي لـ”لبنان24″.
ويضيف: “الحلول تكمن بمنع تدفق مياه المجاري من المنازل والمخيمات ومن سبل أخرى، كما يجب أن يتم تنظيف النهر قبل بدء فصل الشتاء لأن السيول تجرف معها كل الأوساخ نحو المزروعات، إضافة لتنظيم قنوات مياه نظيفة مصدرها الآبار وهذه طبعاً مسؤولية البلديات والدولة”.
نسبة عالية من السرطان
على مستوى البقاع من سعدنايل حتى بر الياس والمرج، هناك آلاف حالات الإصابة بمرض السرطان بسبب المياه الملوثة، وحتى الرائحة الكريهة في منطقة المرج أصبحت غير مقبولة.
واحتل لبنان المرتبة الأولى بين دول غرب آسيا في عدد الإصابات بمرض السرطان قياساً بعدد السكان، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
وبحسب المرصد العالمي للسرطان للعام 2023، بلغ عدد الوفيات حوالى 46% من الإناث و 54% من الذكور، أما عدد الإصابات فبلغ 50% إناث و49% ذكور.
كذلك، تعتبر منظمة الصحة العالمية أنّ نسبة كبيرة من حالات السرطان في لبنان مرتبطة بعوامل بيئية وإجتماعية.