كشفت والدة جندي “إسرائيلي” كان أسيراً لدى “كتائب القسام” في غزة، وعثر عليه مقتولاً، أن جيش الاحتلال الصهيوني هو الذي قتل ولدها بواسطة الغاز.
وقالت والدة الجندي رون شيرمان، الذي تم أسره من موقع “إيرز” العسكري في غلاف غزة، وجرى بث مشاهد وقوعه في أسر عناصر “القسام” خلال عملية “طوفان الأقصى”، إن جيش الاحتلال قتله بصورة متعمدة، ولم يُقتل على يد “حماس”.
وعثر الاحتلال على جثة شيرمان، والجنديين نيك بيزر وإيليا توليدانو، في غزة في 15 كانون أول/ديسمبر الماضي.
وأوضحت والدة شيرمان، أن الجيش أبلغها بأن مكان الأسرى كان معلوماً، وكانوا مع قائد لواء الشمال في القسام، ومات الأسرى اختناقاً بسبب سموم قاتلة ألقيت من أجل اغتيال القائد القسامي.
وأضافت: “شيرمان وبايزر، كانا معاً على قيد الحياة، وأخبرني قائداهما الجنرالان غسان عليان ونيتسان ألون، أنهما كانا يعلمان مكانهما، وبعد أسابيع تلقيا علامة على بقائهما على قيد الحياة، ورغم ذلك قرروا قصف المكان للقضاء على مسؤول كبير بحماس، وتم التضحية بابني”.
وقالت معيان شيرمان، والدة الجندي: “الجيش أبلغنا قبل يوم، أنه بخير، واليوم التالي جاؤوا وأبلغوني بأنه قتل، وغيروا روايتهم للحادثة مراراً، وأخبروني أنه قتل على يد حماس، وحين وصل لم أكن مهتمة بتشريح الجثة”.
وتابعت: “لكن أحد الأطباء الذين فحصوا الجثة، أبلغني بأنه لم يكن فيها آثار لإطلاق النار أو الطعنات، ولم يستبعدوا استنشاق الغازات السامة بسبب قصف الجيش”.
وقالت إن اللافت كان أن جسمه لم يتضرر سوى أن أصابعه كانت مكسورة، وربما كان يحاول التشبث بشيء أو الحفر لحظة قصفهم بالغاز.
وأضافت: “لقد حاول ابني إنقاذ نفسه من القبر المسموم بسبب الجيش الإسرائيلي، في محاولة يائسة لاستنشاق الهواء والنجاة”.
وردا على قتله على يد الجيش، قام والدا شيرمان، بوضع قطعة رخام، بشكل غير مسبوق على قبره في المقبرة العسكرية، كتب عليها، “تم اختطافه وتركه والتضحية به من قبل الحكومة الافتراضية في كارثة عام 2023″، لكن القطعة اختفت بعد أيام من وضعها.
وأشارت إلى أن “أحداً ما في الجيش، قام بهذا الأمر لأنه لم يعجبهم”، وتعهدت بتكرار الأمر مجددا على قبره وقالت: “لن يخبرني أحد بما يجب أن أضعه على شاهد قبر ابني”.
وقالت هيئة البث “الإسرائيلية”، إن جيش الاحتلال عقب على كلام والدة الجندي، بأن الجثة عثر عليها، بالقرب من مكان استشهاد قائد لواء الشمال في القسام الشهيد أحمد الغندور.
وعلقت الأم بغصب عبر حسابها بموقع فيسبوك: “قتل رون ليس على يد حماس، كانت هناك أوشفيتز (معسكر نازي قتل فيه اليهود بمضخات الغاز) ولكن بدون النازيين، وبدون حماس كسبب، ليس عبر إطلاق نار عرضي، لكن قتل متعمد بقصف غازات سامة”.
وأضافت: “تم اختطاف رون بسبب الإهمال الإجرامي من جميع كبار مسؤولي الجيش والحكومة اللعينة الذين أعطوا الأوامر بتصفيته من أجل إغلاق الحساب مع أحد الإرهابيين من جباليا.. حاول تنفس الهواء، لكنه لم يتنفس سوى سم الجيش الإسرائيلي”، وفق قولها.
وقالت: “لا مستقبل لهذا البلد إذا كان هذا ما فعلوه بك بعد أن تخلوا عنك في ذلك السبت، ماذا كان القرار لو كان ابن بيبي (نتنياهو) هناك في نفق الإرهاب، أو حفيد غالانت؟ أو ابن هرتسي هاليفي؟ وهل كان سيتم تسميمهم أيضا بقنابل الغاز؟”.