ألقى عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله كلمة في الحفل التكريمي الذي نظمه حزب الله في بلدة الدوير لشهداء معركة “أولي البأس”، حيث تناول عدة قضايا محورية تخص الوضعين اللبناني والسوري، بالإضافة إلى التحديات السياسية والأمنية التي تواجه لبنان والمنطقة.
في مستهل كلمته، أكد فضل الله أن لبنان يواجه مرحلة صعبة ومعقدة، لكنه أشار إلى أن المقاومة قادرة على تجاوز هذه التحديات بفضل قوتها وصلابتها.
وأضاف، “العدو الإسرائيلي اليوم يُمارس اعتداءات على لبنان ويخرق الاتفاقات الموقعة، وهو لا يتوقف عن استغلال الفرص لتنفيذ اعتداءات واغتيالات، وهو ما يتطلب من جميع الأطراف اللبنانية أن تكون يقظة ومستعدة للتعامل مع هذه الخروقات.”
وأشار إلى أن المقاومة كانت حريصة على الحفاظ على بنود الاتفاقات، لكنها لم تقبل بوقف الحرب “كيفما كان”. وأوضح فضل الله أن المقاومة رفضت الورقة التي تم تقديمها في بداية النزاع، وأجرت تعديلات على البنود التي كانت تعتبرها غير كافية لتحقيق حماية لبنان وضمان استقرار الأوضاع.
وفي سياق حديثه عن دور المقاومة، أكد فضل الله أن لبنان لا يمكنه الاعتماد على أي طرف آخر لحمايته غير المقاومة وسلاحها. وقال: “نحن لا يحمينا غير مقاومتنا وسلاحنا، لكن أمام الدولة اليوم، وأمام كل من كانوا يتحدثون عن إمكانية حماية لبنان من دون المقاومة، أتمنى أن يجربوا حظهم في هذا الموضوع”.
وأوضح أن حزب الله يتابع ملف الخروقات مع الحكومة اللبنانية من خلال مؤسسات الدولة، بما في ذلك الجيش اللبناني، وقوات الطوارئ الدولية، ولجنة المراقبة، مشدداً على أن المسؤولية يجب أن تتحملها جميع الجهات المعنية. وأضاف: “نعم، يوجد جهد من الجميع، لكن النتيجة ليست كما كان مطلوباً، ونحن نعلم أن العدو سيواصل توتر الأوضاع خلال هذه الفترة.”
فضل الله أكد أن حزب الله يسعى لإنجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان في أقرب وقت ممكن، مشيراً إلى أن “حزب الله يواصل العمل لكي يكون لدينا رئيس للجمهورية في 9 كانون الثاني القادم”. وقال: “ملء هذا الشغور الرئاسي يؤدي إلى إعادة انتظام المؤسسات الدستورية، ويسمح بتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات تقوم بدورها على الصعد المختلفة”.
وأضاف أن حزب الله يعمل بتنسيق كامل مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وإخوانه في حركة أمل بشأن هذا الملف، مشيراً إلى ضرورة التوصل إلى توافق وطني حول الرئيس المقبل.
وأكد فضل الله: “هذا الموضوع يحتاج إلى أوسع تفاهم وطني. إذا كانت لغة التحدي لا تؤدي إلى نتيجة، فقد جربها الجميع قبل طوفان الأقصى ونحن لم نكن يومًا من أصحاب هذه اللغة.”
وأشار فضل الله إلى أن حزب الله لطالما دعا إلى التفاهم بين الكتل السياسية الكبرى للوصول إلى اتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية. وقال: “عندما دعمنا مرشحاً، دعونا إلى التفاهم لنلتقي على قواسم مشتركة. واليوم نؤكد على هذا المعنى، وهو أن الحاجة للتفاهمات بين الكتل السياسية ضرورة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، وهذا أمر ضروري وحيوي للبلد وللدولة وللمؤسسات”.
كما أضاف: “نحن لسنا الوحيدين الذين يمكننا اختيار رئيس الجمهورية. هناك كتل أخرى يجب أن تتعاون لتأمين الأغلبية وتوفير تفاهم بين الكتل الأساسية القادرة على النهوض بالبلد من جديد”.
وفيما يخص الأوضاع في سوريا، شدد فضل الله على أن حزب الله يواكب التطورات عن كثب، لكنه أكد على موقف الحزب الثابت بضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وعدم السماح للهيمنة الأمريكية أو الاحتلال الإسرائيلي بالتأثير على قرار الشعب السوري. وقال: “لقد تغيّرت الظروف والأوضاع في سوريا سواء على صعيد الدولة أو على صعيد طبيعة المواجهة. وبالتالي نحن لم نكن جزءاً من القتال هناك لأن الجيش السوري لم يقاتل، وجرى ما جرى”.
وأشار إلى أن سوريا تواجه تحديات صعبة، ويجب أن يبقى شعبها هو من يقرر مصيره. وأضاف: “نحن نواكب الأحداث كما ستستقرّ، لكن يهمنا أن تبقى سوريا موحدة، وشعبها يقرر مصيرها وسلامة هذا البلد وأن لا يكون تحت الهيمنة الأمريكية أو الاحتلال الإسرائيلي”.
واختتم فضل الله كلمته بالحديث عن الدور المستقبلي للمقاومة في المنطقة، مؤكداً أن سوريا لن تجد في المستقبل خياراً سوى المقاومة لتحرير أراضيها. وقال: “سيأتي يوم لا يجد السوريون سوى خيار المقاومة لتحرير أرضهم، وهذا لا يترك على مقاومتنا أي تأثيرات سلبية كما يروّج البعض”.