قال وزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان، إن مستقبل قطاع غزة يحدده الشعب الفلسطيني ومقاومته، لافتا إلى أمله بأن تتحول الهدنة المؤقتة التي بدأت أمس الجمعة إلى وقف دائم لإطلاق النار وجرائم الحرب التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي.
وأبدى عبد اللهيان، خلال مقابلة مع “الجزيرة” سعادته لدخول الهدنة الإنسانية التي تم التوصل إليها بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجيش الإسرائيلي حيّز التنفيذ، مضيفا أنه يأمل في استمرار الجهود للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وما يرتكبه “الكيان” من جرائم حرب بحق أهالي غزة.
وأشار إلى أن جهود بلاده كان لها دور في الوصول إلى هذه الهدنة من خلال ما قدمه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي من مبادرة لوقف جرائم الحرب بالتنسيق مع قادة الدول الإسلامية، والتي تمخض عنها اجتماع القمة الإسلامية والعربية، وكذلك دعوته لعقد اجتماع قادة تجمع دول البريكس الاقتصادي.
وثمّن وزير الخارجية الإيراني الجهود القطرية لإتمام هذه الهدنة، مشيرا إلى تواصله المستمر مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، واتصالاتهم بقادة حماس للوصول إلى مرحلة وقف “جرائم الجيش الإسرائيلي” واستيفاء حقوق الشعب الفلسطيني.
وشدد على ضرورة التركيز لتحويل هذه الهدنة لوقف إطلاق نار دائم، لأنه في حال حصول غير ذلك، فإن المنطقة ستواجه ظروفا جديدة ومختلفة، وأنه على “إسرائيل” وأميركا تحمل عواقبها الوخيمة، على حد تعبيره.
ولفت إلى أن بلاده تلقت خلال العشرة أيام الأخيرة رسائل من الجانب الأميركي عبر وسطاء، مفادها أنهم لا يتطلعون لتوسيع نطاق الحرب، بعد أن تبين لهم أن الدعم اللامحدود ل
للإسرائيلي لن يكون في صالح السياسيين في البيت الأبيض، وأنهم سيعملون من أجل وقف الحرب والحيلولة دون تهجير الفلسطينيين.
وأضاف، نأمل أن تكون هذه الأخبار صحيحة، وأن صدق هذه النوايا من أميركا سيظهره مدى استعدادها لإجبار الجيش الإسرائيلي على الالتزام بالهدنة وتحويلها لوقف إطلاق نار مستدام.
وشدّد على دعم بلاده للمقاومة الفلسطينية، مؤكدا مشروعية ذلك وتوافقه مع القانون الدولي الذي يعتبر “الاحتلال ظاهرة مشؤومة”، ويدعم مقاومته بشتى الطرق المتاحة.
وحول موقف بلاده من حل الدولتين، قال عبد اللهيان، إن طهران تدعم تشكيل دولة فلسطينية واحدة وموحدة في شتى أنحاء الأراضي التاريخية لفلسطين وعاصمتها القدس الشريف، لافتا إلى أن رؤية إيران للحل السياسي قائمة على مقترح إجراء استفتاء تحديد المصير للسكان الأصليين لفلسطين بكل أطيافهم وأعراقهم.
وأكد وزير الخارجية الإيراني على أن الجيش الإسرائيلي فشل في تحقيق هدفه المعلن بالقضاء على حركة حماس، التي يرى أنها متجذرة ومستقرة في غزة.
وفي هذا السياق، لفت عبد اللهيان إلى أنه التقى قيادات للمقاومة أكدوا له أنه لم يتم استخدام سوى من 10 إلى 12% من إمكانياتهم وطاقاتهم في القطاع، وأن لديهم القدرة على الاستمرار في المواجهة لشهور مقبلة.
وأضاف أن بلاده ترى أن مستقبل غزة سيحدده الشعب الفلسطيني ومقاومته، وأنه إذا تصورت أميركا بأنها تستطيع أن تتخذ قرارا بشأن غزة ما بعد الحرب بدلا من الشعب الفلسطيني فهي تفكر بشكل خاطئ، كما تصورت عام 2006 بأنه يمكن القضاء على حزب الله اللبناني أو تجريده من سلاحه.
