أخبار لبنان

التمديد لليونيفيل بين الرضوخ للخارج والسيادة الرخوة

لم يمرّ التمديد الأخير لقوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) بهدوء، بل جاء وسط سجال سياسي ودبلوماسي.

فالعدو الإسرائيلي والولايات المتحدة حاولتا الدفع باتجاه تعديل جوهري في مهمة هذه القوات لتكون أكثر قدرة على مراقبة نشاط حزب الله، ولوّحتا بعدم التمديد إن لم تُعتمد هذه الصيغة.

لكنّ دولاً أوروبية مؤثرة، مثل فرنسا وإيطاليا، رفضت المغامرة، مفضّلةً الحفاظ على الاستقرار الهش بدلاً من فتح الباب أمام مواجهة مباشرة مع الحزب وسكان الجنوب.

 لماذا قبل الغرب بالتمديد؟ الجواب هو أن التمديد بدا “الخيار الأقل كلفة”. صحيح أنّ اليونيفيل لا تستطيع أن تمنع حزب الله من التسلّح أو من التحرك، لكنّ وجودها يوفّر صمّام أمان يحول دون الانزلاق إلى حرب شاملة.

الأوروبيون، بخلاف واشنطن و”تل أبيب”، يعتقدون أنّ تعديل مهمتها بالقوة سيؤدي إلى احتكاك مباشر مع الحزب ويعرّض جنودهم للخطر. وهكذا غلبت واقعية التهدئة على خيار التصعيد. لكن هذا الموقف يعكس أيضاً قدراً من الرضوخ. فبدلاً من تطبيق القرار 1701 بحزم، يستمر المجتمع الدولي في تمديد شكلي لقوات عاجزة، ما يكرّس ازدواجية السلاح في لبنان ويُظهر الدولة وكأنها بلا حول ولا قوة. العتب هنا مشروع: الغرب يفضّل “الإدارة المؤقتة” على مواجهة أصل المشكلة.

نداء الوطن – جاد الاخوي

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع "صدى الضاحية" بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و"الموقع" غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى