سلايدرمقالات

صحافيون على خط النار: بين القصف والكلمة الأخيرة

كتب عماد جابر لـ “موقع صدى الضاحية” في مشهد صار مألوفاً لكنه لا يقلّ فظاعة مع تكراره، تواصل طائرات العدو الصهيوني استهداف الصحافيين في غزة، في محاولة ممنهجة لإسكات الحقيقة وطمس معالم الجريمة. لم تعد خيام الإعلاميين ولا ستراتهم الواقية كافية لردع آلة القتل، التي ترى في الكاميرا تهديداً وفي الميكروفون عدواً يجب إخماده.

الغارات الأخيرة لم تكتفِ بهدم الأبنية وسحق الأحياء، بل تجاوزت ذلك إلى قصف مباشر للخيم والمقرات الصحافية، في انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية التي تحمي العمل الصحفي. الصحافيون في غزة باتوا هدفاً واضحاً، لا لشيء إلا لأنهم ينقلون ما لا يريد العدو أن يُرى: صور الدم، صوت الأمهات، وبكاء الأطفال تحت الركام.

منذ بداية العدوان في تشرين الأول/أكتوبر 2023، تتزايد أعداد الشهداء من الصحافيين، وتُطوى صفحات بأكملها من الذاكرة الإعلامية الفلسطينية. استهداف مباشر، حرق، بتر، اختناق تحت الأنقاض… تلك ليست مشاهد من رواية خيالية، بل يوميات من يعملون على توثيق الجريمة وهم وسط النار.

العدو يدرك أن الصورة أقوى من الصاروخ، وأن الصوت الصادق أشد وقعاً من أي سلاح. لذلك، يلاحق العدسات في كل زاوية، ويُسكت الأقلام بقصفها، في معركة غير متكافئة بين من يملك طائرات الموت ومن لا يملك سوى شرف الكلمة.

ورغم كل ذلك، لم تتوقف التغطية. ما زالت العدسات تُشهر في وجه الجريمة، وما زالت الأقلام تقاوم باللهب والدم. فالعدو قد يُسقط الأجساد، لكنه عاجز عن قتل الحقيقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى