قالت صحيفة “بلومبرغ”، أن “المخاوف تتزايد داخل وخارج سوريا بشأن الدور المحوري الذي لعبته هئية تحرير الشام لتغيير النظام وما قد تفعله في السلطة لاحقاً”.
ورأت “بلومبرغ”، أن “الحكومة الموقتة الجديدة، التي من المقرر أن تظل في منصبها حتى الأول من آذار/مارس، تخضع لامتحان من جهة كيفية إدارة سوريا وتأمين الاستقرار السياسي”.
وقال قائد هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، يوم الأربعاء، من مسجد الإمام الشافعي، حيث كان يخطب قبل عشرين عاما: “بهذه الحرب الخاطفة، والحمد لله تعالى، أنقذنا سوريا والمنطقة بأسرها من تهديد وجودي للعديد من مكونات الشعب السوري”.
وعبّرت “بلومبرغ” عن بعض المخاوف، قائلة إنّه “هناك خطوط صدع دينية عميقة، فسكان سوريا البالغ عددهم نحو 24 مليون نسمة، يشكل المسلمون السنة نحو 70% منهم، والبقية مزيج من ديانات أخرى، بما في ذلك المسيحية”.
أيضاً لفتت الصحيفة، إلى أنّه “بدأ قادة الهئية حملة للتواصل في العاصمة والمدن الكبرى الأخرى، وعقدوا اجتماعات مع زعماء المجتمع، بما في ذلك أعضاء الجماعات غير المسلمة”.
وتابعت أنّه “أصدرت الجماعة المسلحة بيانًا يحظر على مقاتليها التدخل في الحريات الشخصية، وخاصة تلك الخاصة بالنساء”.
ودعمت صحيفة “بلومبرغ” حديثها بشهادة الأب أرسانيوس لحام، بعد اجتماع مع قيادات هيئة تحرير الشام في مدينة طرطوس الساحلية الغربية، الذي قال يوم الأربعاء: “لا يوجد سبب للخوف”.
وفي مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الأسبوع الماضي، لم يستبعد الجولاني إدخال الحكم الإسلامي في سوريا، قالاً: “الناس الذين يخشون الحكم الإسلامي إما أنهم شاهدوا تطبيقًا خاطئًا له أو لا يفهمونه بشكل صحيح”.
وحول مستقبل الأقليات في سوريا، أكّد الجولاني أنّها “موجودة منذ مئات السنين وليس لأحد الحق في القضاء عليها”.
وقال مايك والتز ، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، إنّه “لم يتم التوصل إلى قرار بعد بشأن هيئة تحرير الشام والجولاني، إنه لا يقطع رؤوس المسؤولين السابقين في نظام الأسد أو يعلقهم على الجسور، يبدو أنهم يجلسون ويتحدثون، وهي علامة أولى جيدة للغاية”.
وتناولت “بلومبرغ”، الموقف الذي اتخذته إدارة بايدن تلقائياً واصفةً إياه بــ”الحيادي”، مشيرةً إلى تصريح وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، الذي قال “إن واشنطن قد تعترف بحكومة سورية جديدة تحترم الأقليات وتدمر مخزونات الأسلحة الكيماوية والبيولوجية”.
كما ذكرت الصحيفة، ما أشارت إليه وزارة الخارجية الأميركية يوم الاثنين، أنّ “تصنيف هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية لا يمنع المسؤولين الأميركيين من التحدث إلى قادة الهيئة”. معبرة عن شعورها بالقلق من “عودة محتملة لتنظيم الدولة الإسلامية”.
كما رأت صحيفة “بلومبرغ”، أن “إصرار تركيا على انسحاب المقاتلين الأكراد المسلحين المدعومين من الولايات المتحدة في شمال شرق سوريا، والذين تعتبرهم إرهابيين” يزيد المشهد تعقيداً.
وأوضحت أنّه “لقد ساعد وجود 900 جندي أمريكي في سوريا في حماية الأكراد، ولكن هناك فرصة لأن يقوم ترامب بإزالة تلك القوات كجزء من مساعيه لإنهاء التدخل الأمريكي في الصراعات الأجنبية”.
وكشفت “بلومبرغ”، عن “محاولة العديد من مسؤولي المعارضة السورية المقيمين في الخارج، الذين لديهم شكوك بشأن التحركات الأولى للجولاني، التواصل مع المتمردين على الأرض لمحاولة تشكيل ما سيأتي بعد ذلك”.
من جهته علّق المعارض السياسي السوري والمقيم في واشنطن، أيمن عبد النور، على ما أوردته الصحيفة، قائلاً: “هذه آلام المخاض، وسوف تستغرق بعض الوقت”.