يشهد الشرق الأوسط تصعيدًا عسكريًا متسارعًا في عدة جبهات، ما يعكس ضغوطًا متزايدة على إيران لدفعها إلى طاولة المفاوضات بشروط أمريكية. فمنذ رفض المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي التفاوض مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، تصاعدت العمليات العسكرية في اليمن، غزة، ولبنان بشكل لافت، ما يشير إلى سيناريوهات متعددة قد تنتهي بحرب كبرى في المنطقة.
التصعيد في اليمن
بدأت المرحلة الأولى من التصعيد عندما شنّت الولايات المتحدة وحلفاؤها حربًا واسعة على اليمن، مستهدفة مواقع تابعة لحركة “أنصار الله” . هذه الهجمات جاءت بعد تصاعد التوترات في البحر الأحمر واستهداف سفن يُعتقد أنها مرتبطة بإسرائيل. كان الهدف الواضح من هذه الضربات هو توجيه رسالة قوية إلى إيران عبر استهداف أحد أقرب حلفائها الإقليميين.
غزة تحت القصف مجددًا
بعد يومين فقط، عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تصعيد الوضع في غزة، حيث شنت القوات الإسرائيلية عمليات عسكرية مكثفة ضد الفصائل الفلسطينية. هذه الهجمات لم تكن فقط ردًا على صواريخ المقاومة، بل جاءت أيضًا في سياق الضغط على إيران من خلال استهداف أحد حلفائها الرئيسيين في المنطقة، وإشعال جبهة قد تجرّ أطرافًا أخرى إلى المواجهة.
لبنان في دائرة الاستهداف
لم يمر يومان آخران حتى أعلن العدو الاسرائيلي عن إطلاق صواريخ من لبنان باتجاه أراضيها، وهو ما وصفته تقارير عديدة بأنه ذريعة مفبركة لتبرير قصف أهداف داخل الأراضي اللبنانية. كان الهدف الأساسي من هذا التصعيد هو توجيه مزيد من الضغوط على حزب الله، الحليف القوي لإيران، لإضعاف موقف طهران الإقليمي وزيادة الضغوط عليها لدفعها نحو التفاوض بشروط أمريكية وإسرائيلية.
الهدف الأساسي: الضغط على إيران
كل هذه العمليات العسكرية تشير إلى استراتيجية واضحة تهدف إلى دفع إيران إلى التفاوض تحت التهديد، في ظل اقتراب مهلة الشهرين التي وضعتها طهران للرد على الضغوط الأمريكية. ترامب كان يفضّل تحقيق أهدافه دون الدخول في مواجهة عسكرية كبرى مع إيران، لذلك لجأ إلى استخدام حلفائه في المنطقة لخلق بيئة من الفوضى والتصعيد العسكري، تُجبر طهران على تقديم تنازلات استراتيجية.
هل نحن أمام حرب كبرى؟
رغم الضغوط المتزايدة، لا يبدو أن إيران مستعدة للخضوع للإملاءات الأمريكية، ما يجعل احتمال اندلاع مواجهة مباشرة أمرًا واردًا في الأسابيع القادمة. مع استمرار التصعيد في اليمن، غزة، ولبنان، يظل السؤال المطروح: هل ستتجه المنطقة نحو حرب كبرى، أم أن هناك سيناريوهات أخرى قد تعيد ترتيب المشهد السياسي والعسكري قبل الوصول إلى نقطة اللاعودة؟