لما بعد العدوان الصهيوأميركي على غزة تخطط الولايات المتحدة لتسليم غزة والضفة الغربية (الموحدة) الى السلطة الفلسطينية وتحاول اقناع الكيان الاسرائيلي بالقبول والرضا بهذا الحل.
هذا ما اكده وزير خارجية اميركا المنتهية ولايته انتوني بلينكن في كلمة له ألقاها بمقر حلف الاطلسي والتي طرح فيها رؤية بلاده لما بعد العدوان الصهيوأميركي على غزة.
الوزير المتهم بكونه احد اضلاع الابادة الوحشية في غزة، تحدث اخيرا عن الجنبة الانسانية ولكن ليس عن الجنبة الانسانية للفلسطينيين وحجم الدمار الذي الحقته الآلة الحربية الصهيواميركية بهم انما ذرف دموع التماسيح من اجل الجنبة الانسانية للمحتلين الصهاينة حينما تطرق الى ان اتفاق غزة سيضمن إعادة الرهائن وخفض المعاناة الإنسانية.
ما الذي تخطط له أميركا ايضا؟
قال بلينكن ان بلاده تريد خلق مسار لدولة فلسطينية تعيش إلى جانب الكيان الإسرائيلي المحتل زاعما (ومراوغا في مزاعمه) ان للفلسطنيين حقا في دولة خاصة بهم…..هكذا..
وكما هو واضح فان اميركا اضطرت للمراوغة في هذه الفترة العصيبة من تاريخها بعد تسونامي حرائق لوس انجيلوس وخسارتها لما يقارب الـ300 مليار دولار في (كفخة ربانية واحدة)، وربما انها ستتحمل أضعاف هذا المبلغ بعد كشف الخسائر الحقيقية.
وهي خسائر منهِكة واقعية لا محالة منها يجب أن تتحملها الحكومة الجديدة على ظهرها قبل وضعها القدم الاولى في البيت الابيض، ما يجبرها ذلك ابتداء السعي الملح في التهدئة في الشرق الاوسط للتقليل من حجم الخسائر الملياردية المتصاعد مع استمرار العدوان الصهيوني على غزة، باعتبار ان اميركا الخاسر الاكبر في هذا العدوان الصهيوأميركي (تسليحا وتمويلا).
الامر الاهم في المخطط الاميركي
الامر الثاني وهو الاهم، ان طرح بلينكن الشبيه بما يسمى بـ”حل الدولتين” (الذي هو بالاساس اعتراف ضمني بهذا الكيان اللقيط غير الشرعي المغتصب لفلسطين)، هو تنازل كبير في استراتيجية اتفاقات (ابراهام الترامبوية) وانسحاب تكتيكي من هذه الاتفاقية التي تسعى للوصول الى مشروع ما يسمى بـ”اسرائيل الكبرى من البحر الى النهر”.
وبالتالي نستطيع القول ان هذه الخطوة لن تتجرأ الولايات المتحدة على القيام بها بعد تقديراتها الاكيدة بضعف وضآلة امكانية بقاء هذا الكيان اللقيط على قيد الحياة، وانه اصبح اليوم على شفا جرف هار يلفظ بصعوبة انفاسه الاخيرة، ولا بد من ادخاله في حالة الانعاش المركز والتنازل عن فكرة نشر المستوطنات وتوسيعها في كل الضفة الغربية وغزة، ولو الى حين، ولا بد للكيان العاجز المنتهية انفاسه الاخيرة من القبول بهذا الحل الذي هو بمثابة هروب أميركي بهذا الكيان الى الامام.