كتبت “الأنباء” تقول: في ظلّ الحديث عن وجود فوهة كبيرة ساهمت في فشل الجولة الأولى من مفاوضات الهدنة في غزة، تستأنف المحادثات اليوم في الدوحة، بعد إصرار العدو على التمسك بشروطه بعدم الانسحاب من محور فيلادلفيا، ومعبر رفح، ومعبر نتساريم، أي عدم الإنسحاب العسكري من قطاع غزة، بينما تتمسك حركة حماس بهذا المطلب، ممّا يدلّ حتماً على نيّة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باستمرار الحرب وبالتالي عرقلة أيّ تقدّم نحو اتفاق جديد لهدنة قريبة.
في الأثناء، تستمرّ آلة الحرب الإسرائيلية بقتل المدنيين في غزة وجنوب لبنان، إذ شن العدو مجموعة غارات باتجاه عدد من القرى الجنوبية ما أدى الى سقوط 8 شهداء يوم أمس، ليردّ “الحزب بقصف مواقع الجنود الاسرائيليين في رويسات العلم وكريات شمونة والمطلة بالقذائف الصاروخية والمسيرات، موقعاً في صفوف العدو إصابات مباشرة.
في هذا السياق، اعتبرت مصادر أمنية أن رفع منسوب التوتر من قبل اسرائيل ضد النازحين في غزة، هدفه الأول الضغط على حماس للقبول بشروط نتنياهو، أما التصعيد في جنوب لبنان فهو يأتي ضمن عمليات استتباقية لمنع حزب الله من الرد على اغتيال القيادي في الحزب فؤاد شكر.
المصادر لفتت في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية إلى أن “حزب الله” مصمم على الرد وعلى الأهداف أيضاً، إلّا أنه أرجأ ذلك بانتظار ما قد تسفر عنه المفاوضات للوصول لوقف إطلاق النار.
من جهته، وصف الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني حمزة بشواتي المفاوضات بالمتعثرة، لافتاً إلى أنَّ رفع منسوب التوقعات من قبل الاميركيين كان وسيلة للضغط على حماس للقبول بالشروط الاسرائيلية، بينما أصبح الضغط على الإدارة الأميركية التي تظهر ضعيفة، خصوصاً بعد فشلها خلال جولة المفاوضات التي جرت في الدوحة والقاهرة بتحقيق أيّ تقدّم.
بشواتي رأى في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية أنَّ اللجان الفنية ما زالت تجتمع في الدوحة وفي القاهرة، وحالياً يجري الضغط باتجاه تطبيق الصفقة الأولى من المفاوضات، التي تتركز على تبادل الأسرى وانسحاب إسرائيل من المناطق السكانية المكتظة، بالتزامن مع عدم تحليق للطيران الحربي الاسرائيلي أثناء عملية التبادل، وعودة النازحين الى مناطق سكنهم دون تحديد المناطق التي قد يتوجهون اليها، معتبراً أن طريق المفاوضات بحسب ما تريد اسرائيل، يكون بالاتفاق على تنفيذ المرحلة الأولى وتأجيل ما يتعلق بالمرحلتين الثانية والثالثة إلى مرحلة طويلة الامد.
بشواتي رأى أن استئناف المفاوضات هو محاولة للتوصل لتهدئة لمدة 42 يوماً تشمل تبادل الاسرى وعودة النازحين، مذكراً بأن ما يريده نتنياهو بعد كل هذا الاصرار على عدم الانسحاب من معبر فيلادلفيا هو للحصول على أكبر عدد من الاسرى الأحياء.
وفي تعليقه على مطالبة الجيش الإسرائيلي إخلاء خان يونس، ذكر بشواتي أن العدو منذ انطلاق جولتي المفاوضات قام باستهداف النازحين في المواصي حتى شرق رفح باتجاه خان يونس، واصفاً المطالبة بإخلاء خان يونس بانها تأتي في سياق الضغط في المفاوضات لتقليص المساحة الآمنة الى 11 في المئة من مساحة غزة، مؤكداً أن المقاومة ستفعل كل ما يلزم وصولاً لوقف العدوان على قطاع غزة، في ظلّ رغبة كل الاطراف، خصوصاً بما يتعلق بالمرحلة الاولى من الاتفاق للوصول الى وقف جدي لاطلاق النار والبدء بتنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة.
وبانتظار ما ستؤول إليه نتائج الجولة الثانية من مفاوضات الهدنة، فإنَّ المنطقة على صفيح ساخن يُهدد أمنها واستقرارها، ممّا يدلّ حتماً على أنَّ الأمور ستتدحرج نحو الأسوأ إذا ما أُنجز اتفاق وقف إطلاق النار في القريب العاجل.