من المعلوم بأن قوى المقاومة في المنطقة، طوال أعوام نشاطها، لم تُبادر الى أي عملية عسكرية تطال أهدافاً مدنية ابتداءاً، إلا بعد أن يقوم كيان الاحتلال الإسرائيلي أو الاحتلال الأمريكي، باستهداف مجتمعات المقاومة والأهداف المدنية فيها. وعليه فإنه خلال الحرب الكبرى مع الكيان المؤقت، لن تُبادر حركات المقاومة الى استهداف محطات تحلية المياه، إلا بعد أن يبادر الإسرائيلي الى الاعتداء على منشآت مياه الشرب لديهم. فحركات المقاومة تمتلك من القيم الأخلاقية والإنسانية، ما يمنعها عن المبادرة للقيام بذلك، بعكس الإسرائيليين الذين أظهروا في معركة طوفان الأقصى تحديداً، عن أدنى مستوى من الانحطاط، من خلال تشديد الحصار على الشعب الفلسطيني في غزة وحرمانه من أبسط حقوقه الإنسانية، من مياه الشرب والغذاء والدواء.
محطات تحلية المياه وأهميتها للكيان
منذ تاريخ إنشاء الكيان، كان ميزانه المائي في حالة سلبية دائماً، ما يعني بأنه يستهلك كمية من المياه أكبر من متوسط كمية الأمطار. لذلك شكّلت مسألة نقص المياه في فلسطين المحتلة، مصدر قلق كبير لزعماء الكيان مثل ديفيد بن غوريون الذي قال: “الحاجة إلى مصادر مياه إضافية ليست ضرورية فحسب، بل مصيرية بالنسبة لإسرائيل”. لذلك حاول زعماء كيان الاحتلال بشتى الطرق إيجاد حل لمشكلة المياه، منها عبر احتلال المناطق الغنية بالمياه العذبة والمحيطة بفلسطين، مثل احتلال بحيرة طبريا والجولان وجنوب لبنان.
ومن أبرز الأفكار التي بدأ تنفيذها منذ ستينيات القرن العشرين أيضاً، وتم اعتمادها بشكل أساسي لتعويض النقص، هي فكرة تحلية المياه (التي تؤمن نصف كمية المياه الصالحة للشرب في الكيان).
واعتبارا من العام 2018، هناك 5 محطات رئيسية لتحلية مياه البحر في الكيان: عسقلان، أشدود، بالماخيم، سوريك والخضيرة. بالإضافة إلى ذلك، هناك تخطيط لإنشاء مصنع بالقرب من كيبوتس شومرات شمالي عكا.
فما هي أبرز المعلومات حول هذه المنشآت ومدى أهميتها؟
_منشأة عسقلان
1)تبعد عن قطاع غزة حوالي 5.5 كم (لذلك تم إيقاف العمل فيها خلال معركة طوفان الأقصى). بينما تبعد عن لبنان حوالي 172 كم.
2)تؤمن 118 مليون متر مكعب من المياه سنوياً، أي ما يعادل حوالي 5% من استهلاك المياه السنوي في الكيان، وهي تعدّ ثالث أكبر محطة من نوعها في العالم.
3)يوجد فيها 3 خطوط شفط تقوم بسحب المياه من مسافة كيلومتر واحد من الشاطئ ومن عمق حوالي خمسة عشر متراً.
4)تتبع لها منشأة توليد للطاقة الكهربائية من خلال الغاز خاصة بها (تعدّ الكهرباء الكلفة الأعلى في تحلية المياه).
_ محطة أشدود
1)تقع المحطة في المنطقة الصناعية الشمالية لمدينة أشدود، وتبعد عن قطاع غزة حوالي 34 كم، بينما تبعد عن لبنان حوالي 144 كم.
2)تؤمن 100 مليون متر مكعب من المياه سنوياً.
_محطة بالماخيم
1)تقع المحطة في منطقة بالماخيم الصناعية، تبعد عن قطاع غزة حوالي 43 كم، بينما تبعد عن لبنان حوالي 133 كم.
2)تؤمن 90 مليون متر مكعب من المياه سنوياً.
_محطة الخضيرة
1)تم بناؤها على طول نهر الخضيرة، على الجانب الجنوبي من محطة كهرباء أوروت رابين في الخضيرة، وتبعد عن قطاع غزة حوالي 104 كم، بينما تبعد عن لبنان حوالي 73 كم.
2)تؤمن 127 مليون متر مكعب من المياه سنوياً. وفي وقت تشغيلها سنة 2010، كانت المحطة الأكبر من نوعها في العالم.
_محطة سوريك
1) تقع المحطة بالقرب من نهر وادي الكسار “شوريك” في منطقة ريشون لتسيون الاستيطانية، وتبعد عن قطاع غزة حوالي 44 كم، بينما تبعد عن لبنان حوالي 133 كم.
2)تؤمن 150 مليون متر مكعب من المياه سنوياً. وهناك مخطط لإضافة محطة ثانية بجانبها تستطيع تأمين 200 مليون متر مكعب من المياه سنوياً، كما سيتم إنشاء محطة كهرباء خاصة بجانبها بقدرة 150 ميجاوات لتزويدها بالكهرباء والبخار.
3)تعد أكبر محطة لتحلية المياه في الكيان ومن بين أكبر محطات تحلية المياه في العالم.
_منشآت صغيرة لتحلية المياه: أم الرشراش “إيلات”، هضبة النقب، معجان ميخائيل بالقرب من مدينة حيفا.
_ هناك مخطط لتشغيل منشأة في الجليل الغربي في 2025، تستطيع تأمين 200 مليون متر مكعب من المياه العذبة سنوياً.