أحيت حركة أمل الذكرى الـ50 لقسم الإمام السيد موسى الصدر عام 1974 في بعلبك باحتفال حاشد في قاعة الإمام الصدر في الجامعة الإسلامية فرع بعلبك، حيث تقدم الحضور رئيس الهيئة التنفيذية مصطفى الفوعاني ممثلًا رئيس مجلس النواب ورئيس حركة أمل نبيه بري ونائب رئيس الحركة هيثم جمعة ورئيس المكتب السياسي جميل حايك، وحشد من رؤساء بلديات وروابط مخاتير ومخاتير وضباط أمنيون وعسكريون وإعلاميون ورؤساء دوائر ومصالح في المؤسسات الرسمية.
وفي كلمة له، أكد فوعاني أن “الدفاع عن غزة وفلسطين ليس مسؤولية فصيل فلسطيني بعينه وليست مسؤولية الفلسطينيين وحدهم، بل هي مسؤولية الأمة جمعاء”، مضيفًا أن “المشروع الإسرائيلي الذي يُنفذ الآن فوق جغرافيا قطاع غزة بالدم والنار والتدمير والذي يتبارى المستويان السياسي والعسكري في الكيان الإسرائيلي التباهي بإعلانه وكشف نواياه من خلال العودة الى التلويح بمخطط “الترانسفير” للشعب الفلسطيني من قطاع غزة بإتجاه شبه جزيره سيناء، إذا ما قدر لهذا المخطط أن يمر هو ليس سقوطًا وقضاءً على القضية الفلسطينية، إنما هو سقوط للأمن القومي العربي والإسلامي ومشروع تجزئة وتقسيم للمنطقة بأسرها الى دويلات طائفية وعرقية متناحرة تكون “إسرائيل” فيها هي الكيان الأقوى”.
وشدد فوعاني على “حق الشعب الفلسطيني في نضاله ومقاومته المشروعة بكل الوسائل المتاحة من أجل تحقيق حلمه بالعودة وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريفن وحيا المقاومين القابضين على جمر القضية وعلى زناد البندقية في فلسطين في الضفة والقطاع والقدس”.
ورأى أن “طوفان الأقصى أعادت وهج القضية وأسقطت خيارات التطبيع، لقد أثبت الطوفان للعالم أن فلسطين والقدس قضية مركزية للأمة لا يمكن التنازل عنها مهما غلّت التضحيات”، وقال: “يتنقل هذا الإرهاب الذي تمارسه آلة الحقد الصهيوني إلى وجه آخر من وجوه الحقد يستهدف لبنان في بعلبك ويستهدف صور وقبلها النبطية وبنت جبيل وصولًا الى قرى الجنوب المعلقة على حب الشهادة، ما يؤكد أن العدو واحد وأن الأهداف التي ينوي تحقيقها بالميدان بات يلجأ إلى مثل هذه الأفعال المدانة والتي تعبر عن ضعف وتهافت، علّه يرمم صورته المنهارة عسكريًا وأمنيًا وإجتماعيًا واقتصاديًا وداخليًا”.
وذكر فوعاني أن “العدو لم يحقق هدفًا واحدًا من أهدافه البعيدة المنال وبات الشارع العربي والعالمي يلتف حول هذه القضية المحقة ولو اتسم الموقف الرسمي حيادًا سلبيًا، أما محاولات العدو تجاه لبنان فما زالت منذ اندحاره عنه عام 2000 و2006 تتحين الفرص ونحن ندرك تمامًا أن قوة لبنان بمقاومته وبوحدته الداخلية وبعيشه الواحد وبالتسمك بقيم إرسارها الأمام الصدر”.
وتابع أن “حركة أمل تؤكد على أن كل محاولة للإعتداء على الأراضي اللبنانية ستواجه من قبل جميع المقاومين بذات العزم والإصرار الذي ووجه به الاحتلال للجنوب في السنين الماضية، وأن أرواح المقاومين ستبقى حاضرة في كل آن وفي كل ساح”، وقال: “لن تُجدي سياسات الإملاءات والضغوط بالنار في فرض وقائع سياسية فيما يخص وطننا لبنان لا على الحدود ولا في الداخل، فالموقف اللبناني واضح ويتجلّى بكبح جماح العدوانية الصهيونية، وإجبار العدو على الانسحاب من كل اراضينا المحتلة دون قيد أو شرط، وإلزامه بالتنفيذ الفعلي والجدي للقرار 1701، وإبقاء عناوين الملف اللبناني الداخلي شأنًا لبنانيًا يعالج عبر الحوار فيما بين اللبنانيين”.
وأضاف فوعاني أن “على من يبذلون الجهد من أجل الحلول السياسية، العمل على إيقاف ما يجري من حرب إبادة جماعية وجرائم حرب وتجويع لأهالي غزة لكسر إرادة صمودهم ومقاومتهم الأسطورية التي فضحت عجز آلة الحرب الاسرائيلية المستندة في إجرامها إلى التواطئ الدولي والاقليمي، والصمت المشين الذي لن تجمّله مشاهد الإنزال الإستعراضي لفُتات المؤن للجائعين”.
وفي المشهد السياسي الداخلي، دعا الفوعاني إلى “ضرورة التشاور والتفاهم للخروج من قمقم تعنت البعض وحسابات البعض الضيقة التي لا تبني وطنًا، وما زالت الدعوة إلى ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية ونجترح كل ممكن من أجل هذا الانتخاب”، مشيرًا إلى أننا “سنبقى دعاة حوار نمد اليد لشركائنا في الوطن وسط الحرائق التي اشعلها العدو الصهيوني نمد اليد إلى كل النيات الحسنة ودون سقوف التحديات العالية والخطاب المنشنج والشعبويات الفارغة التي لا تبني وطنًا”.