حكومة الاحتلال «الإسرائيلي» تفرض قيوداً على دخول المصلين المسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك، أيّ خطوة جنونية عنصرية يرتكبها نتنياهو كفيلة بإشعال المنطقة برمتها، فهل نحن أمام توسيع الحرب؟
على ما يبدو فإنّ المنطقة تمر بلحظة حرجة وحساسة لخطورة ما يجول ويصول من تضييق وشروط على المصلين الفلسطينيين بشهر رمضان المبارك، إذ لم يتمكنوا من دخول المسجد الأقصى وسط الإبادة المستمرة في قطاع غزة وأيضاً التهديد باقتحام رفح التي تكتظ بالنازحين.
لذلك يمكن القول حيال هذا التصعيد في المنطقة إنّ ما من عربي أياً كانت ديانته سيقف مكتوف الأيدي بالرغم من الصمت العربي الرسمي المخزي أو غيابه الغير مبرّر، خاصة أنّ الكيان اليوم يلعب بالنار، أيّ يمكن التوصيف الجذري لهذه الخطوة الإسرائيلية إذا وضعنا التقييم السياسي بالنسبة للفلسطينيين وبالنسية لما هو أبعد حساسية في التلويح بالذهاب بخطوة كهذه تعتبر بمثابة الإعلان عن الحرب الغير مشروطة مع رفع سقف التصعيد.
لطالما مشروع نتنياهو في التهويد بتوقيع بن غفير واليمين المتطرف آتٍ مع فتح المجال للمزيد من ارتكاب المجازر الإنسانية والكارثية التي لها معطيات خطيرة لا حدود لها ربما وهذا أمر قد يفجر المسار السياسي على مستوى المنطقة .
وقد أتى هذا المشروع بعدما أدرك نتنياهو وحكومته الفاشية أنّ لا تحقيق لأيّ انتصار أو إنجاز هدف إلا باستفزاز العرب والمسلمين كنوع من سياسة الانتحار كفرصة أخيرة له، مع التوضيح بمخلفات تراكم الفشل بمحتواه العسكري والأمني والاستخباري والسياسي حيال هذه الهستيريا محدّدات ومخرجات خرجت خارج نطاق هذه الحكومة بانفجار شعور الخيبة إلى الخارج نتيجة لعدم تحقيق أيّ هدف مركزي لعدوانهم على غزة، سوى أنهم قتلو أسراهم!
لذا نجد أنّ نتنياهو يصارع حلبة الجنون لتحقيق أيّ نقاط أو مكاسب ولو داس على مجلس الأمن والقرارات الدولية، إذ فعلياً نرى أنّ هناك تحوّلاً خطيراً نتيجة هذا الجنون الذي سيقود المنطقة برمتها إلى إشعال الحرب، وطبعاً يكمن التوصيف لهذه الخطوة بالجنون لأنه من الواضح تماما أنّ هناك عدم توازن عقلي ونفسي ولا حتى سياسي جراء الإتهامات التي توجه للأمين العام للأمم المتحدة غوتيرش.
كما أنّ هناك سلسلة من الإتهامات لشخصيات معتبرة على سبيل المثال الرئيس البرازيلي الذي أصبح شخصية غير مرغوب به كما هو حال أيضاً منظمة الصحة العالمية التي توجهوا بالإتهام لها على أنها تساعد حركة حماس…
وإلى ما هنالك من تخبّطات وزهايمر يلتهم الحجر والبشر بطريقة عدائية يندى لها جبين البشرية،
بالتالي كل هذا التخبّط العدائي الغير متزن هو نتاج حالة عدم التوازن والإستقرار النفسي.
وهذا أيضاً نتاج الفشل المحكم في كلّ عملية عسكرية أقدم عليها نتنياهو سواء في التطهير العرقي أو غير ذلك والأهمّ هو ذاك الداء الأعظم المرتبط بحلول دولة فلسطينية بالنسبة لهم.
وهنا الطامة الكبرى التي تترافق مع المساس بحرية العبادة والتعبير لكلّ الفلسطينيين،
أما جبهات الإسناد سيكون فلها موقف حاسم حيال حيثيات هذا الأمر، ويفترض أن يكون هناك تفاعل عربي وإسلامي على نطاق واسع في مثل هذا التوقيت مع حساسية شهر رمضان والأقصى.
وربما هذه الخطوة التي يلوح بها نتنياهو الأرعن قد تؤدي إلى اندلاع الحرب في المنطقةززز
فقبل فترة وجيزة أكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أنه جزء أساسي من المعركة بالتوازي مع المعادلة الذهبية التي وضعها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بخصوص المساس بالمسجد الأقصى وتبعاته، وبالتالي لا يمكن لأيّ جبهة من الجبهات التي لم ولن تفرّط بحقوق الشعب الفلسطيني وقضيتهم ان يفرّطوا بالمسجد الأقصى لأنّ ذلك يعني تجاوزاً للخطوط الحمر بكلّ ما تحمل الكلمة من معنى، وأي حماقة إسرائيلية بهذا الاتجاه سيترتب عليها التصعيد رداً على استمرار الإبادة الجماعية وتجويع الشعب الفلسطيني وأيضاً على مستوى اقتحام رفح والمسجد الأقصى،
وتبقى العين بالعين قواعد المواجهة لأيّ سيناريو مفتوح وسط التحوّل العسكري أو الخط الفاصل لأنّ معادلة المقاومة واضحة وأيّ خيار إسرائيلي أو مناورة لانتزاع تنازلات من المقاومة ستكون خاسرة بالنسبة للإسرائيلي عنوانها الأبرز الهزيمة بالمطلق لأنّ الجيش الإسرائيلي لا يبدو متحمساً لأيّ معركة كما نتنياهو، عدا عن التسريبات من صحيفة «هآرتس» التي نقلت أنّ اسرائيل ليست قريبة على الاطلاق من هزيمة حماس ولكن تحت هذه الحجة لا مشكلة لدى الاحتلال في ارتكاب المجازر بحق أكثر من مليون ونصف مليون شخص في رفح،
بالعموم فهو ارتكبها على مدى خمسة أشهر تقريباً من العدوان على مرأى العالم كله وبسلاح أميركي وغربي لم يخف زخمه، وبالتالي وقائع تتناقض مع حديث صحف غربية عن ضيق ذرع الرئيس بايدن وقادة غربيين من نتنياهو والمجازر التي يرتكبها في غزة.
وهناك نقد حاد من مفوض السياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل إذ انتقد نتنياهو بشدة ودعا إلى مراجعة سياسة دعم «إسرائيل»، كما كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن استعداد إدارة بايدن لإرسال أسلحة تقدّر قيمتها بعشرات ملايين الدولارات إلى «إسرائيل» لتبقى الشكوك الكبرى في التصريحات الأميركية والغربية حيال مشروع قرار في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في غزة حوله أكبر علامات الإستفهام إزاء هذه الخطوة والتي سبقها ليكون الميدان سيد الموقف لا العكس كما يقول البعض…