عقب أحدات السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، شهدت السفارات الأوروبية لدى الكيان المؤقت اصطفافاً كبيراً للإسرائيليين الذين أرادوا مغادرة البلاد، ومن بين السفارات التي شهدت إقداماً واسعاً للإسرائيليين للتقدم من أجل تأشيرة تسمح لهم مغادرة البلاد كانت البرتغال، ويعود ذلك للقانون الصادر عن البرتغال في عام 2015، والذي سمح آنذاك لأحفاد “السفارديم” بالحصول على الجنسية البرتغالية، نتيجة ما تعتبره سلطات البرتغال “ظلم” تعرّض له (اليهود الإسبان المنحدرين من البرتغال) وقد يكون الحل الذي تقدمت به البرتغال مناسب لدول أخرى لمعالجة القضية “الصهيونية”.
الهجرة إلى البرتغال
قالت القناة الـ 12 الإسرائيلية إن العديد من الإسرائيليين قدموا طلبات للجوء إلى البرتغال في أعقاب معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وأوضحت القناة أن هؤلاء استغلوا إعلان البرتغال السماح لهم بالحصول على تأشيرات اللجوء، إذ يكفي توفر جواز سفر إسرائيلي للحصول على الموافقة للبقاء في البرتغال والعمل بشكل قانوني، وقد أشارت تقارير إسرائيلية في وقت سابق إلى ارتفاع الإقبال على طلبات الحصول على الجنسية البرتغالية، إذ سجلت زيادة بنسبة 68% في طلبات الحصول على الجنسية من الإسرائيليين.
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2023، هاجر عدد من الإسرائيليين إلى البرتغال كلاجئين بعد أن عرضت لشبونة (البرتغال) على الإسرائيليين إجراءات هجرة سهلة ومريحة يمكن إكمالها في أقل من 24 ساعة. وقالت القناة 12 العبرية إن كل ما يحتاجه الإسرائيلي لتقديم طلب اللجوء في البرتغال هو جواز سفر ساري المفعول، لإصدار تأشيرة لاجئ تسمح له بالإقامة والعمل في البلاد. كما سيتمكن اللاجئون الإسرائيليون في البرتغال من الحصول على مساعدة مالية من الحكومة، وهو ما قبله الكثير منهم.
لماذا البرتغال؟
بالنسبة للبرتغال، فهي خيار جذاب بسبب القانون الذي صدر عام 2015 الذي سهَّل عملية الحصول على الجنسية للأشخاص الذين طُرِد أسلافهم أو غادروا البلاد طواعية في القرن الخامس عشر أو بعد ذلك، وكل ما يحتاج إليه مُقدم الطلب الإسرائيلي إظهار ما يربطه بيهود البرتغال من خلال قاعدة بيانات لأسماء العائلات المعروف عنها أنها يهودية أو شهادة هجرة، كما يمكن للأشخاص المستعدين للاستثمار في البرتغال الحصول على تأشيرة تُستخدم بعد خمس سنوات للحصول على الجنسية.
ما قبل طوفان الأقصى
في سبتمبر/ أيلول 2023، قالت السلطات البرتغالية إن الإسرائيليين تقدموا بطلبات للحصول على الجنسية في البرتغال أكثر من أي مجموعة أجنبية أخرى، على الرغم من أن القليل منهم يختارون العيش فعليًا في البلاد. ووصل عدد الإسرائيليين الذين يسعون للحصول على جواز سفر برتغالي من خلال قانون صدر عام 2015، إلى 20,975 في عام 2022، وفقاً لإحصاءات دائرة الهجرة والحدود البرتغالية (SEF). ولكن على الرغم من اهتمامهم المتزايد بالجنسية، فإن معظم الإسرائيليين الذين تقدموا بطلبات لم ينتقلوا إلى البرتغال. في حين أن 60 ألف إسرائيلي حصلوا على الجنسية البرتغالية في عام 2022، كان 569 فقط مقيمين، وفقاً لبيانات SEF.
في يونيو / تموز 2022، وفي تصريح مثير للاهتمام خلال خطاب واسع النطاق في المقر البرتغالي في كفر شمرياهو تكريماً لليوم الوطني للبرتغال، قال السفير البرتغالي خورخي كابرال إنه “يوجد في إسرائيل أكبر جالية برتغالية في الشرق الأوسط”