أطلَع رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، قدورة فارس، في مكتبه في مقرّ الهيئة يوم أمس الخميس، وفد من المعهد الأوروبي للسلام، على جرائم الاحتلال بحقّ الشعب الفلسطيني وأسراه، والمتمثلة بهجمةٍ شرسة على كل مكوّنات الشعب الفلسطيني، بهدف تحطيم أحلامه بالحرية والاستقلال.
وقال فارس للوفد إنّ “مشكلة الشعب الفلسطيني الرئيسة اليوم تتمثل بوجود الاحتلال واستمراره، ونحن لا نُعلّق فشلنا بعدم إقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة بوجود الاحتلال كمبرر، بالعكس فإنّ كل الممارسات والنشاطات على الأرض الفلسطينية لجيش الاحتلال تؤكد أنّ هذا الاحتلال هو سبب في كل الاخفاقات والمعاناة، وهذا يتّضح من القتل والدمار الذي نعيشه كشعبٍ أعزل كل يوم”.
وأضاف فارس أنّه كان يتوجب على المنظومة الدولية ومنذ سنوات طويلة أن تنتصر للشعب الفلسطيني، وتعطيه حقه في العيش ككل شعوب الأرض، ولكن الكيل بمكيالين من دول أوروبا وأميركا، خلق من “إسرائيل” جسماً مشوهاً، ينمو على الحقد والقتل والعنصرية، وفقاً لمصالح وأطماع لا يُمكن إخفائها مرتبطة بالشرق الأوسط.
وتحدّث فارس عن حجم التغيرات التي طرأت على واقع الحركة الأسيرة، وازدياد التضييق والخناق على الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، وذلك في سياق فرض أمرٍ واقع جديد خاصّة منذ بداية الحرب على غزّة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بهدف النيل من صمود وعزيمة المناضلين، الذين تنتهك حقوقهم أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي الصامت.
وكشف فارس للوفد أنّ السجون والمعتقلات تمرّ في أسوأ حالاتها، حيث تُمارس الانتهاكات وفقاً لقوانين مشرعة ومقرّة من المجلس الوزاري للاحتلال، وهناك ضوء أخضر ومساحة واسعة للضباط والجنود للتعامل مع الأسرى وفقاً لتقديرات انتقامية ومزاجية، وهو ما يعرّض حياة الأسرى الفلسطينيين إلى الخطر الحقيقي كل يوم.
كما بيّن فارس أنّ هذه الإجراءات التي اتخذتها إدارة السجون بحقّ الأسرى والأسيرات في مختلف السجون الإسرائيلية، دليلٌ واضح على إجرامية المحتل وسياساته المشرعة، حيث أغلقت كافة الغرف على الأسرى ومنعتهم من الخروج لساحة الفورة (الاستراحة)، كما قامت بمصادرة الأجهزة الكهربائية، وسحب كافة الأغطية والملابس وأبقت على غيارٍ واحد لكلّ أسير، وقامت بإغلاق الكانتينا، ومحاربتهم بمياه الشرب وحرمانهم من الاستحمام، بالإضافة إلى عزل ونقل قيادات الحركة الأسيرة للزنازين الانفرادية، والاعتداء عليهم بالضرب القاسي والمُبرح.
وعرض فارس عدداً من حالات الاعتقال التي نفّذها الاحتلال منذ السابع من أكتوبر، حيث نفّذ ما يزيد عن 6000 حالة اعتقال، منهم 355 طفلاً و300 سيدة، بالإضافة إلى المئات وربما الآلاف ممن اعتقلوا من قطاع غزّة منذ اندلاع الحرب، إذ يخفي الاحتلال أماكن احتجاز الأسرى وظروفهم الحياتية والصحية، علماً أنّ الاحتلال قد نفّذ الإعدام المباشر خلال الأيام الأخيرة بحقّ 7 أسرى داخل سجونه.
وتمنى فارس على الوفد كونه يتشكّل من ثماني دول أوروبية، أن يلعب دوراً أساسياً في استهداف المجتمعات المحلية الأوروبية، لتشيكل لوبي ضاغط ينتصر للقضية الفلسطينية، وأن يبني على حالة التعاطف مع الشعب الفلسطيني، من خلال النشاطات والفعاليات الضاغطة على الحكومات الرسمية لتغيير موقفها من كافّة تفاصيل القضية الفلسطينية.
وقبل أيام، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أنّ حصيلة الشهداء برصاص الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية والقدس المحتلة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي ارتفعت إلى 360.