خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الذي انتظره العالم وليس اللبنانيين فحسب، بعد حوالي الـ4 أسابيع من الصمت، وضع الحدود التي يجب أن تقف عندها اسرائيل كما اميركا، فهو كما مجّد عملية طوفان الأقصى وشدد على انها فلسطينية خالصة، لم يتوانَ عن إعادة ربط الساحات لأن انتصار غزة حماية للبنان وانتصار اسرائيل خطر وجودي للبنان.
ويعتبر الكاتب والمحلل السياسي فادي بو دية في حديث إلى “ليبانون ديبايت” أن الخطاب كان مفصلياً في تاريخ ومسار المعركة، هذا الخطاب حمّل العديد من المهام وأعاد الوعد الصادق الى الواجهة، و شكّل مساراً مفصليا لهذه المعركة ما بين الإسرائيلي والفلسسطيني.
وأشار إلى أن, “الخطاب حمل جملة معطيات أولها عودة إلى الوعد الصادق لكن من بوابة غزة، وتنوع سقوف المعادلات الاستراتيجية التي وضعها الامين العام اقليمياً ودولياً، فلم يكتفِ بتهديد اسرائيل بل اتبعها بتهديد البوارج والأساطيل الأميركية، والأخطر هنا أنه أشار الى أن حزب الله يمتلك القدرة العسكرية لإغراق الأساطيل الأميركية كما فعل بالبارجة الإسرائيلية ساعر عام 2006”.
ويرى أن, “من المعادلات الاستراتيجية التي وضعها ان تسخين الجبهة الجنوبية مرتبط بمصير المعركة في غزة ما يعني ممنوع أن تسقط حماس أو غزة التي يجب ان تنتصر وهذا جزء من وعد نصرالله”.
إضافة إلى ذلك التهديد بضرب المصالح الأميركية في المنطقة وهي عملياً بدأت في سوريا والعراق وإطلاق الصواريخ من اليمن.
ويلفت الى نقطة هامة هي الغموض الذي يرعب العدو في مقابل اليقين والوضوح لساحات المقاومة، لذلك تضمّن الخطاب صورتين فالإسرائيلي ماذا يفعل حتى لا يستفز حزب الله، فاليوم قام حزب الله بشرح كامل لكل مجريات العمليات ما يحصل على الجبهة الجنوبية بالأرقام حتى لا يبقى مجال للتأويل.
ويشير الى أن, “السيد شرح كم أن الجبهة الجنوبية مهمة وتشغل الاسرائيلي فهو فعّل منظومة وحدة الساحات ورأيناه يتحدث بكل هذه المنظومة لتكون الصورة واضحة بمعنى ان كل هذه الساحات جاهزة لتقف بوجه كل هذه الاساطيل والبوارج”.
ويتوقف عند ما أعلنه السيد عن ان عملية طوفان الاقصى هي فلسطينية بامتياز ليس لأحد فضل فيها، وكما يشرح الهدفين الأساسيين الذي وضعهما السيد الاول وقف العدوان على غزة مع ضرورة ان تتخذ الدول العربية إجراءات ضاغطة لوقفه وبالتالي انتصار غزة وبالتالي انتصار حماس.
وسأل إذا كان الهدف الثاني يناقض الاول ليخلص أن الهدف الاول يتكامل مع الثاني والعكس صحيح لأن وقف العدوان هو انتصار لغزو وانتصار غزة هو وقف للعدوان، وبالتالي سقوط الهدف الأساسي لنتنياهو اي القضاء على حماس ومن هنا أهمية المعركة.
واعتبر الخطاب البيان الأول لمعركة بدأت، فإن الإشارات الغامضة التي وجهها السيد نصر الله أرعبت العدو واربكته ، وأقلقت كل داعميه لأنه اليوم ، لا سيّما ان الجملة الأخطر في الخطاب عندما استعرض كل الهجمات التي قامت بها المقاومة في الجنوب أنه “لن يتم الإكتفاء بها” هي نقطة غامضة ثم عاد ليقولان التصعيد مرتبط بغزة والسلوك في لبنان فانتبه إلى ما تفعله فهو هنا أوقع العدو في حيرة وعليه أن يختار بدقة وعناية كيف يتصرف مع هذه الجبهة