عناوين الصحف

الديار: ديبلوماسية التهويل الغربي تتصاعد… وتدابير احترازية في لبنان… و«إسرائيل» تستعد للأسوأ

كتبت صحيفة “الديار”: في مواجهة الطبيعة غرق البلد «بشبر ماء»، وانهار احد المباني في المنصورية، وتحولت الكثير من الطرقات الرئيسية الى مستنقعات، في مشهد سيتكرر طوال موسم الشتاء، في ظل ترهل البنى التحتية وغياب ابسط قواعد السلامة العامة في الدولة المترهلة.

اما في مواجهة تداعيات «زلزال» «طوفان الاقصى»، فلا تزال الاسئلة الصعبة مفتوحة على كل الاحتمالات، مع استمرار الجرائم الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في غزة، وسط تواطؤ غربي مشين يحرك ديبلوماسيته، لحماية «ظهر الآلة العسكرية الاسرائيلية» المصابة بالهلع، في ظل الغموض الذي يكتنف طبيعة الخطوة التالية لحزب الله، الذي يترجم يوميا معادلة «نحن لسنا على الحياد» الى افعال اخرجت «العيون الاسرائيلية» على مواقعه الحدودية من الخدمة، فيما يستمر اصطياد الدبابات على نحو تصاعدي.

الحراك الديبلوماسي لم يهدأ في بيروت، فبعد زيارة وزير خارجية فرنسا كاترين كولونا بالامس، يصل اليوم وزير الخارجية التركي حاقان فيدان، فيما حراك واتصالات السفيرة الاميركية دوروثي شيا يتواصل على مدار الساعة، لضمان ان يبقى فتح الجبهة اللبنانية ضمن الضوابط القائمة راهنا. وفيما جدد الاميركيون بعث «رسالة» الى حزب الله بان لا يتورط بالحرب، مع تسريب معلومات عن قيام وزير الدفاع الاميركي لويد استون بابلاغ اسرائيل «رسالة» واضحة بان لا تشن حربا استباقيا ضد لبنان، لم يحصل احد على اي ضمانة من الحزب حول ما يمكن ان يفعله بعد ساعة وليس خلال الايام المقبلة، وهو يصر على ضرورة ان تبذل الجهود الدولية لوقف عملية القتل في غزة، لان المعالجة تكون للأسباب، ومن غير المنطقي الذهاب الى تطويق النتائج.

ولهذا ارتفعت لغة التهديد مجددا، وتوجه رئيس الحكومة «الاسرائيلية» بنيامين نتنياهو لإيران وحزب الله بالقول «لا تختبروا إسرائيل وإلا ستدفعون ثمناً كبيراً»، موضحا « اننا سنواصل الحرب في الجنوب، وجاهزون للحرب في الجبهة الشمالية». وذكر نتانياهو بما كرره بالامس الرئيس الاميركي جو بايدن، قائلا، لقد قال لكم لا «تفعلوها»؟!

اذا الحرب جنوبا تخاض وفق وتيرة ممنهجة لن تسمح لقوات الاحتلال بيوم من الراحة، بحسب مصادر مطلعة، الارباك سيستمر على مدار الساعة، ولهذا فان الزيارات التي يقوم بها السفراء والديبلوماسيون العرب والاجانب الى المقار الرسمية، تعتبر كلها من دون جدوى، وهي لن تقدم او تؤخر في جدول اعمال المقاومة ، الذي ضبط على «ساعة» دقيقة موجودة في غرفة العمليات المشتركة.

تدابير احترازية؟

وفي ظل السباق بين الديبلوماسية والميدان، ومع تداول معلومات عن قمة في شرم الشيخ نهاية الاسبوع بحضور الرئيس الاميركي جو بايدن، الذي يزور «اسرائيل» التي تواصل التدمير الممنهج لقطاع غزة، بدأت الاستعدادات على جانبي الحدود الجنوبية تحسبا للأسوأ، وفيما اعاد جيش العدو الاسرائيلي تفعيل خطة لاجلاء سكان الشمال الذين يعيشون على مسافة تصل إلى 2 كم من الحدود اللبنانية وتشمل 28 مستوطنة، تعقد هيئة ادارة الكوارث اجتماعها السادس اليوم في السراي الحكومي للاعداد لخطة طوارىء، في حال حصول حرب واسعة. وقد اتخذت في بعض القرى الجنوبية تدابير احترازية شملت انتقال عدد كبير من السكان الى مناطق آمنة.

في هذا الوقت اتخذت شركة «طيران الشرق الأوسط» قراراً بإرسال ست طائرات من أسطولها الذي يبلغ عدده نحو عشرين طائرة إلى تركيا لإبقائها هناك كإجراء احترازي، فيما بدأت شركات كبرى تتخذ اجراءات تحسبا لاندلاع الحرب، ووجه عدد من السفارات رسائل تحذيرية لرعاياها.

اما منظمة الصحة العالمية ارسلت الى لبنان امس الاول امدادات عاجلة «للاستجابة لأي ازمة محتملة، على خلفية تصاعد وتيرة الاشتباكات الحدودية بين مقاتلي حزب الله وإسرائيل. وقد وصلت بالفعل شحنتان من مركز الخدمات اللوجستية التابع للمنظمة في دبي، وتشمل ما يكفي من الأدوية والإمدادات الجراحية لتلبية احتياجات ما بين 800 إلى 1000 مريض ومصاب». وبدأت الأمم المتحدة في لبنان بنقل موظفيها وعائلاتهم من بيروت الى الأردن ، في إجراء إحترازي تخوفا من نشوب الحرب، وقد ابلغ هؤلاء أن مدة النقل ستكون لأسبوع لحين جلاء الصورة في لبنان.

من جهتها، اعلنت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي، أن «الكنديين في لبنان يجب أن يفكروا في المغادرة بينما تظل الرحلات الجوية التجارية متاحة». وذكرت جولي أنه «مع استمرار الأزمة في غزة والضفة الغربية وإسرائيل، صار الوضع الأمني في المنطقة متقلبا بشكل متزايد». كما اعلنت الخطوط الجوية السويسرية امس، تعليق رحلاتها المتّجهة إلى بيروت حتى 28 تشرين الأول «بسبب الوضع في الشرق الأدنى والتوترات على الحدود بين إسرائيل ولبنان، وفي ضوء هذا القرار، أُلغيت أربع رحلات بين زوريخ والعاصمة اللبنانية».

الحرب الالكترونية

ميدانيا، شنّ حزب الله هجوماً جديداً على مواقع قوات الاحتلال، واعلن استهداف خمسة مواقع «إسرائيلية»، هي: مسكاف عام، خربة المنارة، هرمون، ريشا وراميا، بالأسلحة المباشرة والمناسبة، مؤكداً تحقيق إصابات فيها. ووفقا للمعلومات استهدف المقاومون كاميرات المراقبة في موقع جورداح في بلدة الضهيرة وموقع ظهر الجمل مقابل بلدة راميا، وكذلك كاميرات المراقبة في موقع العباد مقابل بلدة حولا، وشمل رد العدو أطراف الضهيرة وبلدة يارين، واطراف بلدة الجبين في القطاع الغربي. وقد تضرر منزلين في الضهيرة جراء القصف المعادي. وقد استمر حالة الارباك لدى قوات العدو الذي اشتبه بمحاولة تسلل باتجاه فلسطين المحتلة، قوبلت بقصف «اسرائيلي» في محيط الرميش وبتمشيط للمنطقة الحدودية، وقد تبين لاحقا ان الانذار كان خاطئا.

وفي هذا السياق، تلفت مصادر مطلعة الى ان هذا الانذار الذي ينضم الى عشرات الانذارات الخاطئة بات يثير قلق قيادة الشمال «الاسرائيلية»، في ظل مؤشرات على وجود حرب إلكترونية يقودها حزب الله تسبّبت حتى الآن في هذه الاحداث، وهو امر يؤشر الى وجود مخاطر جدية في المستقبل، اذا قررت المقاومة توسيع دائرة الاشتباك، لان ما يجري يؤكد وجود قدرات تقنية متقدمة تسمح له بتعطيل «القيادة والسيطرة» على طول الحدود وفي «العمق الاسرائيلي».

وفيما كرر نتانياهو بالامس تحذيراته لحزب الله، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت الاسرائيلية» ، أن «إسرائيل» وافقت على عرض أميركي بألا تقوم بالمبادرة بشن هجوم على لبنان، مقابل التزام أميركي بالتدخل حال مبادرة حزب الله إلى الهجوم. لكن، لا شيء يضمن عدم مبادرة الحزب الى ذلك. مع العلم ان التقديرات والتوقّعات لدى قيادة قوات الاحتلال، تركّز على «أن حزب الله ليس معنياً بالمواجهة». لكن، بعد «طوفان الاقصى» باتت الشكوك كبيرة في القدرة الاستعلامية لدى «الاستخبارات الاسرائيلية»، ويؤكد الحزب يوميا انه غير «مردوع»، وهو وسع عملياته من مزارع شبعا المحتلة إلى كامل مواقع «الجيش الاسرائيلي «على طول الحدود البرية مع فلسطين المحتلة. ويزادد قلق قيادة الجبهة الشمالية بعدما جرى ضرب نحو 27 نقطة إلكترونية للمراقبة على طول الحدود، بالرصاص أو بالقذائف الموجّهة، وهذا يزيد من التساؤلات حول خلفية هذا الاستهداف الممنهج، الذي يجعل «القوات الاسرائيلية عمياء» في طقس سيء لا يمكن الرهان فيه على الطائرات المسيرة؟!

في هذا الوقت، اعلنت قيادة الجيش مديرية التوجيه في بيان انه وبعد عملية مسح وتفتيش للمناطق الحدودية، عثرت وحدة من الجيش على 20 منصة إطلاق صواريخ، 4 منها تحمل صواريخ معدّة للإطلاق في خراج بلدتَي القليلة والشعيتية، وعملت الوحدات المختصة على تفكيكها»…

متى يدخل حزب الله الحرب؟

اسرائيليا، لا يزال السؤال المركزي متى يدخل حزب الله الحرب على نحو واسع؟ وفي هذا السياق، لفتت صحيفة «معاريف» الى ان سلسلة الأحداث على الحدود الشمالية تعبِّر جيداً عن ميل تصعيد في هذه الجبهة أيضاً. واشارت الى أنها تدريجية، لكن من الواضح أن حزب الله يوجهها بيد عليا، ليس فقط رداً على أعمال نفذها «الجيش الإسرائيلي» في لبنان، لكن حزب الله يبادر إلى هجمات قد تتعاظم كلما اقتربت ساعة الدخول البري في قطاع غزة من التحقق. وبرأي الصحيفة فان «الجيش الإسرائيلي» بات جاهزا لبضعة أيام قتال ذات مغزى أكبر في الأيام القريبة المقبلة، حين ستؤدي تبادل الضربات مع حزب الله إلى حافة حرب في جبهة أخرى.

وتعبيرا منها عن الغموض على هذه الجبهة ، قالت الصحيفة» في الجنوب الحرب حيال حماس هي مع علامة تعجب. بينما في الشمال مع حزب الله لا تزال توجد علامة استفهام. ومع ذلك، فإن «إسرائيل» يجب أن تكون وكأنها منذ اليوم في حرب في ساحتين. بمعنى انه عندما سيبدأ الهجوم البري في غزة، فستكون هذه النقطة التي يقرر فيها حزب الله الدخول بشكل رسمي إلى المعركة، فالإحداث في الساحة الشمالية هي منذ الآن جزء من المعركة الشاملة. لكن في ضوء الإخفاق الكبير والعمى التام في كل ما يتعلق بخطط حماس في الجنوب، فإن المنطق يفيد بإمكانية انه في الشمال أيضاً هناك فجوة استخبارية تجاه حزب الله.

وبراي «يديعوت احرنوت» فإن «تجنيد الاحتياط باعداد ضخمة يعطي «للجيش الإسرائيلي» مرونة في إدارة المعركة في عدة ساحات، ومع الحاجة الى هزيمة واضحة لحماس، الا ان التهديد وساحة الحرب المركزية ستكونان في الشمال حيال حزب الله. وعليه فاذا أدارت «إسرائيل» جهدين بالتوازي، فإن الجهد المركزي سيكون في لبنان، حتى لو اضطررنا إلى تأخير هزيمة حماس إلى نهاية الحرب».

كولونا: الوضع مقلق وخطير

وفيما يستعد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي للدعوة إلى جلسة للحكومة للبحث في عدد من البنود، يتواصل «الحج» الديبلوماسي الى بيروت، حيث اجرت وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا جولة محادثات مع كبار المسؤولين، مستبقة نظيرها التركي هاكان فيدان الذي يصل اليوم. واكّدت كولونا من قصر الصنوبر، بعد لقاءات شملت ميقاتي وبري وقائد الجيش، أنها توجّهت إلى «تل أيب» والقاهرة وبيروت، لأن الوضع مقلق وخطر، وقالت: «أناشد من بيروت تحمّل المسؤولية والسيطرة على الوضع»، ورأت أنه «على المسؤولين اللبنانيين أن يلعبوا دورهم في منع جرّ لبنان إلى الأحداث الإقليمية، وفرنسا تقارب ما يحصل بجدية تامة، ولن توفر جهداً لترميم مسار السلام».

من جهته، اكد ميقاتي «أن الحكومة تواصل اتصالاتها داخليا وخارجيا لابقاء الوضع هادئا في الداخل اللبناني قدر المستطاع، وابعاد لبنان عن تداعيات الحرب الدائرة في غزة». وشدد على ان» الاتصالات تتم بعيدا من الاثارة الاعلامية حرصا على نجاحها ولعدم اثارة الهلع عند الناس». معتبرا أن «الاتهامات التي توجّه الى الحكومة بالتقصير هي اتهامات سياسية للتحامل ولا أساس لها على ارض الواقع». وخلال لقاءاته في السراي قال ميقاتي «هناك وحدة لبنانية كاملة تضامنا مع فلسطين، لكن لا مصلحة لاحد بالقيام بمغامرة فتح جبهة من جنوب لبنان، لان اللبنانيين غير قادرين على التحمّل». وقال: «لبنان في عين العاصفة، والمنطقة ككل في وضع صعب ولا يمكن لاحد أن يتكهن بما قد يحصل. الامور تقارب وفق تغير الساعة وتتابع الاحداث، ولا أحد يمكنه توقع اي شيء. لكن الاكيد أن اسرائيل تسعى الى مضاعفة استفزازاتها». وقال «البعض يسأل عمن بيده قرار الحرب والسلم، وفي الظروف الراهنة نحن نعمل للسلام، اما قرار الحرب فهو بيد اسرائيل».

وكان رئيس مجلس النواب نبيه برّي اعتبر أن «المشروع الإسرائيلي الذي يُنفّذ اليوم ليس قضاءً على القضية الفلسطينية، بل سقوط للأمن القومي العربي ومشروع تجزئة للمنطقة بأسرها إلى دويلات طائفية متناحرة». وفي الاجتماع الطارئ لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، لفت برّي إلى أن «الدفاع عن فلسطين مسؤولية الأمّة جمعاء». ودعا برّي اتحاد المجالس إلى «مُطالبة الدول الأعضاء في المنظمة التي تقيم اتفاقيات مع إسرائيل إلغاء هذه الاتفاقيات فوراً أو تجميد العمل بها، والمسارعة إلى تشكيل وفود حكومية تتحرّك وتتوزّع على كافة عواصم القرار في العالم لوقف حرب الإبادة على قطاع غزّة.

سيول وانهيار مبنى

على صعيد آخر، وبينما طافت طرق لبنان بالسيول والامطار، التي انهمرت بغزارة صباحا وعلق المواطنون بسياراتهم لساعات، انهار مبنى بعد الظهر، وهو بلوك في سنتر يزبك 10 السكني في حي بدران في الديشونية – المنصورية. وتوجهت فرق الإنقاذ على الفور إلى المكان، حيث تم انقاذ سيدة فيما بقي 3 اشخاص تحت الانقاض حتى ساعات متقدمة من الليل. المبنى المنهار مؤلف من 5 طوابق وواحد تحت الأرض، وقد بقي منه 3 فقط وقد تم اخلاء 4 مباني مجاورة.

وقال مدير عام الدفاع المدني العميد ريمون خطار « كان هناك عمودان متصدّعان، ونتيجة السيول انهار المبنى وقد أخلينا المبنى المجاور. وطلب الدفاع المدني والأجهزة الأمنيّة إخلاء المكان قرب المبنى المنهار في المنصورية بالكامل بعد سماع أصوات تهدّد بسقوط ما تبقّى منه. وتفقد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال القاضي بسام مولوي المبنى الذي انهار، وقال: ان البلدية وجهت انذارا للسكان بأن هذه الابنية تحتاج الى تدعيم اعمدتها، وسيتحمل كل مقصر المسؤولية لان ارواح الناس غالية. لقد تواصلنا مع التنظيم المدني ومع فريق من المهندسين ولا يمكن لاحد التنصل من المسؤولية. والمطلوب من الجميع المساهمة في عمليات الاغاثة والانقاذ وفق القوانين المرعية تحت طائلة المسؤولية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى