وسط حالة الهلع التي خيمت على المغاربة الذين باتوا ليلة ثالثة أمس في العراء، بعد أن دمر الزلزال بيوتهم ومنازلهم ليل الجمعة السبت، طفت إلى السطح إشاعات جديدة حول زلزال ثان سيضرب المنطقة.
ونسبت تلك التوقعات للعالم الهولندي المثير للجدل، فرانك هوغربيتس، الذي كان توقع قبل أيام الكارثة التي حلت بالمغرب، حاصدة أكثر من ألفي قتيل.
إلا أن هوغربيتس أطل ثانية عبر حسابه في منصة “أكس”، نافياً الأمر.
وقال في تغريدة مساء أمس: “يبدو أن بعض وسائل الإعلام ادعت أنني توقعت حدوث زلزال كبير آخر في المغرب، لكن هذا الادعاء غير صحيح.”
كما أوضح أنه عادة، بعد وقوع زلزال مشابه للذي حصل يوم 8 سبتمبر، تقع هزات ارتدادية أصغر (M 4-5). وأردف قائلا: “أما احتمال وقوع زلزال آخر فمستبعد إلى حد كبير.”
ويثير هذا العالم انتقادات واسعة بين خبراء الزلازل الذين يجمعون على أنه لا يمكن توقع توقيت حدوث الزلازل على الإطلاق.
لا يمكن التنبؤ بشيء
فقد أوضح فيليب فيرنان الأستاذ والباحث في جامعة مونبلييه والمتخصّص في التكتونيات النشطة، خصوصاً في المغرب، مؤخراً أنه يستحيل ذلك علمياً.
وقال: “لسوء الحظ، لا يمكن التنبؤ بأيّ شيء”، مضيفا أن الخبراء يحاولون تقدير فترات التكرار اعتماداً على قوة الزلازل المختلفة؛ ولكن بعد ذلك يمكن أن يكون السلوك فوضويا”، وفق ما نقلت فرانس برس.
كما أشار إلى أنه “قد يحدث زلزالان قويان في فترة قصيرة بنفس المنطقة، ومن ثم قد لا يحدث أي شيء لفترة طويلة”.
بدوره أكد مدير معهد الجيوفيزياء المغربي للعربية، ناصر جبور أنه لا يمكن التنبؤ بحدوث الزلازل، وتحديد زمانه ومكانه، معتبراً أن هذا الأمر مستحيل.
يذكر أن عدد القتلى جراء الزلزال الذي استفاقت عليه المغرب فجر السبت بلغ أكثر من 2000 قتيل.
وتركزت غالبية الوفيات في إقليمَي الحوز (1293) وتارودانت (452) الأكثر تضررا جنوبي مراكش، واللذين يضمان الكثير من القرى المتناثرة في قلب جبال الأطلس، وهي بمعظمها مناطق يصعب الوصول إليها وغالبية المباني فيها لا تحترم شروط مقاومة الزلازل.