“في أيلول تموّن لعيالك وخلي الهم على بالك” مثل شعبي شائع يحكي قصة اللبناني مع شهر أيلول، شهر المونة بامتياز حيث تنشط النساء في القرى وفي المدن على حدّ سواء لتحضير مونة فصل الشتاء للعائلة. من البندورة الى “رُبّ البندورة” و”المكدوس” والكشك، والحبوب كلها عناصر أساسية في المونة، يتم العمل على تحضيرها في هذا الوقت من العام لتكون جاهزة قبيل فصل الشتاء.
وعلى الرغم من توافر هذه المواد في الأسواق بشكل كبير، الا ان هناك لذة في تحضيرها في المنزل خصوصاً وانها تكون صحية ولا تحتوي على مواد حافظة. وكما في المنازل كذلك في القرى، التي تتنافس في تحضير المونة، فيتميز الجنوب بالبرغل والفريك والزعتر البلدي، ويتميز البقاع بالكشك واللبنة المكعزلة. أما الشمال فهو معروف بالمربيات، في حين أن دبس العنب هو من إختصاص راشيا وحاصبيا.
الاسعار نار
وفي جولة ل “لبنان 24″ على أحد المحال الذي يعنى ببيع المونة اللبنانية، يظهر جلياً ان الأسعار تحولت من الليرة اللبنانية الى الدولار، وباتت مرتفعة جداً، فكيلوغرام البرغل بـ 10 دولارات و”الكشك” بـ25 دولارا، فيما كيلو الصعتر الجاهز بـ 20 دولارا، والباذنجان “المكدوس” بـ10 دولارات، السماق بـ 7 دولارات ، السمسم بـ10 دولارات، اللبنة والجبنة بـ15 دولارا، الملوخية بـ40 دولارا، البامية بـ30 دولارا، الفاصوليا العريضة بـ15 دولاراً.
هذه الاسعار، يؤكد محمد صاحب أحد المحال التي زرناها انها ارتفعت بما نسبته 10 أضعاف عن السنة الماضية، لا سيما في ظل ارتفاع اسعار كل المواد المستعملة لتصنيع المونة، من اليد العاملة المساعدة في القطف، الى المواد الأولية التي تصنع منها، ما دفع بالتجار الى رفع أسعارهم وتثبيتها بالدولار.
التحضير ليس أفضل حالاً
أمام هذا الواقع اختارت بعض النساء تحضير مونتها بيدها في المنزل، الا ان الواقع لم يكن بأفضل حال، لا سيما في ظل ارتفاع أسعار الخضار والفواكه والمواد الأولية الخاصة بها.
وفي هذا الاطار، تشير جوزفين، احدى السيدات التي التقيناها، الى ان “الملح والسّكر والخل والسمسم والبهارات والمكسرات والزيوت جميعها باتت بالدولار، ضف إلى ذلك التعب والوقت الذي تقدّمه لاتمام المونة”، مشددة على ان هذا الأمر يبقى أفضل حال من فصل الشتاء، حين سترتفع أسعار الخضار والفواكه بشكل كبير عندما تنقطع من السوق ويصبح الطلب عليها أعلى لأنها بغير موسمها.
وعلى الرغم من كل ذلك، يبقى للذة صنع المونة في المنزل طعم آخر، فـ”البيت بلا مونة ما بيسوى” على ما تقول احدى السيدات التي التقيناها، خصوصاً في فصل الشتاء، وعلى الرغم من أسعارها المرتفعة فلا بد ان تكون موجودة في المنزل، وان بكميات أقل بكثير من السابق، على أمل تحسن الأوضاع في السنوات المقبلة. وكل عام والجميع بخير.