يری خبراء ومراقبون ان الأزمة الداخلية التي يعيشها کيان الاحتلال، وصلت الی اعتاب حرب أهلية تغرق شوارع تل أبيب بالدم.
وكشف الكاتب والباحث السياسي الفلسطيني حمزة البشتاوي ان كيان الاحتلال يعيش حالة فلتان أمني وسيع طال مرافق عامة شملت المطار والكنيست ومقر رئيس الحكومة.
وأكد البشتاوي في حديث لبرنامج مع الحدث علی شاشة قناة العالم الاخبارية ان المؤشرات التي شملت اغلاق الطرق العامة والاعتقالات الواسعة للمعارضين تشير الی ان شوارع تل أبيب ستغرق في الدم.
وشدد علی ان ما يجري الان في كيان الاحتلال عبارة عن مقدمة لحرب أهلية وان الازمة التي يعيشها الكيان إحدی أسبابها انتصارات المقاومة المتتالية في مواجهة الاحتلال.
وأوضح ان مؤتمر هرتزيليا عُقد قبل شهر وهو أهم مؤتمر تُدرَس فيه القضايا الداخلية والخارجية ومستقبل ومصير هذا الكيان، وتم نقاش “حرباً متعددة الجبهات” في هذا المؤتمر، لكن الاحتلال فشل في عدوانه علی جنين التي لاتتجاوز مساحتها النصف كيلومتر مربع.
وبيّن البشتاوي ان الاحتلال امام امتحان داخلي، فالمستوطنين الصهاينة علی ارض فلسطين كانوا يحتمون بظل الجيش القوي والمؤسسات الأمنية القوية والحكومة المتماسكة؛ لكن كيان الاحتلال فقد هذه العناصر وأصبح غيرمتماسكاً علی المستوی السياسي والاجتماعي ويمر بأزمة تفكك وانقسام داخلي.
وأكد الباحث في الشأن الاسرائيلي د. محمد هلسة ان كيان الاحتلال يعيش أزمة داخلية تسببت بأول انتقاد حاد لرئيس اميركي لهذا الكيان.
وقال هلسة ان كيان الاحتلال يعيش أزمة داخلية حقيقية عبّر عنها سفير الولايات المتحدة في تل أبيب انها وصلت الی الفوضی وهذا التصريح يضاف الی الانتقاد الحاد الذي وجهه الرئيس الاميركي جو بايدن لكيان الاحتلال.
وأوضح هلسة ان ما يجري في “اسرائيل” ليس وليد الانقلاب القضائي فقط، بل ان المجتمع الفسيفسائي لهذا الكيان لطالما عاش تناقضات داخلية وأدار هذه التناقضات بطريقة التعايش بين الفئات المختلفة حسبما يسمی “الوضع القائم”.
وأضاف ان هذه التسمية بقيت تحكم الاطراف المختلفة دون ان يتعدی طرف علی الاخر، لكن مع وصول اليمين الی الحكم، يحاول قادة هذا التيار ان يحول الحكم الی تيوقراطية دينية وبالتالي المساحة التي كانت متاحة لمجتمع واسع جداً من العلمانيين أصبحت تضيق.
فيما اعتبر مدير التحالف الشرق أوسطي توم حرب ان ما يجري في “اسرائيل” لايعتبر أزمة داخلية بل هو محاولة من قبل رئيس الحکومة بنيامين نتنياهو لتغيير جذري يجعل من المحکمة العليا، مؤسسة غير قادرة علی الاطاحة بالحکومة لأسباب سياسية.
ورأی توم حرب ان التغييرات الجذرية دائماً ما تسبب اضطرابات واحتجاجات کبيرة لکنها لن تتعدی هذا الحد وستعود الأمور الی طبيعتها.