كتبت صحيفة “الديار”: يفترض ان يكون هذا الاسبوع حاسما بملف الرئاسة اللبنانية، باعتباره الاخير قبل دخول البلد في عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة.
وتشير المعلومات الى ان الدول المعنية بهذا الملف، اوصلت رسالة واضحة بوجوب ان يكون هناك رئيس للبلاد في الجلسة الانتخابية التي حددها رئيس المجلس النيابي نبيه بري في التاسع من الشهر المقبل، وهي تعتبر ان طريقة تحقيق ذلك متروكة للبنانيين انفسهم.
لا لرئيس «كاسر»
وتنقل مصادر مطلعة على الملف ان «دول «الخماسية» تعتبر انه «يفترض استثمار التطورات الاخيرة للإتيان برئيس غير محسوب على حزب الله وايران، وان كانت لا تحبذ رئيسا يكسر «الثنائي الشيعي»، لان من شأن ذلك ان يؤدي لمعارك سياسية متواصلة، تعرقل المسار الاصلاحي الذي يتوقع المجتمع الدولي ان يسلكه لبنان مباشرة بعد انتخاب رئيس».
وتضيف المصادر لـ«الديار»: «لم يعد خافيا ان اسهم قائد الجيش العماد جوزيف عون ارتفعت بعد اتفاق وقف النار، الذي اعطى المؤسسة العسكرية الدور الاساسي لتنفيذه، وبالتالي اذا كانت الانتخابات منتجة في جلسة التاسع من كانون الثاني، فسيسبقها تفاهم داخلي واسع، مترافق مع ضغوط ووعود دولية تشمل المجالات كافة، وليس اعادة الاعمار حصرا.
اما اذا لم تؤد الجلسة لانتخاب رئيس، فيعني اننا سنكون دخلنا في نفق جديد وفي مراهنات لا احد يعلم الى ماذا ستخلص».
وفي هذا السياق، اعتبر السّفير المصري لدى لبنان علاء موسى، أنّ «على القوى اللّبنانيّة أن تتحرّك سريعًا، وألّا ترهن قرارها إلى أيّ متغيّرات»، مبيّنًا أنّ «السّفيرة الأميركيّة لدى لبنان ليزا جونسون أكّدت مرارًا أنّ الإدارة الأميركية ملتزمة بانتخاب رئيس للجمهوريّة في أسرع وقت».
وأشار موسى في حديث تلفزيوني الى أنّ «القوى السّياسيّة في لبنان ما زالت تتحاور فيما بينها، ولكنّ المؤشّرات إيجابيّة، وهناك التزام واضح ورغبة حقيقيّة بإنجاح جلسة انتخاب الرّئيس في 9 كانون الثّاني المقبل»، معتبرًا أنّ «دعوة رئيس مجلس النّواب نبيه بري السّفراء وأعضاء السّلك الدّيبلوماسي لحضور جلسة انتخاب الرّئيس، إشارة إلى أنّ هناك جدّيةً ورغبةً للخروج من هذه الجلسة برئيس للبنان».
التوسع جنوباً.. متواصل
وفيما ساد الهدوء يوم أمس الاحد الى حد كبير في الجنوب اللبناني، بعد يوم حافل (السبت) بخروقات جيش العدو الاسرائيلي لاتفاق وقف النار، تصدرت التطورات السورية المشهد. اذ واصلت «تل ابيب» التمدد في الجنوب السوري.
وأعلن رئيس الوزراء «الإسرائيليّ» ان «حكومة نتنياهو وافقت على خطة لتوسيع المستوطنات في هضبة الجولان المحتلة»، فيما أفادت مصادر وكالة «سبوتنيك» الروسية، عن طلب ضباط «إسرائيليين» من وجهاء من ريف درعا الغربي إنهاء جميع المظاهر المسلحة في بلدة كويا التابعة لحوض اليرموك».
وكشفت المصادر أنه «تم إبلاغ الوجهاء أن القوات «الإسرائيلية» سوف تدخل البلدة خلال الساعات المقبلة».
وكان قد أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بأن «قرية المعلقة عند الحدود الإدارية بين القنيطرة ودرعا شهدت تصعيداَ ميدانياً، بعد دخول مجموعات من القوات «الإسرائيلية» إلى المنطقة وقيامها بقطع الطريق الواصل بين القرية وبلدة صيدا (درعا) بالقرب من الجولان السوري المحتل».
ورغم اعتبار قائد «هيئة تحرير الشام» أحمد الشرع ان «إسرائيل» تستخدم ذرائع كاذبة لتبرير هجماتها على سوريا، وتأكيده بالوقت عينه انه ليس مهتماً بالانخراط في صراعات جديدة، في الوقت الذي تركز فيه البلاد على إعادة الإعمار، تشيع «تل ابيب» جوا مفاده انها لا تزال قلقة من التهديدات التي تواجهها من سوريا، رغم النبرة المعتدلة لقادة قوات المعارضة.
رفع العقوبات عن «الهيئة»؟
في هذا الوقت، لفت الانفتاح الدولي المتسارع على القيادة السورية الجديدة.
اذ نُقل عن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن، بعد وصوله الى دمشق، تأييده رفع العقوبات عن «هيئة تحرير الشام» التي تقودها المعارضة، وقال إن العدالة «الموثوقة» ضرورية لتجنّب الأعمال «الانتقامية» في سوريا.
الا ان مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس قالت: ان الاتحاد لن يرفع العقوبات المفروضة على سوريا، إلا إذا ضمن حكّامها الجدد عدم اضطهاد الأقليات، وحماية حقوق المرأة تحت مظلة حكومة موحدة تنبذ التطرف الديني.
يأتي هذا في وقت اعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أن «بعثة دبلوماسية فرنسية سوف تزور العاصمة السورية دمشق يوم الثلاثاء»، وفق ما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية.
وبحسب معلومات «الديار»، لا يبدو ان الولايات المتحدة الاميركية تتجه قريبا لنزع تصنيف الارهاب عن «هيئة تحرير الشام»، بحيث ان الآلية التي تُعتمد ليست بهذه البساطة، ولا تحصل بسرعة.
وتشير المعلومات ان ذلك سيستلزم دراسة متأنية لآداء الهيئة في الحكم وعلى الارض، كما انه قد يأخذ اشهرا طويلة.
دروس وعبر لايران
وفي اول تصريح له بعد سقوط النظام في سوريا، قال القائد العام لقوّات الحرس الثّوري الإيراني اللّواء حسين سلامي أن «القوى الأجنبيّة الّتي تشعل النّيران في سوريا، كأنّها ذئاب جائعة، قد انقضت على غزال وحيد في الصّحراء، وكلّ واحدة تقطع جزءًا من جسده.
هؤلاء الصّهاينة من الجنوب، وآخرون من الشّمال، وآخرون من الشّرق، وفي الوسط النّاس تائهون يواجهون مستقبلاً غامضا».
وتحدث سلامي عن «درس مرير نتعلّمه، ولكن يجب أن نأخذ هذه العبرة الكبيرة جنبًا إلى جنب مع العبر الكبرى، الّتي تركتها مرحلة الدّفاع المقدّس»، لافتًا إلى أنّ «الجميع رأوا أنّه عندما كنّا موجودين هناك، كان الشّعب السّوري يعيش عيشةً كرامةً، لأننّا كنّا نسعى لكرامتهم».
واضاف: «لم نذهب إلى سوريا لضمّ جزء من أرضها إلى أرضنا، ولم نذهب لنجعلها ساحةً لبحث عن مصالحنا الطّموحة، بل ذهبنا لكي لا يتمّ تدمير كرامة المسلمين».
وشدد سلامي على أنّ «سوريا بفضل الله ستتحرّر على يد شبابها الغيارى والمجاهدين، وسيدفع الصّهاينة ثمنًا باهظًا، وسيُدفنون في تلك الأرض، لكن هذا يتطلّب وقتًا طويلًا، صمودًا عظيمًا، عزيمةً عاليةً، وإرادة وإيمانًا عظيمَين.
وهذا ما يوجد لدى الشّباب المجاهدين في عالم الإسلام، فهناك الغيرة، وهناك الدّافع، وهناك الإيمان».
صفقة غزة
اما في غزة، فيبدو أن الدفع الاميركي للتوصل الى صفقة هناك على غرار ما حصل في لبنان متواصل، بحيث تشير المعلومات الى ان الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب يضغط بالفعل، كي تكون هذه الصفقة أُبرمت قبل عودته الى البيت الابيض.
ونقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبريّة عن مسؤول في الحكومة «الإسرائيليّة»، إشارته إلى أنّ «نهاية الحرب على قطاع غزة تقترب، لكن ليس قبل تسلُّم الرّئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترامب منصبه».
وأوضح المسؤول أنّ «ترامب يريد إنهاء الحرب، وهناك احتمال بنهايتها من خلال صفقة تبادل»، كاشفًا أنّه «يوجد تقدُّم في صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس».
يأتي ذلك في وقت أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة امس الأحد، ارتفاع حصيلة ضحايا القصف «الإسرائيلي» إلى 44 ألفاً و976 شهيدا، إلى جانب 106 آلاف و759 إصابة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.