كتبت صحيفة “اللواء”: على مسرح الحدث المستمر: المتغيرات الفاصلة في سوريا بين مرحلة انطوت (حكم آل الاسد) ومرحلة بدأت بتسلم «سلس» لزمام السلطة من قبل حكومة انتقالية، عينتها «هيئة تحرير الشام» المسلحة التي قادت عمليات سقوط المدن، والدخول اليها، بلا حرب او مواجهات.. على مسرح هذا الحدث، بكل احتمالاته ومآلاته، تتحرك القوى السياسية في لبنان، ضاربة اخماساً بأسداس، فيما يطغى الامن على كل شيء من المعابر الشرقية والشمالية، وما يتردد عن لجوء رموز من النظام السابق الى لبنان، على الرغم من النفي الرسمي، الى استمرار الخروقات الاسرائيلية المعادية من بنت جبيل الى الضاحية الجنوبية، وبيروت عبر المسيَّرات وطائرات الاستطلاع (M.K)، في عدوان لم يحن وقت توقفه بعد على كل الجبهات، بعد تدمير ما لا يقل عن 80 من القدرات العسكرية للجيش السوري النظامي.
والامن لا يقتصر على الانتهاكات الاسرائيلية او محاولات التسلل والعبور السورية، بل يشمل عصابات السرقة، والمجموعات التي تعودت ان تعمل في الازمات للسرقة، والسلب والنهب والقتل.
يضاف الى كل ذلك خضة الدولارات المزورة، الآتية من تركيا كما تردد، عبر ناشطين مختصين بهذا النوع من الممارسات الاجرامية، لتخريب الاستقرار المالي في لبنان، وهو الامر الذي بحثه الرئيس نبيه بري مع حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري.
بري: الجلسة لانتخاب الرئيس
ولم يؤدِ الحدث السوري، المتمثل بسقوط نظام الرئيس بشار الاسد، وسيطرة «هيئة تحرير الشام» على الوضع في سوريا بالرئيس نبيه بري للانصياع الى بعض الدعوات لتأجيل موعد الجلسة في 9 ك2، المخصصة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وجزم بري اننا: سوف نشهد انتخاباً للرئيس في الجلسة المقبلة، نافياً اي نية للتأجيل، ومؤكداً انه على تفاهم مع اللجنة الخماسية (التي تضم السعودية ومصر وقطر والولايات المتحدة الاميركية وفرنسا).
واعتبر ان انتخابات الرئاسة تعزز مناعة لبنان، بعد ان ادى اتفاق وقف النار الى تحصين لبنان من الخضات.
واستبعد بري اي تأثيرات سلبية لما حدث في سوريا على لبنان، ورأى انه لغاية الآن: المستفيد الاول اسرائيل والمستفيد الثاني هو تركيا، مكتفياً بهذا القدر من التسميات..
وتأكيداً لما نشرته «اللواء» في عددها امس الاول، يزور سفراء اللجنة الخماسية غداً عين التينة للقاء الرئيس بري، في اطار التحضيرات الجارية للتفاهم على ما يتعين العمل عليه قبيل موعد الجلسة، لجهة المشاورات والتفاهمات الممكنة.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الرئيس بري بات يردد الموقف بشأن إتمام الاستحقاق الرئاسي في جلسة التاسع من كانون الثاني المقبل أكثر من مرة ما يدلل على رغبة في عدم تجاوز الموعد المحدد للإنتخاب، وقالت إن الرئيس بري ربما يراكم على سلسلة معطيات أو نجاح مشاورات نيابية قبل هذه الجلسة مع العلم أن النقاشات بدأ يعمل على تزخيمها وهناك لقاءات تمت وأخرى قيد التحضير، على أن تتبلور النتيجة قريبا، مشيرة إلى أن التداول بالأسماء يستمر إلى المرحلة الأخيرة تمهيدا لطرح اسمين أو أكثر.
واعتبرت أن التواصل بين الكتل النيابية يحدد البوصلة بشأن التفاهم المنتظر أي نجاحه أو فشله، إلا أن البعض لم يحسم توجهه بعد تقاطعا أو تحالفا في انتظار بعض الأشارات.
تحرك باسيل
وكشف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل انه سيستأنف اليوم اتصالاته مع الكتل النيابية، من اجل التوصل الى رئيس توافقي، وان يكون موعد 9 ك2 الموعد الاخير لانتخاب رئيس للجمهورية.
وفي اول موقف واضح مما جرى في سوريا، قال رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل: ننظر لموضوع سقوط النظام السوري من زاوية مصلحة لبنان اولاً وأخيراً.
وقال باسيل في كلمة له عقب ترؤسه الاجتماع الدوري للمجلس السياسي في التيار، تعليقاً على الاحتفالات الجارية: خوفي ان تكونوا ترقصون كمن يرقص على قبره، وان يأتي يوم وتندمون على ذلك.
وطالب بعودة النازحين السوريين الى بلادهم ووقف المساعدات لهم في لبنان، والبدء بتطبيق اجراءات العودة فوراً.
الحراك الرسمي
وفي الحراك اللبناني الرسمي لمواكبة التطورات، وصل الرئيس نجيب ميقاتي الى اسبانيا في زيارة رسمية حيث سيجتمع مع رئيس الوزراء بيدرو سانشيز للبحث في تطورات اوضاع المنطقة.
كما اجرى وزير الخارجية والمغتربين عبدلله بوحبيب اتصالاً بنظيره المصري بدر عبد العاطي، تشاورا فيه بآخر المستجدات في سوريا، وضرورة التحرك العربي لمواكبة سوريا في هذه المرحلة الدقيقة، وحسب بيان للخارجية اللبنانية، تم التوافق على ضرورة إجراء مشاورات عربية، وعقد إجتماع وزاري قريب، من المرجح ان يحصل وفقاً للمشاورات الجارية حاليا بين الوزراء العرب المعنيين في نهاية الاسبوع الحالي، لمواكبة الاحداث السورية.
وإستكمل الوزير بوحبيب مساء اتصالاته ومشاوراته الوزارية العربية حول سوريا بالتنسيق مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
وتواصل هاتفيا ونائب رئيس الحكومة ووزير خارجية الاردن أيمن الصفدي، حيث وضعه الوزير بوحبيب في اجواء اجراءات تثبيت وقف إطلاق في لبنان.
كما تم التطرق ايضاً الى امكانية انعقاد اجتماع تشاوري وزاري عربي حول سوريا.
واتصل بوحبيب ايضاً بالممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كايا كالاس، «مبدياً استعداده لتطوير التعاون مع الفريق الجديد المنتخب في المفوضية الأوروبية خلال زيارته المزمع إجراؤها الى بروكسل الاسبوع القادم. كما ابدى الوزير بوحبيب رغبته بمساعدة لبنان في عملية اعادة الإعمار وتعزيز قدرات القوات المسلحة، والادارات العامة».
من جهتها اعربت كالاس «عن رغبة الاتحاد الاوروبي بمساعدة لبنان، وشجعت على إتخاذ السلطات اللبنانية خطوات لمساعدة أنفسهم كي يساعدهم الاتحاد الاوروبي، من خلال الاسراع بإنتخاب رئيس الجمهورية، وتشكيل حكومة جديدة، وإجراء إصلاحات إقتصادية». وتبادل الطرفان أهمية مواكبة ما يجري في سوريا، وإنعكاسه على المنطقة وأوروبا، نظرا» للترابط والتأثير المتبادل بين الشرق الاوسط وأوروبا.
ولاحقا اعلنت كالاس «أنها تحدثت مع وزير الخارجية اللبناني، ومن المهم أن يصمد وقف إطلاق النار بين حزب الله واسرائيل»، مضيفة: ان الاتحاد الأوروبي عازم على مواصلة دعم لبنان»ونحن نتابع عن كثب التطورات في سوريا وتداعياتها على المنطقة.
اطلاق نار في دير العشاير
بقي الوضع السوري مسيطراً على سياسة لبنان برغم التطورات الاخرى اللبنانية الرئاسية والجنوبية، لا سيما مع توارد المعلومات عن توغل جيش الاحتلال الاسرائيلي اليوم من الجولان وجبل الشيخ نحو مزيد من الاراضي السورية وصولا الى ريف دمشق الغربي وبات قريباً من حدود لبنان الشرقية – الجنوبية لجهة راشيا الفخار.
ولاحقاً، افيد ان مجموعة من «هيئة تحرير الشام» حاولت التسلل الى الأراضي اللبنانية في منطقة دير العشاير على الحدود اللبنانية السورية، حيث قامت بإطلاق النار بإتجاه الجيش اللبناني وحصل اشتباك قصير ومن ثم انسحبت.
ولكن قيادة الجيش ـــ مديرية التوجيه اصدرت بياناً اوضحت فيه: انه بتاريخ 10/12/2024 في جرود كفرقوق – راشيا الوادي، أقدم مسلحون مجهولون قادمون من الأراضي السورية، على تجاوز الحدود والاقتراب من أحد المراكز الحدودية للجيش، وإطلاق النار في الهواء، وذلك أثناء استيلائهم على تجهيزات من داخل مركز للجيش السوري بعدما تم اخلاؤه.
وقد أطلق عناصر الجيش نيرانًا تحذيرية، ما أجبر المسلحين على العودة إلى داخل الأراضي السورية».
ولاحقاً، اعلن عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور في بيان انه «اتصل بقائد الجيش العماد جوزف عون، الذي أكد لي أن الاشتباك الذي حصل في جبل دير العشاير في منطقة راشيا، هو مع عصابة سرقة وليس مع عناصر هيئة تحرير الشام».
وقال: أطمئن أهلنا في راشيا بأن ليس هناك ما يدعو إلى القلق وجيشنا اللبناني موجود وهو يحظى بالثقة الكاملة ونحن نقف خلفه في كل خطوة لتوطيد الأمن.
استحداث مركز
ولمواجهة التدفق، وسط مخاوف من لجوء عناصر الامن السوري السابق الى لبنان، اضاف وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي حاجزاً امنياً للجيش والامن العام عند المصنع، نافياً ان يكون اي عنصر امني سوري دخل الى البلد.
وفي السياق السوري أكدت مصادر أمنية مطلعة أن ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري السابق بشار الأسد، قد دخل إلى لبنان أول من أمس برفقة أكثر من 60 شخصية قيادية وأمنية جلّهم من أعضاء «الفرقة الرابعة» التي كان يترأسها الأسد قبل انهيار النظام.
وكشفت المعلومات أن الأسد دخل الأراضي اللبنانية بطريقة سرية وغير شرعية، وذلك عبر الأنفاق الطويلة التي حفرها الفصيل الفلسطيني المسّلح التابع لنظام الأسد «الجبهة الشعبية- القيادة العامة» في منطقة قوسيا في البقاع الغربي، والتي تصل في عمقها الدفين من لبنان إلى داخل الأراضي السورية.
وبحسب المعلومات، فقد تم تأمين نقل الأسد وأعوانه بطرق مخابراتية من قبل عناصر تابعة لجهاز أمن «حزب لله» الذي أستلمهم من قوسايا بعد أن أبلغتهم «القيادة العامة» عدم قدرتها على تأمين مستلزمات بقائهم لديها.
وأن عناصر الحزب قاموا بإيصالهم إلى مكان سري يقع بالقرب من العاصمة بيروت استعدادا لنقل الأسد إلى خارج لبنان، مع ترجيح بأن تكون الإمارات العربية المتحدة وجهته التالية بعد لبنان، وذلك عبر طائرة خاصة مملوكة لأحد رجال الأعمال اللبنانيين.
حزب الله يدين الاحتلال للأرض السورية
وفي موقف متكرّر، اعلن حزب الله في بيان هو الثاني للحزب عن دعم «سوريا وشعبها في حقه بصنع مستقبله، ومواجهة عدوه الكيان الاسرائيلي الغاصب»، معرباً عن امله في استقرار سوريا على خيارات ابنائها، وان تكون في موقع الرافض للاحتلال الاسرائيلي، مانعة التدخلات الخارجية في شؤونها.
ودان الحزب «احتلال الكيان الاسرائيلي مزيداً من الاراضي السورية وضرب القدرات العسكرية»، داعياً مجلس الامن والمجتمع الدولي والدول العربية والاسلامية لحمل مسؤولياتها وانهاء الاحتلال.
الخروقات
وعلى صعيد الخروقات والانتهاكات الاسرائيلية، سجل تحليق مكثف للطيران المعادي على علو منخفض في اجواء العاصمة والضاحية الجنوبية.
وعلى صعيد الوضع الجنوبي، مازال العدو الاسرائيلي يضرب بعرض الحائط كل المساعي والمحاولات لتثبيت وقف اطلاق النار ووقف الخروقات في الجنوب، وافادت آخر المعلومات صباح امس، عن تعرض دورية مشتركة من الجيش اللبناني و«اليونيفل» لإطلاق النار من القوات الإسرائيلية خلال محاولتها فتح طريق عام عيترون.
لكن وللمرة الاولى بعد وقف اطلاق النار، وصلت آليات لقوات الطوارئ مع جنود من الجيش اللبناني إلى مفرق عيناثا بنت جبيل جهة المسلخ.
واستهدفت دبابة ميركافا بعدد من القذائف، أطراف بلدتي شيحين والجبين.كما اطلق جيش الاحتلال صباحا، نيران رشاشاته على محيط بلدة شقرا وقلعة دوبية والاودية المجاورة لبلدي قبريخا ومجدل سلم.
وبعد الظهر، تجدد القصف المدفعي الإسرائيلي على وادي حسن في أطراف مجدل زون الجنوبية.
كما لاحقت محلّقة إسرائيلية عناصر للدفاع المدني اللبناني خلال محاولتهم انتشال جثامين شهداء من بلدة شمع واجبرتهم على الانسحاب وقصفت الموقع الذي كانوا فيه بالمدفعية.ولكن تم رفع جثماني شهيدين.
واستهدفت غارة معادية حي عين الصغيرة في بنت جبيل، استهدفت غارة إسرائيليّة سيّارة في ساحة بنت جبيل مما أدّى إلى إصابة السائق في قدمه ونجاته بأعجوبة.
واستهدفت غارة معادية بلدة عدلون مما أدى إلى إصابة 3 مواطنين إصابات خفيفة، تم نقلهم إلى المستشفى.
ونفذت القوات المعادية عملية نسف كبيرة في بلدة ميس الجبل.وسُمِع ايضا، دوي انفجار تبين أنه ناتج عن قيام الجيش الاسرائيلي بعملية تفجير واسعة في الخيام، وهو مستمر منذ ليل أمس بعملية نسف المنازل والمباني، وذلك بعد تأجيل دخول فرق الهندسة في الجيش اللبناني التي كانت مقررة أمس.
وافيد ان رتلاً من دبابات ميركافا معادية انسحب من وطى الخيام باتجاه منطقة سردا والعمرا المحاذية لبساتين الوزاني.
والى ذلك سقط صاروخ من الطيران الحربي الاسرائيلي من دون أن ينفجر، أدى الى اختراق منزل مؤلف من ثلاث طبقات في بلدة القليعات في سهل عكار.
واعلن الدفاع المدني انتشال ضحية في منطقة البسطة الفوقا نتيجة الغارة الاسرائيلية على المنطقة،واستمرار عمليات البحث عن مفقودة لا تزال ضمن عداد المفقودين.
كما تم العثور على جثة الطفل الشهيد أمير وسام حسين أثناء أعمال حفريات بالقرب من المنزل الذي تعرض لغارة من مُسيّرة معادية، منذ حوالى الشهرين في بلدة المعيصرة الكسروانية، وحسين من بلدة حولا الجنوبية وكان مع عائلته النازحة في المبنى المستهدف.
في الجانب المحتل، ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الاسرائيلية أمس: أن العديد من سكان مستعمرات الشمال مقابل لبنان استغلوا وقف إطلاق النار لزيارة منازلهم أو العودة إليها، فشاهدوا أضراراً جسيمة لحقت بها نتيجة للحرب.
اضافت: تظهر على المنازل علامات الهجران مع تراكم القمامة والطعام الفاسد والملابس القديمة والقوارض المنتشرة والعفن.
واوضحت الصحيفة، أن إعادة بناء المناطق المتضررة في المستوطنات الشمالية الإسرائيلية بسبب صواريخ حزب لله سيستغرق 5 سنوات.