مقالات

المقاومة تتصدّى عند الحدود وتضرب في العمق

ثبّتت المقاومة المرحلة الجديدة التي أعلن عنها بيان «غرفة عمليات المقاومة الإسلامية» قبل يومين، بعملية تكتيكية على المستوى العسكري، استراتيجية على المستويين السياسي والمعنوي، عبر استهداف مقرّ إقامة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في مدينة قيساريا الساحلية شمال فلسطين المحتلة، على بعد نحو 70 كم من الحدود مع لبنان، بواسطة طائرة مُسيّرة انقضاضية.

ورغم عدم وجود نتنياهو في المنزل الذي عادة ما يقيم فيه في الإجازات والأعياد، إلا أن الصور التي سُمح بنشرها أظهرت إصابة زجاج المنزل وجدرانه بشظايا المُسيّرة.

ومن الواضح أن أحد العناوين الأساسية للمرحلة الجديدة التصاعدية، بالنسبة إلى المقاومة، هو الاستخدام الفعّال والدقيق لسلاح المُسيّرات، فضلاً عن الصواريخ النوعية.

ويمكن اعتبار استهداف قاعدة التدريب التابعة للواء «غولاني» بالمُسيّرات، قبل نحو أسبوع، وقتل 4 جنود وإصابة العشرات، نقطة انطلاق مسار جديد ونوعي على مستوى الهجمات بالمُسيّرات المفخّخة.

وينطوي هذا المسار على رسائل متنوّعة تطلقها المقاومة، أبرزها أن قدراتها النوعية والاستراتيجية، سواء على مستوى التسليح أو التشغيل، لا تزال بخير، وتعمل وفق الخطط والبرامج الموضوعة لإدارة الحرب، وبطريقة تصاعدية وتناسبية.

وكل ذلك يجري بالتوازي مع التصدي لمحاولات التوغّل الإسرائيلية في قرى الحافة الحدودية في الجنوب، حيث لم يتمكّن العدو بعد، من إعلان سيطرته على أي بلدة حدودية، حتى تلك التي تقع مباشرة على الحدود، وهي قرى صغيرة ويتمتّع العدو بسيطرة نارية واستخبارية عليها.

وربما يكون مفيداً هنا، الاستدلال بكلام المتحدّث السابق باسم جيش العدو رونين مانليس، الذي اعتبر أن «القول عن حزب الله إنه في مسار تعافٍ لأنه ضرب اليوم بشكل مباشر في محيط منزل رئيس الحكومة في قيساريا، هو تقليل من شأن حزب الله»، حيث «قتل حزب الله لنا فقط في الأيام الأخيرة الكثير من الجنود، وأنا لست مع التقليل من شأنه».

وأضاف الضابط السابق، أن «حزب الله تلقّى الكثير من الضربات، لكنه ينجح في تنفيذ الكثير من العمليات».

ورأى أن «النفق الذي عُرضت صوره في كفركلا، يوجد مثله 100 ضعف في بعلبك، والمواقع المحفورة في عيتا الشعب ورميش يوجد مثلها 6 آلاف في النبطية، والمخرّبون الذين يحلّون محلّ قائد القطاع وقائد قوة الرضوان، يوجد منهم عدد لا نهائي للأسف»، وخلُصَ إلى التساؤل «إذا كنا سنخوض حرب المئة عام».

فيما رأى نائب رئيس مجلس «الأمن القومي» سابقاً، العقيد في الاحتياط إيتمار ياعر، أن «سكّان إسرائيل تحت تهديد المُسيّرات والصواريخ التي يمتلك حزب الله الآلاف منها».

العمليات الأخيرة أثبتت أن قدرات المقاومة النوعية والاستراتيجية لا تزال بخير

ميدانياً، وخلال الـ 48 ساعة الماضية، لم تُسجّل سوى محاولتي توغّل جديدتين لقوات العدو، تركّزت في القطاع الغربي، وتحديداً في محور عيتا الشعب – رامية – القوزح، أول من أمس، وفي بلدة الضهيرة أمس.

وبعدما تعرّضت قوات العدو في القوزح ورامية لضربات نوعية وقاسية من المقاومة، وقعت اشتباكات بين المقاومين وقوة من جيش العدو، في الحي الغربي في عيتا الشعب، حيت أُجبرت قوات العدو على التراجع بعد تعرّضها لنيران كثيفة من المقاومة.

ويوم أمس، حاوت قوات العدو التوغّل في بلدة الضهيرة الحدودية، ومهّدت لذلك عبر غارات جوّية مكثّفة على بلدة الضهيرة والبلدات المحيطة.

وعلى الرغم من ذلك، اصطدمت قوات العدو، عند دخولها البلدة، بمقاومة شرسة، حيث وقعت اشتباكات ضارية مساء أمس.

وأعلن جيش العدو، أمس، مقتل ضابط متأثراً بإصابته في جنوب لبنان قبل نحو 10 أيام». كما أُعلنت مستشفيات الشمال، أمس، استقبال عدد من الجنود المصابين، من بينهم مصابون بحالة خطرة، أحدهم أُصيب بانفجارات محلّقة مفخّخة في جنوب لبنان.


في المقابل، أعلنت المقاومة استهداف تجمّعات جنود ‏العدو الإسرائيلي في المالكية، وجل الدير شمال شرق مستعمرة أفيفيم، وشلومي والبصة وزرعيت وأفيفيم وأبيريم، وفي موقع المرج وثكنة بيت هلل وعند بوابة فاطمة في بلدة كفركلا، ومربض مدفعية ‌‏العدو الإسرائيلي في ديشون، بصليات صاروخية.

‏كما استهدفت دبابة ميركافا في مستعمرة زرعيت بصاروخ موجّه، ما أدى إلى احتراقها وإيقاع طاقمها بين قتيل وجريح.‏

إضافة الى ذلك، استهدفت المقاومة بصليات صاروخية الكريوت شمال ‏مدينة حيفا، ومستعمرة كريات شمونة بِصلية صاروخية، ومدينة صفد المحتلة، ومستعمرة روش بينا، ومستعمرة أفيفيم.

وضمن سلسلة عمليات «خيبر»، ورداً على اعتداءات العدو على المدنيين وخاصةً مجزرة النبطية، قصفت المقاومة القاعدة العسكرية في ناشر شرق حيفا، ومستعمرة كريات آتا شرقي حيفا، بصليتين صاروخيتين نوعيتين.

المصدر: جريدة الاخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى