دعت روسيا مجلس الأمن الدولي إلى تبني قرار جديد بشأن وقف إطلاق النار في غزة، بعد الفشل في تنفيذ القرار الذي اقترحته الولايات المتحدة ووافق عليه المجلس في يونيو/حزيران الماضي.
وقال ديمتري بوليانسكي نائب الممثل الدائم لروسيا في الأمم المتحدة: إن بلاده تقترح على المجلس تبني قرار جديد، وانتقد مساعي الولايات المتحدة لتنفيذ خطة محادثات لوقف إطلاق النار في القطاع تختلف عن القرار رقم 2735 الذي صادق عليه مجلس الأمن.
وتبنى مجلس الأمن في 10 يونيو/حزيران الماضي مشروع قرار أميركي رقمه 2735، ينص على وقف دائم لإطلاق النار في غزة والانسحاب التام للجيش الإسرائيلي منها، وتبادل الأسرى، وإعادة الإعمار، وعودة النازحين.
كما نص هذا القرار على رفض أي تغيير ديموغرافي في القطاع الفلسطيني.
وقال بوليانسكي خلال كلمة أمام جلسة لمجلس الأمن حول الشرق الأوسط أمس الخميس: إن “إسرائيل تصر الآن على إبقاء فكرة الوجود العسكري بغزة، بما في ذلك سيطرتها على المعبر مع مصر ومحور فيلادلفيا، وكما نلاحظ أن مثل هذا التغيير في معالم الاتفاق هو أمر تعارضه دول في المنطقة بشدة”.
وتساءل: من الذي تتصرف (واشنطن) نيابة عنه عبر الضغط من أجل التوصل لاتفاق يختلف عما ورد في القرار الأصلي؟.
وأعرب المسؤول الروسي عن خيبة أمله لعدم إحراز مجلس الأمن تقدما فيما يتعلق بوقف إطلاق النار في غزة، كما تم الاتفاق عليه في يونيو/حزيران الماضي.
وأشار إلى أن مجلس الأمن لم يوافق قط على أي اتفاق تمت صياغته بهذه الطريقة، في معرض انتقاده مسار مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية التي لا تتناسب مع القرار الأممي المذكور آنفا.
واتهم المسؤول الأممي الروسي الولايات المتحدة بتغيير معالم مقترح وقف إطلاق النار المتفق عليه بما يتماشى مع مصلحة الكيان المحتل، مضيفا أن الجانب الأميركي لم يكلف نفسه عناء شرح ماهية هذه التغييرات لمجلس الأمن.
كما وجه بوليانسكي اتهاما لكيان “إسرائيل” بعرقلة إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وأكد أن العمليات العسكرية الحالية لجيش الإحتلال تسببت في مستوى غير مسبوق من القتل والدمار في صفوف المدنيين الفلسطينيين، مؤكدا أن ذلك يمثل انتهاكا تاما للقانون.
وأضاف “الحقيقة أن واشنطن تحتجز المجلس كاملا رهينة منذ 10 أشهر، وتهدد باستخدام حق النقض (الفيتو) ولذا تمنعنا من اتخاذ قرارات صارمة وواضحة بشأن القضية الفلسطينية ووقف إطلاق النار أو الدفع نحو عملية سلام في غزة”.
وقال بوليانسكي “إذا لم يتم تنفيذ القرار، فلنصدر وثيقة جديدة تبعث برسالة مفادها أن الذين يخالفون القرار سيواجهون بالتأكيد عواقب أفعالهم”.
وتابع: “دعونا نتخذ قرارا ملزم التنفيذ، إذ سيساعد ذلك على وقف العنف بغض النظر عن أهواء أي طرف في الصراع”.
ويشن كيان الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عدوانا مدمرا على قطاع غزة بدعم أميركي، خلف أكثر من 133 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، وأكثر من 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.