أحيا “حزب الله” الاحتفال التكريمي ل”الشهيد السعيد على طريق القدس المجاهد هادي جهاد ديب (حيدر الكرار)”، في النادي الحسينيّ لبلدة بافليه الجنوبية، بحضور عضوي كتلة “الوفاء للمقاومة” النّائبين حسن عز الدين وحسين جشّي، إلى جانب جمع من العلماء والفعاليات والشخصيات وعائلة الشهيد وعوائل شهداء، وحشد من الأهالي.
افتتح الحفل بقراءة آيات من الذكر الحكيم، وتخلله تلاوة للسيرة الحسينية، وألقى عز الدين كلمةً توجّه فيها “بالتحية والإكبار للمجاهدين على العمل والتضحية والسهر والعناء والتعب والصمود لإنجاز منشأة “عماد4” وغيرها تحت الأرض والجبال، وفي مكان سرّي لا يعرفه أحد”، معتبراً أن “هذا بحدّ ذاته تحدٍّ ورسالة قوية جدّا للعدو خاصّة في هذا التوقيت في ظلّ المفاوضات الجارية في قطر، ليعرف أنّه عندما تتحدّث المقاومة عن قدراتها وإمكانياتها وما تمتلك من ميزان قوى في المواجهة معه، عليه أن يصدّق ما تقوله، وما يقوله سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله، وأنّه بكل قراءاته العسكرية والأمنيّة لأي مواجهة قادمة سيفكّر هذه المرّة أكثر مما كان يفكّر، ويفتّش ويبحث عن طبيعة هذه القدرة وهذه القوّة الصاروخية”. وأكد “استمرار المقاومة بالإسناد والدفاع عن الوطن والشعب وردع العدو، وأنّ هذه الرسائل تصبّ في هذا الاتّجاه”.
وقال: “إذا ما فكّر العدو بأنّ ضبط النفس عند المقاومة وصمتها في بعض الأحيان بهدف عدم توسعة الحرب ورفض الانجرار إلى حرب شاملة ضعف، فهو واهم، وهذه الرسالة تؤكّد له مجدّداً أنّ المقاومة حاضرة لأي طارئ ولأي مفاجأة ولأي حماقة قد يقدم عليها، وبالتالي لا نريد الحرب الواسعة إنما نحن بالمرصاد لأي فكرة يفكّر بها العدو إذا ما أراد الذهاب بالمنطقة إلى توسعة الحرب”.
وأشار إلى أنّ “رد المقاومة في لبنان ورد الجمهورية الإسلامية في إيران على جرائم العدو آتٍ حتماً، وأن توقيتها ومكانها وكيفيتها هو بيد القيادة الحكيمة والشجاعة وبيد الميدان، وهذا الرد هو بمعزل عما يجري من مفاوضات لوقف إطلاق النار في قطر وما قد تصل إليه من نتائج، فالمقاومة كانت أحرص الناس على وقف إطلاق النار عندما ساندت غزة والمجاهدين في فلسطين، وكانت تقول أوقفوا العدوان على غزة تقف سائر جبهات المساندة، وهي حريصة على ذلك حرص الشجاع والحكيم وليس حرصاً نابعاً من ضعف أو وهن”.
وختم: “ندرك عندما ننام بأمن وأمان عظمة وقداسة وعطاءات وتضحيات الشهداء لأجل أن نحيا بكرامة وبعزة وبحياة يريدها الله، وهذه المقاومة التي انتمى إليها الشهيد، تقاتل العدو ولا تخشاه ولا تخاف منه وهذا ديدنها، لأنها مؤمنة وعارفة على أي نهج وطريق تسير، وتملك الإرادة والقيادة والقرار بالقتال، وتملك الحكمة والشجاعة والجرأة، لذلك هذه المقاومة منذ البدايات إلى يومنا هذا لم تعرف الهزيمة ولن تعرفها، لأنها مؤمنة بقضيتها وهي قضية الحق في مواجهة الباطل، قضية الدفاع عن الأوطان والأعراض والكرامات في مقابل الظلم والقهر والاستعباد والاستبداد والاستكبار الذي يمارس من قبل العدو، ومن ينصر الحق وقضيته الحق لا شك بأنه منتصر. “
بدوره ألقى سمير ديب عم الشهيد حيدر الكرار كلمةً باسم عائلة الشهيد، أكّد فيها “الاستمرار على نهج المقاومة”، وجدد العهد للسيد حسن نصر الله “بالبقاء على هذا النهج مهما غلت التضحيات، فالمقاومة شرف الأمة وعنوان كرامتها، وما تقدم من تضحيات إنّما هو في سبيل هزيمة العدو الصهيوني الذي يمعن قتلاً وإجراماً، وفي سبيل إعلاء كلمة الحق ونصرة المظلوم”.