كتبت صحيفة “البناء”: انتحل بنيامين نتنياهو شخصية ديفيد بن غوريون عندما وقف يسرد أمام الكونغرس قضية المحرقة وحكاية الخرافة الصهيونية عن دولة عمرها 4000 سنة، وعن المعركة الواحدة لأميركا وكيان الاحتلال دفاعاً عن التحضّر بوجه التوحّش، دون أن ينتبه أن 76 سنة مرّت على مثل هذا الكلام تلقى خلالها كيانه كل ما يلزم ليكون لديه جيش لا يُقهر وجيش الكيان قُهر في يوم الطوفان ولم يسجل بطولة واحدة، كما زعمه، وفشل بعد الطوفان في تحقيق نصر واحد وهو يزعم الحديث عن انتصارات، ويعد بمثلها، بينما يعرف سامعوه أن مثلها هو المزيد من الفشل. ومثلما نال نتنياهو فرصة إشعال الحماسة الجمهورية لخطابه وحصد تصفيق النواب الجمهوريين بحرارة، كلما زاد المنسوب العنصري في خطابه، كانت المرة الأولى التي يقاطع خطابه رموز الحزب الديمقراطي وفي المقدّمة نائبة الرئيس المرشحة الرئاسية كمالا هاريس التي كان يفترض أن تترأس الجلسة، وفعل مثلها من مجلس النواب: 112 عضواً من أصل 212 ومن مجلس الشيوخ 24 من أصل 51، أي أكثر من النصف، بينما كان شباب أميركيون ومعهم محتجون بالآلاف يطوقون مبنى الكونغرس ويهتفون باسم نتنياهو كمجرم حرب، بينما كان يصف طلاب الجامعات الأميركية الذين انتفضوا لنصرة غزة بوجه جرائم الاحتلال ومعهم إدارات جامعاتهم، بأنهم مجرد أدوات إيرانية.
النائب الديمقراطي بوبي ساندز قال إن نتنياهو كذاب ومجرم حرب، بينما قال زعيم المعارضة في الكيان إن خطاب نتنياهو مشين لأنه لم يتطرق للقضية الأهم وهي قضية الأسرى والمفاوضات، ولا قال كيف سيقوم بإعادتهم، وتحدث رئيس الحكومة السابق ايهود باراك لقناة “سي ان ان” فتوجه للأميركيين قائلا لا تصدقوه إنه يضللكم، متسائلاً عن كيف سوف يخرج نتنياهو بالكيان من النفق المظلم الذي أدخله فيه.
في الوقت ذاته الذي كان يقف فيه نتنياهو أمام الكونغرس يختبر مواهبه الخطابية، كان داخل الكيان على موعد مع تظاهرات صاخبة تطلب الإسراع بالتوصل لاتفاق ينهي قضية الأسرى ويوقف الحرب، بينما انشغل الوسط العسكريّ والأمنيّ بما نشرته المقاومة عن حصاد طائرة الهدهد 3 حول قاعدة رامات ديفيد الجوية، وقد قامت بتصوير مفصل للقاعدة واقتراب من مواقعه السرية والقبب الحديدية والرادارات، ما أثار فضيحة حول شروط الأمان في قاعدة من أهم القواعد الجوية في الكيان، وتحدّث الخبراء والضباط السابقون في جيش الاحتلال لقنوات التلفزة العبرية عن رسائل الهدهد فأجمعوا أن الرسالة الأهم هي أن الكيان بات مكشوفاً دون حماية، وان حزب الله قادر على الوصول بأسلحته وطائراته وصواريخه إلى أي نقطة في الكيان، وأنه يعلم عن داخل المؤسسات الأمنية والعسكرية الحساسة ما لا يعلمه كثير من المسؤولين في الكيان.
قبل ساعات قليلة من إلقاء رئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كلمته أمام الكونغرس الأميركي وإعلانه نيته «عودة مواطنيه إلى الشمال بالطرق الدبلوماسية، وأن «إسرائيل» ستفعل ما يتعين عليها فعله لإعادة الأمن إلى الحدود الشمالية»، نشر حزب الله فيديو يُظهر خرق «الهدهد» مجدداً للعمق الإسرائيلي يوم أول أمس، وهذه المرّة في عمق قاعدة «رامات دافيد» الجويّة الإسرائيلية، والتقاط الفيديوهات والصور للمكان. ولفت الإعلام الحربي الى ان «هذه المرة الأولى في تاريخ الكيان التي يجري فيها اختراق المجال الجوي لقاعدة جوية صهيونية، وأنه على الرغم من الاستنفار العالي داخل الكيان الصهيوني وتوقعه هجمات من اليمن تمكنت المقاومة من إرسال الطائرة».
وأكد “أن المقاومة من خلال “الهدهد 3”، تمكنت من تضليل الدفاعات الجوية وأجهزة الرصد والاستطلاع والعودة بالصور المطلوبة للقاعدة الجوية”.
في الميدان، تعرضت كفرشوبا، وحولا – حي المرج وبئر المصلبيات لقصف مدفعي إسرائيلي. كما شنت الطائرات الإسرائيلية غارة استهدفت منزلاً في بلدة كفرحمام ما أدّى إلى تدميره بشكل كامل. وأغار الطيران المسيّر على بلدتي كفركلا وحولا دون تسجيل إصابات. وشن الطيران الحربي غارة على بلدة طيرحرفا في قضاء صور استهدفت منزلاً في البلدة بصاروخين ودمرته تدميراً كلياً.
وأشارت وسائل إعلام العدو إلى أن حزب الله يواصل زيادة مدى نيرانه إلى مناطق لم يتم إخلاؤها. وأعلن جيش العدو أن قوات لواء الاحتياط استكملت هذا الأسبوع تمريناً يحاكي سيناريوهات الحرب في لبنان. وأشار أيضاً إلى إصابة 14 عسكرياً في غزة والضفة الغربية والحدود مع لبنان خلال الساعات الـ 24 الماضية.
وقدّمت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس – بلاسخارت ووكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا إحاطة إلى مجلس الأمن، وذلك أثناء جلسة المشاورات التي تلت نشر التقرير الأخير (S/2024/548) للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حول تنفيذ القرار 1701 (2006).
وأحاطت هينيس – بلاسخارت مجلس الأمن بأنّ لبنان والمنطقة برمّتها لا يزالان على حافة خطر محدق. ولكنّها أكدت، رغم ذلك، أن الحلّ الدبلوماسي للخروج من الأزمة لا يزال ممكناً، رافضة القبول بأن الصراع الشامل لا مفرّ منه. وأشارت إلى أن كلًّا من لبنان و”إسرائيل” يعلنان أنّهما لا يسعيان إلى الحرب، معربة عن أملها في أن يؤدي التوصل الى “اتفاق بشأن غزة” إلى العودة الفورية لوقف الأعمال العدائية عبر الخط الأزرق.
وإذ أبدت المسؤولة الأممية مخاوفها من أن يؤدي أي خطأ في التقدير من قبل أي طرف إلى اندلاع صراع أوسع يطال المنطقة بأكملها، حثّت على بذل كل جهدٍ ممكن لإبعاد الطرفين عن حافة المزيد من التصعيد.
وأكدت أنّ تنفيذ القرار 1701 هو الطريق نحو الأمن المستدام.
واستقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال الدكتور عبد الله بو حبيب السفيرة الأميركية ليزا جونسون، وبحث معها في تطوّرات الوضع في الجنوب ونتائج لقاءاته التي أجراها خلال زيارته لواشنطن ونيويورك مع مسؤولين أميركيين وأمميين في شأن تجديد ولاية “اليونيفيل” والتطبيق الكامل للقرار ١٧٠١ (٢٠٠٦) ودعم الجيش اللبناني.
وليس بعيداً، اشارت السفارة الكندية في لبنان في رسالة وجّهتها الى الكنديين والمقيمين الدائمين وأفراد أسرهم المباشرين في لبنان، إلى أن “الوضع في لبنان متقلب وغير قابل للتنبؤ بسبب الأحداث الأخيرة والمستمرّة في “إسرائيل” والضفة الغربية وقطاع غزة”، ولفتت إلى أن “على الكنديين والمقيمين الدائمين وزوجاتهم وأطفالهم المعالين اتباع نصائح السفر إلى لبنان والمغادرة حيث الرحلات الجوية التجارية متاحة”.
وختم البيان: “تركيزنا ينصبّ على مساعدة الكنديين والمقيمين الدائمين في الحصول على الوثائق التي يحتاجون إليها للسفر وإبقاء العائلات معًا، نواصل مراقبة الوضع بالتعاون مع شركائنا”.
وعقدت لجنة الشؤون الخارجية جلسة برئاسة النائب فادي علامة، مع عدد من سفراء دول الاتحاد الأوروبي وسويسرا والنروج وبريطانيا وكندا.
ثم عقدت اللجنة جلسة مع ممثلين من عدد من وكالات الأمم المتحدة عرضت خلالها الآثار الصحية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية للاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان.
وقال علامة: “نحن نعتبر أن هذه اللقاءات هي عامل مساعد للحكومة، وأن تستفيد وتحضر لطبيعة عملها في مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار ومن الامور التي سئلنا عنها ان يكون هناك مركزية قرار في الدولة اللبنانية، اضافة ان يكون هناك تعاون بناء بين المؤسسات الحكومية وإلحاح على أن تضع الحكومة خطة وخارطة طريق في أسرع وقت وكذلك تمنٍّ أن يكون هناك تنسيق وتواصل دائم حتى يستطعيوا القيام بما هو مطلوب منهم”.
وأشار عضو كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل أبو فاعور في تصريح بعد اجتماع لجنة الشؤون الخارجية النيابية “هذا تحدّ جديد للدولة اللبنانية ينبغي التعامل معه في علاقات لبنان العربية والدولية. فالدولة مفلسة وعاجزة عن القيام بمسؤولية أعباء كهذه، لكنها في الوقت نفسه لا تستطيع أن تتخلّى عن مسؤولياتها تجاه مواطنيها بصرف النظر عن أي اعتبارات سياسية خلافية محلية حول جدوى الحرب أو مبرّراتها لدى بعض الأطراف”.
وأضاف: “إننا نحتاج إلى خطة واضحة وجهد دبلوماسي وسياسي منظم للتعامل مع نتائج الاعتداءات الإسرائيلية في أسرع وقت ممكن وتبقى مصلحة لبنان العليا في تطبيق القرار 1701 لمصلحة لبنان وليس لمصلحة أي طرف آخر بموازاة الاستمرار في الدعم السياسي للشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة للاحتلال”.
ورأى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في عشاء منطقة المتن أن “الاغتيال المعنوي الذي تعرضنا له بأموال وقرار من الخارج أصعب من الاغتيال الجسدي وسامحنا وصفحنا ولم نحاسب، لا أحد “ينمّر” علينا بالشهداء ونحن ننحني لجميع الشهداء، وننحي إجلالاً لشهدائنا في الجنوب ولو كنا غير موافقين على الاستراتيجية الهجومية، وخصوصاً أننا نتفق على الاستراتيجية الدفاعية وليس الهجومية، لكنهم يستشهدون ولو لم يقوموا بذلك لكانت اجتاحتنا “إسرائيل””.
وأكد أن “التيار باعتراف الجميع لا ارتباطات خارجية تؤيد قراره”، لافتاً إلى أننا “دفعنا ثمن استقلاليتنا فلا مال أغرانا ولا عقوبات أرهبتنا وبقينا عاصين على كل ما يحدّ من استقلاليتنا”. أيضاً، لفت الى أن “الانفتاح نصرّ عليه وطنياً ومتنياً”، مؤكداً أننا “نتحدث مع الناس أينما كنا، ولم نرفض في أي يوم أن نتحدث مع أحد ومن يرفض التحدث يكون ضعيفا وليس لديه أي حجة”.
واستقبل باسيل في دارته في البياضة، سفير مصر في لبنان علاء موسى، بحضور النائب سليم عون. وتم البحث، في “الحرب في الجنوب وآفاقها في ظل التطورات الإقليمية والدولية، وكذلك سبل حل أزمة رئاسة الجمهورية والأفكار العملية المطروحة”.
وقال السفير المصري في حديث تلفزيوني إنّ “اللجنة الخماسيّة مقتنعة بضرورة الحفاظ على زخم الملفّ الرئاسي، والحركة أفضل من السكون”، مضيفًا “الحديث مع النائب باسيل بالنسبة لي مفيد”، وشدّد على أنّ “اللحظة الرئاسيّة المناسبة لن تأتي قبل توضّح الأمر في غزة”.
استقبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب، رئيس “مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان” American Task Force for Lebanon ادوارد غبريال، حيث تمّ التداول في التطورات على الساحتين المحلية والإقليمية، لا سيما في موضوعي تعطيل الانتخابات الرئاسية من قبل فريق الممانعة، والحرب الدائرة في غزة والجنوب اللبناني وانعكاساتها السلبيّة على لبنان.
وفي مكتبه في اليرزة، استقبل قائد الجيش العماد جوزف عون سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد البخاري، ثم النائب أكرم شهيّب وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.