غصت مدينة كربلاء المقدسة بملايين الزوار، الذين أتوا من العراق وخارجه لزيارة الإمام الحسين عليه السلام وأخيه أبو الفضل العباس في يوم العاشر من محرم.
وأحيا عشاق أبي عبد الله الحسين عليه السلام ذكرى عاشوراء، في مدينة كربلاء المقدسة وخرجوا بمسيراتٍ ضخمة بعد تلاوة المصرع الحسيني.
هنا أرض العاشقين.. وملجأ التائهين، هنا أرض الحسين.. هنا كربلاء.. لا يشبه ذاك الزمان هذا الزمان.. فنداء السبط يوم عاشوراء عام واحدٍ وستين للهجرة بالنصرة لبّاه المحبون اليوم.. في أقدس بقاع المعمورة.
وإلى حيث سكب الحسين مهجته وبنوه وكل ما لديه فداءً لبقاء دين جده المصطفى.. حضر الموالون.. والألم يعتصر القلوب.. سيل الدموع لا ينضب ، ولطم الصدور لا يهدأ.. وما بينما آهاتٌ وأناتٌ أطلق زفراتها العاشقون حزناً على المصيبة الراتبة لسيد الشهداء..
في كربلاء ضجت الأرض بالمحبين المواسين.. وكالبحر الهادر ماجوا.. أفواجاً أفواجاً لبوا.. لم يتركوا عزيز فاطمة وحيداً.. جددوا عهدهم ككل عام ، ولم يعطوا إعطاء الذليل ، ولم يقروا إقرارا العبيد.. فكانوا أحرارا في دينهم وفي دنياهم..
وجرت المراسم بانسيابية عالية، ولكم تسجل أي خروقات، في حين أن السلطات العراقية نفذت خطة لتأمين الزيارة، من النواحي كافة، خصوصاً الأمنية والخدمية. وأعلنت الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة، اليوم الأربعاء، عن نجاح خطتها الخاصة بإحياء مراسيم عاشوراء وعزاء (ركضة طويريج).
وأشار بيان الأمانة إلى أن خطتها تتوافق مع الطرق المتبعة في تنظيم الحشود المليونية منعاً للتدافع وحدوث حالات اختناق لاسيما في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
وركزت العتبة الحسينية في هذا العام على تكثيف الجهد الخدمي، لاسيما في الجانب الصحي، وعملت على تخفيض درجات الحرارة وتوفير اجواء ملائمة لإداء المراسم من خلال تظليل الشوارع القريبة من مرقد الإمام الحسين (ع) ونشر عددا كبيرا من (مراوح الرذاذ)”.