مقالات

تأكل أخضر لبنان: الكسارات.. فوضى تدمّر الجبال وتوقظ فوالقه الزلزاليّة!

لا تزال تداعيات الهزة التي حدثت في زحلة نتيجة تفجير في كسارات “التويتة ” تتوالى، والخوف من تفجيرات مماثلة قد تفرض نتائج أفدح، خاصة ان هذه الكسارات منتشرة وتأكل اخضر لبنان، وتهدد امن المواطنين. فهل هذه الضغوط عن طريق الكسارات تحرك الفوالق الزلزالية؟

تنطلق الناشطة البيئية والمتخصصة في هذا المجال ايمان الدهيبي، من قاعدة علمية وتقول لـ “الديار” “تحركات الفوالق الزلزالية ناتجة عن قوى وعوامل تكتونية داخل الأرض، والسبب الرئيسي الذي يساهم في تحرك الفوالق الزلزالية هو التصادم والانزلاق بين الصفائح التكتونية، فالقشرة الأرضية تتكون من عدة صفائح تكتونية، وعندما يحصل الانزلاق والانفصال بين هذه الصفائح يحدث زلزال”.

أضافت “تثور الزلازل عادةً نتيجة اختلال الصفائح التكتونية التي تعرف بالحدود اللوحية (الأمامية، الخلفية والانتقالية)، وعندما تصطفق الصفائح بشكل مفاجئ تتمزق نتيجة الاحتكاك فيما بينها، وهذا الفعل يولّد طاقة زلزالية تنتقل عبر الصخور والتربة، ويُحدث اهتزازات في الأرض”.

نسبة الخطورة

واشارت الدهيبي الى “ان تكسير الجبال والصخور بالمتفجرات والصواعق، يؤثر على الفوالق الزلزالية في اغلب الأحيان، ويؤدي إلى اضطرابات محلية في الصخور المجاورة. وفي حال وجود فالق زلزالي قريب، فهذا التأثير المحلي يحفّز النشاط الزلزالي في الفالق”.

ولفتت الى خطورة هذا الفعل بالقول: “هذه الجسامة قائمة على عدة عوامل، بما في ذلك الحجم والتركيب الهندسي للفالق الزلزالي، ومدى قوة التفجيرات وتكرارها، والمسافة بين موقع التفجير والفالق، والتربة المحيطة وخصائص الصخور”.

التراخيص

وتوجّهت الى المشغلين والشركات “بالالتزام بالقوانين واللوائح المحلية والدولية المتعلقة بأعمال التفجير والسلامة العامة، للحد من أي تأثير سلبي قد يهيّج الفوالق الزلزالية والمناطق المحيطة بها.

كما يُوصى أيضًا بإجراء تقييمات بيئية وزلزالية مسبقة، واتخاذ تدابير وقائية للحفاظ على السلامة العامة لعزل المخاطر المحتملة. كما ويُنصح دائمًا بإجراء تقييم شامل للتأثير البيئي والزلزالي والمخاطر المحتملة، قبل الشروع بأعمال تفجير في المناطق التي يوجد فيها نشاط زلزالي، وذلك يكون قبل إعطاء التراخيص من قبل الوزارة المعنية التي يجب ان تتوافر لديها معلومات كافية وواضحة ومسح شامل عن طبيعة كل شبر في لبنان .

تأثير الكسارات

وقالت الدهيبي “الى جانب اثارة الفوالق الزلزالية، تؤثر الكسارات أيضاً على البيئة والمناخ والكائنات الحية بعدة طرق، وبحسب القانون السائد في لبنان على المشغّل أن يقدم دراسة بيئية شاملة قبل البدء وبعد الانتهاء من التشغيل للكسارة.

تلوث الهواء والماء

في سياق متصل، قالت الدهيبي “تساهم الكسارات في تلوث الهواء والماء عن طريق العمليات التالية: “أثناء عملية تكسير الصخور يتم إنتاج الغبار والرواسب الجوية، ويمكن لهذه الجسيمات العالقة في الهواء أن تكون ضارة للصحة العامة عندما يتنفسها البشر، وتترسب أيضًا على الأسطح والنباتات المحيطة، بما في ذلك انبعاثات الغازات السامة، مثل ثاني أكسيد الكربون وثاني أكسيد النيتروجين وأكسيد الكبريت”.

واردفت “كما تعمل الكسارات على إنشاء مستنقعات مياه وبحيرات صغيرة لأغراض، مثل عمليات الغسيل والري. وقد يؤدي تدفق المياه الملوثة من هذه المصادرالى تلوث المياه السطحية والجوفية المحيطة، بما في ذلك الأنهار والبحيرات والآبار”.

ندى عبد الرزاق – الديار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى