بعد العشاء “العائلي” الذي جمع الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، ورئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، لا بدّ من التذكير بإحدى أهم شروط جنبلاط لتبنّي ترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية، وهو أن يكون مقبولاً من أحد الأحزاب المسيحية الكبرى، أي “التيار الوطني الحر” أو حزب “القوات اللبنانية”.
وبما أن “الثنائي الشيعي” يعوِّل أكثر على باسيل من جعجع، لا بد من الإشارة إلى 5 أسباب تمنع باسيل من انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية، وهي:
أولاً، يخشى باسيل من زعامة فرنجية في الشمال إذ يؤثّر عليه مباشرة في منطقة نفوذه بالبترون، خصوصاً وأن تيار “المردة” لديه انتشار كبير في الشمال عكس باقي المناطق، وكان ل”المردة” سابقاً نائب عن البترون واليوم لديهم نائب عن منطقة بشري هو وليم طوق.
ثانياً، يريد باسيل لنفسه أن يكون الحليف المسيحي – الماروني الوحيد للشيعة في لبنان، وهذا الأمر لا ينافسه عليه أحد سوى فرنجية، لذلك لا يمكن لباسيل تقوية وضع فرنجية عند “الشيعة”، لأن ذلك سيكون على حساب باسيل الذي تذوّق “الدَلَع الشيعي” من معلقة “حزب الله” على مدار سنوات طويلة، منذ تفاهم مار مخايل.
ثالثاً، يرغب باسيل برئيس ذات شخصية ضعيفة يمكنه التأثير إلى حدّ السيطرة عليه. رئيس يحتاج العودة إلى القوى السياسية وإليه تحديداً في كل الأمور، بينما شخصية سليمان فرنجية هي شخصية قوية لا يمكن التأثير عليها أو التلاعب بها.
رابعاً، يريد باسيل الحصول على حصة الأسد من “العهد” الجديد، لناحية الوزراء والتعيينات والكلمة الفصل في الشؤون الكبيرة، وهذا غير ممكن إلاّ من خلال رئيس ضعيف يحتاج إلى مظلّة وهو يعتبر أنه يؤمّنها له، فيما فرنجية سيكون رئيس شريكاً إلى جانب رئيس الحكومة ورئيس المجلس النيابي دون حاجته لاستعطاء غطاء من هنا وهناك.
خامساً، يرغب باسيل أن يبقى نقطة اهتمام من قوى خارجية على أساس انه محور القرار والأدوار في التركيبة السياسية، وهذا تحديداً ما يسوّقه عند القطريين، وما لا يمكنه إطالة أمده إلاّ إذا أتى برئيس موالٍ له، فيما وصول فرنجية يجعله نقطة الإهتمام الأولى للخارج بما فيها قطر دون الحاجة إليه، وهي آخر الدول التي كانت ما زالت تعطي اهتماماً خاصاً لباسيل.
ورغم أن “الثنائي” عرض ضمانته لاتفاق بين باسيل وفرنجية حول مكانته وشراكته في العهد المقبل، إلاّ أن طريقة باسيل الإستئثارية بالحكم، كما برهن في عهد عمه الجنرال ميشال عون، وصعوبة تقبّله مشاركة فعلية له في القرار، تجعله يرفض فرنجية، لأنه كما جوزف عون، لا يدخل في فئة الرؤساء الضعفاء والمطواعين الذين يطمح إليهم، طالما ليست له فرصة مباشرة بالرئاسة.