الضبابية الشاملة تحيط بمهمة الوسيط الأميركي آموس هوكستين، الصعبة جداً في بيروت، حيث أن ما يحمله ليس واضحاً، رغم أن الأجوبة اللبنانية جاهزة، بحسب المواقف السياسية التي استبقت وصول هوكستين.
ويشكك الكاتب السياسي والمحلل نبيل بومنصف، في احتمال أن تحمل زيارة الوسيط الأميركي أي تطور بارز، معتبراً في حديثٍ ل”ليبانون ديبايت”، أن أي بحث أو عنوان لمهمته، يبدأ بالدرجة الأولى عبر تبريد الحدود، فيما ما هو مؤكد رغم كل التسريبات، أنه لن يتحدث عن الترسيم البري قبل الوصول إلى التهدئة على الجبهة الجنوبية، وذلك وسط شكوك كبيرة في قدرة أي مقترحات سيحملها على لجم التصعيد بين إسرائيل و”حزب الله”.
أمّا بالدرجة الثانية، يُضيف المحلل بومنصف، فإن هوكستين سيعيد النقاش بالحدود على جانبي الخط الأزرق، وذلك بالنسبة للنقاط الحدودية المطروحة، من دون البحث بملف مزارع شبعا، لأن الدخول في مثل هذا الملف، هو تضييع الوقت، خصوصاً وأن هوكستين ليس وسيطاً عادياً ويدرك تعقيدات هذا الأمر والموقف السوري، وبالتالي، لن يتطرق إلى ملف مزارع شبعا، في ظل الظروف الحالية، ومن غير الوارد أن يكون هوكستين في وارد تعقيد مهمته أكثر ممّا هي معقدة.
والمعطيات المتوافرة وفق المحلل بومنصف، تتناول التبريد تمهيداً للعودة للتفاوض على النقاط المختلف عليها على الحدود الجنوبية مع إسرائيل، إنما الجديد لدى هوكستين، هو ما سينقله عن زيارته في إسرائيل وما سمعه من طروحات أو أفكار إدارته للتهدئة.
ويكشف بومنصف، أن أبرز اللقاءات التي سيقوم بها هوكستين ستكون مع الرئيس نبيه بري الذي سيفاوض عن “حزب الله”، بمعنى أنه وسيط مع الحزب.
وعن ارتباط زيارة هوكستين بالسفيرة الأميركية الجديدة ليزا جونسون التي تصل اليوم إلى لبنان وقد لا تكون في أجواء مهمته، يشير بومنصف إلى أن الفريق الأميركي الموجود في لبنان، سيواكب هوكستين في الزيارة بمعزلٍ عن السفيرة الأميركية.
ويتوقع بومنصف أن ينتقل هوكستين من بيروت إلى تل أبيب مجدداً، في حالةٍ واحدة فقط، وهي إذا حمل معه من بيروت أفكاراً إيجابية تتعلق بوساطته. لكن بومنصف يستدرك مشدداً على استحالة إن لم يكن صعوبة وجود أي إيجابيات في زيارة هوكستين الحالية، وذلك بسبب الظروف الراهنة، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في المنطقة وهو الذي يستطيع تحقيق أي خرق في مشهد الحرب في غزة، وما من مؤشرات على نجاح جولته.
من جهةٍ أخرى، يتحدث بومنصف عن مخاوف جدية بأن لا يحمل هوكستين أي افكار إيجابية من الجانب الإسرائيلي، قد تسمح بتوقّع خرقٍ في الملف الحدودي، كاشفاً عن أن الحزب أبدى استعداداً ليكون مرناً في النقاش.
إلى الواقع الميداني يؤكد بومنصف، أن ما من دلائل على أن الوقت قد حان للبحث في التبريد أو التهدئة أو التسوية، معتبراً أن العنف ما زال طاغياً على المشهد والتصريحات الإسرائيلية تدل على الأسوأ، بعد اتساع رقعة القتال تتسع لمسافة 12 كلم من الحدود فيما حملة الإغتيالات لا تتوقف.
باختصار، وبرأي المحلل بومنصف، فإن مهمة هوكستين تقتصر على منع الإنفجار، لأن منطقة الشرق الأوسط ستصبح كلها بخطر إذا انتقلت الحرب من غزة إلى لبنان.