كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: خرق خطير شهده مطار بيروت أمس مع بث رسائل عبر شاشات الإعلانات تم توجيهها لـ”حزب الله” وأمينه العام حسن نصرالله، تُطالب بعدم إقحام لبنان في الحرب وتتهم الحزب بتهريب السلاح عبر مطار بيروت، وقد حملت الصور التي تم بثها اسم “جنود الرب” و”صاحب الكلمة”، دون أن تتضح بعد حقيقة ما حصل في المطار، وما إذا كان الخرق من داخل المطار نفسه، أو من داخل لبنان، أو حتى من خارجه، وهنا الإشارة إلى إسرائيل التي قد تسعى إلى إيصال رسائل إلى “حزب الله” والتسبّب بفتنة في البلاد من خلال وضع إشارة جماعة “جنود الرب”.
في هذا السياق، توافرت معلومات مفادها أن شاشات الإعلانات نفسها غير موصولة على شبكة الإنترنت، وبالتالي فإن الخرق إما حصل من داخل المطار نفسه، أم أن أنظمة المطار قد تقرصنت بالكامل، وهنا ثمّة خطر على بيانات المطار والمسافرين، ومن الضروري التحذير من أمن المطار السيبراني المُمكن خرقه بسهولة بعد العملية.
أما حول الجهة التي تقف خلف ما حصل، فإن شعار “جنود الرب” ظهر على الصور التي تم بثها، إلّا أن أشخاصاً يدّعون انتماءهم للجماعة نفوا مسؤوليتهم، ويبقى احتمال كبير أن يكون ما حصل نشاطاً إسرائيلياً هدفه الإيقاع بين اللبنانيين.
ولم يتوقف الخرق على شاشات الإعلانات، بل إن عطلاً مشبوهاً طرأ على جهاز مرتبط بتفتيش حقائب الركّاب لفترة قصيرة، إلّا أن كل ما حصل في المطار لم يوقف حركة الطيران التي استمرت رغم العوائق، وقد تم عقد اجتماع بين وزير الأشغال والأجهزة الأمنية وإدارة المطار لتحديد ما حصل.
إلى ذلك، فإن تهديدات جديدة بعثها وزير حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس ورئيس أركان الحيش الإسرائيلي هرتزل هاليفي، فحواها إما انسحاب “حزب الله” عن الحدود لـ”تأمين سكّان شمال إسرائيل” عبر الديبلوماسية، أو إلزام الحزب على ذلك من خلال الحرب.
في هذا السياق، فإن الجهود الديبلوماسية الدولية تكثّفت في الأيام الأخيرة للتوصّل إلى تسوية بشأن الحدود اللبنانية، وكان من المفترض أن يزور الموفد الأميركي آموس هوكشتاين بيروت بعد تل أبيب، إلّا أن هذا لم يحصل، ومرده قد يكون سلبية الأجواء التي أحاطت بلقاءاته في إسرائيل، وفق ما توافر من معلومات.
أما لجهة “حزب الله”، فإن الرفض العلني لهذه التسويات واضح، وهذا ما يظهر خلال تصريحات قيادة “الحزب” من جهة، وتصعيد عملياته في الميدان من جهة أخرى، وكان القصف قاعدة “ميرون” الإسرائيلية مثال على التصعيد المذكور، ومن غير المرتقب أن يرضى “الحزب” بوقف إطلاق النار قبل انتهاء الحرب في غزّة.
ورغم الحفاظ على سقف مُحدّد للاشتباك بين “حزب الله” والعدو الإسرائيلي، إلّا أن فتيل الحرب لم يُسحب بعد، وتتحدّث مصادر عن استعدادات إسرائيلية لخوض حرب محتملة واسعة النطاق ضد “حزب الله” في حال لم تنجح المساعي الديبلوماسية، وذلك مردّه رغبة إسرائيل بإزالة كل تهديد عند حدودها، حتى لا يتكرّر سيناريو 7 تشرين الأول.
وتُشير المصادر إلى أن الحرب قد تنفجر في أي لحظة مع الاستفزازات التي تقوم بها إسرائيل والتي قد تزيد من وتيرتها، والتي تدور بين القصف العنيف خارج نطاق ميدان الحرب، أي في المناطق التي تُعد خارج مناطق القرار 1701، وتكثيف عمليات الاغتيال التي افتتحتها باغتيال القيادي في “حماس” صالح العاروري، خصوصاً وإن وصلت المحادثات الديبلوماسية إلى أفق مسدود.
إذاً، فإن الأمن على المحك من جديد مع خرق سيبراني هذه المرّة، يُضيف على لبنان خطر التهديدات الأمنية المُحدقة به من كل صوب، ما يستوجب البحث جدياً بحلول، وكل الطرقات توصل إلى إنجاز كافة الاستحقاقات الدستورية من أجل استقامة عمل الإدارات العامة والأجهزة الأمنية والرفع من مستوى الجهوزية لتلافي أي خطر.
الأسرار
مخططات خطيرة بدأت تتكشّف مع ما تحملها من تداعيات داخلية تفجيرية.
رسائل ميدانية متبادلة تحمل تهديدات حقيقية وتؤشر الى ما يمكن أن تحمله الأيام المقبلة من تصعيد.