نداء الوطن: تصعيدٌ متبادَل في جنوب لبنان… والراعي وعودة يندّدان بعدم انتخاب رئيس مقتل قياديّ في “الحرس الثوري” بسوريا… وتأهّب إسرائيليّ على الجبهة الشمالية
كتبت صحيفة “نداء الوطن”: محطّات أمنية بارزة سٌجّلت يوم أمس الاثنين، قد تخلط أوراق المعارك الدائرة في غزة وجنوب لبنان، ولا سيما بعد اغتيال إسرائيل، أحد كبار المستشارين لدى الحرس الثوري الإيراني في سوريا رضي موسوي، بضربة صاروخية شنّتها على منزله في منطقة السيدة زينب بالقرب من العاصمة السورية دمشق.
وأفيد بأنّ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أشرف بنفسه على عملية اغتيال موسوي، الذي وصفته طهران بأنّه أحد رفاق القائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني، الذي قضى بغارة أميركية في بغداد في كانون الثاني من العام 2020.
وفيما تعهّد الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي بأنّ إسرائيل ستدفع ثمن تصفية موسوي، اعتبر “حزب الله” ان هذا الاغتيال هو “اعتداء صارخ ووقح وتجاوز للحدود”، في حين ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أنّ الجيش يتوقّع أن يأتي الردّ في الجبهة الشمالية المحاذبة للحدود الجنوبية للبنان، وهو، لهذه الغاية رفع حال التأهّب هناك.
الحدود الجنوبية مشتعلة
وفي يوم عيد الميلاد، لم تهدأ الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله عند الحدود الجنوبية، بمشاركة من كتائب “القسام” التي اعلنت استهداف “ثكنة ليمان العسكرية” في الجليل الغربي برشقةٍ صاروخيةٍ انطلاقاً من جنوب لبنان.
وطوال يوم الاثنين، كانت غالبية البلدات الجنوبية في مرمى القصف الجويّ والمدفعيّ الاسرائيلي، بالتزامن مع إلقاء قنابل فوسفورية على أطراف كفركلا والعديسة وسهل مرجعيون.
في المقابل، أعلن “حزب الله” في سلسلة بيانات استهداف عدد من المواقع الاسرائيلية، بينها مستوطنة “مسكاف عام” ومحيط موقع “بركة ريشا” وقاعدة “بيت هلل” العسكرية شرق كريات شمونة، ومحيط ثكنة “ميتات” ومحيط موقع “حانيتا” ومستوطنات أفيفيم والمطلة والمنارة.
في الغضون، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أنّ تل أبيب “تضرب حزب الله بشدّة وهو فقد نحو 150 عنصراً وتضرّرت البنية التحتية لديه”، مضيفاً أنّ اسرائيل “لن تسمح بعودة الوضع السابق الذي كان قائماً عند الحدود بين لبنان وإسرائيل قبل 6 تشرين الأول الماضي”.
صلوات الميلاد
وعلى وقع الأوضاع الساخنة جنوباً، عمّت احتفالات عيد الميلاد المجيد المناطق اللبنانية كافة، وسط دعوات لإنهاء الحرب في جنوب لبنان وغزة، والاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية.
فالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، تحدّث في عظة قداس الميلاد، عن الغصّة التي خنقت القلوب، “من جرّاء حرب الابادة على غزّة، ولدى عائلاتنا في جنوب لبنان بسبب امتداد هذه الحرب المشؤومة والمرفوضة الى بلداتهم وقراهم”.
وعن الملف الرئاسي قال الراعي: “كنا ننتظر تحوّلاً في نفوس المسؤولين وبخاصة في نفوس نواب الامّة وتكتلاتهم، يحملهم على انتخاب رئيس للجمهورية كفوءٍ، نظيف اليد، حرٍّ ومتجرّدٍ من اي مصلحة شخصية أو فئوية. انتظرناه منهم عيديّة الميلاد، والسنة الجديدة 2024، ولكن بحسب المبدأ المعروف: “لا أحد يستطيع ان يعطي ما لا يملك!”.
الحرب في غزة، حضرت أيضاً في عظة قدّاس الميلاد التي ألقاها متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأورثوذكس المطران الياس عودة، والذي سأل: “كيف يتفرّج العالم على إبادة شعب وقتل الأطفال بوحشية وهدم معالم بلد وجرف المستشفيات وهدم الكنائس والمدارس كمن يتفرّج على مسرحيّة؟… أمّا عندنا، أين الضمير في السكوت عن غياب رئيس للدولة وقد مرّ أكثر من سنة على شغور كرسي الرئاسة، والدولة تنهار والمواطنون يعانون والإدارة في شلل ينعكس سلباً على حياة الناس، وصورة لبنان تتقهقر أكثر فأكثر؟”.
وفي الفاتيكان، صلّى البابا فرنسيس من أجل عودة الاستقرار العاجل الى لبنان، كما دان في رسالة الميلاد، “الوضع الإنساني اليائس” للفلسطينيين في غزة، داعياً إلى وقف العمليات العسكرية بين إسرائيل وحماس، والإفراج عن الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في القطاع.
نتنياهو: سنواصل القتال
ولكن يبدو أنّ نداء البابا لم يلقَ آذاناً صاغية، حيث قُتل نحو مئة فلسطيني في الساعات الأخيرة في غارات إسرائيلية واسعة النطاق على غزة. وفي اليوم الثمانين للحرب، بلغت حصيلة القصف الإسرائيلي على القطاع، 20674 قتيلا ونحو 55 ألف جريح.
في وقت، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعدما تفقّد القوات الاسرائيلية في قطاع غزة: “ندفع ثمناً باهظاً جدّاً للحرب، لكن لا خيار أمامنا سوى مواصلة القتال… وسنكثّفه في الأيام المقبلة وسيكون قتالاً طويلاً”.
تعطّل مطار اربيل
من غزة الى شمال العراق، حيث شنّت “المقاومة الاسلامية في العراق” هجوماً بمسيّرة مفخخة استهدف قاعدة حرير الجوية التي تضمّ قوّات أميركية وقوّات للتحالف الدولي، ما أدّى الى سقوط جرحى وتوقّف العمل في مطار اربيل المجاور.
قصفٌ تركيّ على القامشلي
وفي شمال شرقي سوريا، قتل ستة مدنيين وجرح تسعة في قصف تركي على بنى تحتية تابعة لحزب العمال الكردستاني، في مدينة القامشلي، ومن بين المواقع المستهدفة، مطبعة ومطحنة ومنشأة لتوزيع قوارير غاز.