أكد مدير مركز سونار الإعلامي حسين مرتضى أنه “حتى الآن الكلمة للميدان والخارطة العسكرية هي التي تعطي الصورة للخارطة السياسية، ولدى الولايات المتحدة بعض الإشارات التي توحي بالإتجاه نحو الهدن مجدداً، ولكن مصادر المقاومة تنفي ذلك، فموضوع الهدنة اليوم يختلف عن الفترة السابقة، إذ يجب أن تتضمن بنوداً توصل إلى وقف إطلاق نار”.
وفي مقابلة عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج “وجهة نظر” قال مرتضى: ” قد تسير الأمور نحو التصعيد في حال إستمرت الأوضاع في جنوب لبنان وفي غزة على هذا النحو، وقد شهدت المنطقة مرحلة تصاعدية خلال الساعات الماضية، وقد تشكل الجبهة الجنوبية خطراً إستراتيجياً في المنطقة، وهذا ما يقلق الإسرائيلي”.
ولفت إلى أن “كل ما هو مرتبط بغزة مصعّد ومفتوح، والمقاومة تتعامل مع الوضع تكتيكياً ومن خلال عمليات التوغل والتحصين، فالجبهة الشمالية لإسرائيل يتم التعامل معها على أساس كيفية تطور الأمور، فبالأمس طاول القصف الإسرائيلي المدنيين وإستهدفهم، فإستوجب الردّ وإستهداف بيوت المطلة، وقد كان بعض الجنود الإسرائيليين يتحصنون بداخلها”.
وتابع، “هذا الأمر قد يؤدي إلى توسيع عمليات المقاومة وقد نتجه نحو التصعيد وإستخدام أسلحة جديدة، وبالتالي ستنتقل الجبهة إلى مكان آخر خاصة إذا إستمرّ الكيان بالإستفزاز والتهديد، فالخيارات لدى المقاومة مفتوحة، وهي تتعاطى مع المعطيات بحسب التطور الميداني”.
وأوضح أن “المقاومة تعمل على مراقبة المواقع الإسرائيلية، وهي تقوم بعمليات رصد تفشل من خلاله أية عملية إعادة تحصين لأهداف سابقة، وفي الساعات الماضية تمت عملية إستهداف خلفي لتجمعات عسكرية إسرائيلية، كان يعتقد العدو أنها غير مرئية”.
ورأى أن “ما يواجهه الإسرائيلي حتى اليوم لا علاقة له بقوات الرضوان، وهذه القوات تعمل خارج خطوط العدو، والويل لهم في حال تدخلت هذه القوات بالمعركة، وفي نظر الإسرائيلي طالما هذه موجودة على الحدود فإن أمن المستوطنات في خطر”.
وكشف أن “لدى حزب الله قوات رصد بشري داخل إسرائيل، ولديه ايضاً رصد مسلح عبر المسيّرات والكاميرات، فتصله صور واضحة من الداخل الإسرائيلي، والمقاومة طورت كل ما تملكه من تكنولوجيا سواء في لبنان أم في فلسطين، فعملية 7 تشرين الأول تميزت بالتكامل عسكرياً وسيبرانيًا، ولم يحصل أي خلل في التنفيذ، إضافة إلى الإنجاز الإعلامي الذي توج الحدث”.
وأردف، “هذه المقاومة المحاصرة إستطاعت تحقيق كل هذه الإنجازات فما بالكم بالنسبة للمقاومة في لبنان صاحبة الإمكانات المفتوحة”.
وأشار إلى أنه “في حال كانت الأمور تتجه نحو التصعيد نجد أنفسنا أمام مرحلة تكثر فيها محاولات إغتيال قيادات المقاومة في لبنان من لبنانيين وفلسطينيين على حد سواء، وأي إستهداف لأية شخصية لبنانية سيرد عليها بالمثل وستتدحرج الأمور نحو الأسوأ”.
وإعتبر أنه “عندما قرر حزب الله مساندة أهل غزة، كان عمله في الجنوب مرتبطاً بالتطورات في فلسطين، وفي اللحظة التي يتوقف فيها العدوان، تتوقف عمليات حزب الله، ولن تستطيع إسرائيل تمرير ما لم تستطع تمريره في العام 2006، ولا حتى فرض شروطها ومعادلاتها بالتهديد والوعيد، فمن يهدد لا يفعل”.
ولم يستبعد مقولة حزب الله هو التالي، “ففي حال تمت السيطرة الإسرائيلية على غزة، فمن ضمن الخطط الإسرائيلية ما يتحدث عن تهجير قادة المقاومة الفلسطينية إلى لبنان، وبالتالي من مصلحة لبنان عدم كسر المقاومة في غزة”.
وختم مرتضى بالقول “مَن قال أن المقاومة في غزة هي تحت الأرض؟ فالقتال يحصل فوق الأرض، وإن كان مقاتلوها يتحصنون تحت الأرض، إلاّ أنهم ينجزون العمليات فوقها، ويواجهون العدو ويسلمونه العبوات باليد”.