كشف الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم الجزائرية عبد الرزاق مقّري، النقاب عن أن السلطات الجزائرية تمنع التظاهر نصرة لفلسطين لأسباب سياسية سلطوية لا أخلاقية.
وقال مقّري في تدوينة نشرها اليوم على صفحته على منصة “فيسبوك”: “أشعر بكثير من التعاسة والحزن حين أسمع قادة المقاومة وعلماء الأمة وحتى قادة أحرار من غير المسلمين، يدعون إلى التظاهر في كل أنحاء العالم في الشوارع؛ لإظهار الغضب الإنساني ضد جرائم الاحتلال الصهيوني ـ التي بلغت حدّا لا نستطيع مشاهدته في أسوأ أنواع الكوابيس ـ، فلا أستطيع أن أخرج أنا وعائلتي في الشارع الجزائري بحجج سياسية سلطوية لا أخلاقية بأن ذلك ممنوع”.
وأضاف: “اللهم إنك تعلم أني حاولت ولا أملك إلا نفسي فاغفر لي”.
واستغرب مقّري عجز البرلمانيين عن استخدام ميزة الحصانة للتظاهر؛ رفضا للحرب الشرسة التي يقودها الاحتلال ضد غزة، وقال: “حاولت أن أفهم من جهة أخرى لماذا لا يخرج النواب أصحاب الحصانة والحماية في بلدنا، للتظاهر أمام سفارة دولة الولايات الأمريكية المتحدة كما كنا نفعل من قبل في ذات الظروف، فلم أجد ما يبرر ذلك. علما بأن هذه الدولة التي أسست على أساس الإبادة الجماعية للسكان الأصليين، هي القائدة والراعية لما يقوم به الصهاينة، وقد سمعنا البارحة ممثلتها في الأمم المتحدة تدافع عن الكيان وتردد، رأيته التي افتضح أمرها ولم يصبح يؤمن بها كل العالم.”، وفق تعبيره.
وكان مقّري، الذي اعتقل في الأيام القليلة الماضية بسبب رغبته في التظاهر نصرة لغزة، قد أعرب عن أسفه لمنع التظاهر في الجزائر، ورأى أنه من غير مبرر.
وكتب على صفحته على “فيسبوك” قائلا: “الشعوب الآن يتظاهرون في الشوارع في مختلف مدن العالم في هذه الليلة العصيبة، التي يباد فيها أهل غزة ويضحي فيها الأبطال بأنفسهم من أجل بلدهم ومن أجل الأقـصَى ومن أجل الأمة كلها، وها هي عاصمتنا هادئة مستسلمة. لقد استطاع النظام السياسي أن يدجن الجميع، فهنيئا لهم”.
وأضاف: “لقد نجح في هذه المهمة المدمرة لكرامتنا وكياننا. وكذلك النخب والأحزاب والمنظمات والشخصيات تتحمل المسؤولية مع النظام السياسي، هذا ليس وقتا يُكتفى فيه برفع العتب. الصحف تكتب والتاريخ يسجل”، على حد تعبيره.
يذكر أن الجزائر أكدت رسميا انحيازها للحق الفلسطيني، وأرسلت مساعدات عينية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، لكنها تمنع التظاهر لأسباب أمنية داخلية.