لم نكد نصل الى منازلنا ونعود إلى بلداتنا ومساكننا بعد يوم اختلطت فيه المشاعر خلال المناورة العسكرية التي نظّمتها المقاومة الاسلامية في جنوب لبنان (21 أيار 2023)، حتى تلقّت هواتفنا رسالة الكترونية فحواها خبر مصدره العلاقات الإعلامية في حزب الله:
“تُعبّر العلاقات الإعلامية في حزب الله عن خالص شكرها وامتنانها للتلبية والاستجابة الواسعة لدعوتها المشاركة في حضور وتغطية المناورة العسكرية الرمزية التي نظمتها المقاومة في معسكر عرمتى – كسارة العروش، وتُثني على الجهود التي بذلها الإعلاميون والمحللون والشخصيات والمؤسسات الإعلامية وتجشمهم للعناء والتعب والصبر على طول الطريق والتقيد بالاجراءات، وتُقدّم اعتذارها الصادق عن أي تقصير، وتُهنئكم مجدداً بِعيد المقاومة والتحرير، عيد لبنان وكل اللبنانيين”.
رسالة شكر من العلاقات الإعلامية، الجهة التي دعت الإعلاميّين للقيام بجولة على أحد معسكرات المقاومة في الجنوب بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، وحضور مناورة عسكرية تظهر بعضاً من جهوزية المقاومة، رسالة وجّهتها إلى الاعلاميين تشكر جهودهم وتثمّن تعبهم خلال تغطية المناورة.
توقّعت لبرهةٍ أن أقرأ بياناً عن توجيهات معيّنة للنّشر أو بعض توصيات للإعلاميّين تتعلّق بشؤون أمنيّة أو ما شابه. فرضيّاتٌ أوجبها توقيت الإرسال وأهمّية الحدث نفسه. لكنّها، لم تكن صحيحة، ولا على مقدار التّوقّعات، فنحن لم نعتد على هذا المستوى من المعاملة الشفّافة والصّادقة.
بيان شكرٍ؟ على ماذا؟
نحن الذين يتوجّب علينا ذلك. صياغة كلمات قد تردّ بعضاً من الجميل. أن نشكركم ألف ألف مرّةٍ ومرّة على هذه الفرصة التّاريخية التي وضعتموها بين أيدينا على طبقٍ من الشّرف والكرامة.
شكراً لأنّكم أشعلتم ذاكرتنا بنار الرّوح التي ترمي قبل السّلاح.
شكراً لأنّكم أنرتم قلوبنا من ضوء وجوهٍ ملثّمة لكنّها بصيرة.