مقالات
يمتد نطاق عملها إلى مناطق جغرافية واسعة تصل إلى الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا وآسيا، ونتيجة لهذا التوسع الجغرافي وكمية المعلومات الواردة لهذه القاعدة أصبحت مساوية في القدرات لعدد من أكبر قواعد التجسس في العالم.
الوحدة 8200 ، التي استهدفتها مسيرات حزب الله، هي أكبر الوحدات بمديرية الاستخبارات العسكرية في الكيان الإسرائيلي، وتأخذ على عاتقها مهمة جمع المعلومات الرئيسية، إضافة إلى تطوير أدوات جمع المعلومات وتحديثها باستمرار، مع تحليل البيانات ومعالجتها، وإيصال المعلومات للجهات المختصة، وكثيرا ما تشارك هذه الوحدة وتمارس عملها من داخل مناطق القتال.
هذا المركز التجسسي المهم، وصلت اليه مسيرات حزب الله في عملية “يوم الاربعين”، بعد ان اطلق الحزب مئات صواريخ الكاتيوشا لإشغال القبة الحديدية، حتى تعبر المسيّرات، وان عددا من المسيرات أصابت أهدافها بدقة، لكن العدو يتكتم، وهو تكتم لن يستمر طويلا، وستتكشف الحقائق، فالضربة كانت اكبر واقوى من ان يتكتم عليها الكيان الاسرائيلي.
المضحك، ان رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفي اكبر كذبة يطلقها منذ معركة طوفان الاقصى، اعلن انه امر بتنفيذ ضربه استباقية، عبر مئات الغارات، دمرت خلالها الالاف من الصواريخ ومنصات اطلاقها، التي كانت موجهة نحو تل ابيب، وهو امر في حال وقع فعلا لكانت احدثت انفجارات ضخمة، واسفرت عن اسشهاد مئات من مقاتلي حزب الله، بينما الحقيقة، لم تسفر الضربة التي لم تكن لا استباقية ولا وقائية، فالعدو لم يكن له اي علم بها، الا عن اصابة منصتين واستشهاد مقاتل من حركة امل ومقاتلين من حزب الله فقط.
لقد ولى زمن عربدة “اسرائيل”، كما ولى زمن كانت فيه “اسرائيل” تحسم الحروب التي تشعلها هي وتنهيها بانتصار خلال ايام او ساعات، فـ”اسرائيل” هذه، مازالت تقاتل منذ 11 شهرا مجموعة من المقاتلين المحاصرين في بقعة جغرافية ضيقة، دون ان تحقق اي هدف من اهداف عدوانها، وهو ما دفع زعيم ما يسمى بالمعارضة في كيان الاحتلال يائير لبيد، للاعتراف ان نتنياهو يعرض على “الإسرائيليين” الاستمرار في الحرب إلى الأبد. وشدد في حديث صحفي :”على أنه من غير الصحيح أن نخوض معركة لمدة 11 شهرا”. الامر الذي يعتبر اعترافا صارخا بعجز الكيان عن تحقيق اي انتصار في اي معركة دخل فيها منذ سنوات، رغم ان تصريحاته تزامنت مع استلام الكيان طائرة الإمدادات العسكرية الأمريكية رقم 500، منذ بداية الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. حيث ارسلت امريكا الى الكيان اكثر من 50 ألف طن من المعدات العسكرية عبر 500 رحلة جوية و107 شحنات بحرية.
يرى اغلب الخبراء العسكريين، ان الكيان الاسرائيلي قد هُزم، ودليلهم هو المنحى التنازلي لقوة الردع لديه، وازداد هذا النزول حدة بعد معركة طوفان الاقصى، فالكيان لم يتمكن حتى الآن من إيقاف استنزاف الردع الذي كان قائما قبل سنوات وهذا بحد ذاته هزيمة استراتيجية كبرى له. والقادم ادهى و أمر.
المصدر: العالم