مقالات

انقسام إسرائيلي حيال الردّ: دليل ضعف أم استراتيجية لفصل الجبهات؟

«بعد أن نهاجم إيران، سيدركون في إسرائيل وفي مناطق أخرى ما الذي تضمّنته استعداداتكم»؛ هكذا خاطب وزير الأمن، يوآف غالانت، طيارِيه لدى زيارتهم في قاعدة «حتسريم» الجويّة، متوعداً من يؤذون إسرائيل، ومن ضمنهم طهران، بـ«تدفيع الثمن».

إثر ذلك، وتحديداً فجر السبت، هاجمت «مئة طائرة» إسرائيلية أهدافاً في إيران، ولكن لم يتضح إلى الآن، لا في إسرائيل ولا في العالم، على ماذا تدرّب سلاح الجوّ الإسرائيلي بالضبط، وخصوصاً بالنسبة إلى من اعتبر الهجوم الإسرائيلي «ضعيفاً» أو «أقل من المتوقع»، قياساً بالتهديدات العالية السقف التي أطلقها صنّاع القرار الإسرائيليون، منذ أن هاجمت إيران، إسرائيل، مطلع الشهر بنحو مئتي صاروخ باليستي.

في الواقع، لا مجال للإنكار بأن إيران قد تفوّقت على إسرائيل في مجالات الصور الذهنية التي تمكّنت من تثبيتها في هجومها الأخير، الذي بدت قوّته واضحة للعدو والصديق على حدٍ سواء، ورُسمت معالمه بوضوح في السماء وعلى الأرض.

وفيما حاولت إسرائيل التقليل من حجمه، سرعان ما فُضِحت بعد تكشف الأضرار في قواعدها العسكرية، وكذلك في الحيّز المدني، طبقاً للأدلة المصوّرة والاعترافات الرسمية.

وعلى الرغم من أنه ليس واضحاً تماماً حجم الأضرار التي تسببت بها الهجمات الإسرائيلية على إيران، إلا أن ثمة مروحة من ردود الفعل الإسرائيلية تشير إلى أن الرد كان ينبغي أن يكون أقسى، وأن إسرائيل فوّتت فرصة تدفيع إيران ثمناً مؤلماً.

وفي هذا الإطار، قال رئيس حزب «إسرائيل بيتنا»، أفيغدور ليبرمان: «لا يمكننا تجاهل الواقع الصعب، والذي يقول إن الإيرانيين لن يتوقفوا هنا.

سيواصلون بوسائلهم التقدّم نحو السلاح النووي، وتمرير الأموال من بيع النفط والغاز، لحزب الله والحوثيين، والميليشيات الشيعية»، مضيفاً أنه «للأسف، يبدو أنه بدلاً من جبي ثمن حقيقي، اكتفت الحكومة الإسرائيلية بالتباهي وبالعلاقات العامة. شراء الصمت بدلاً من الردع الواضح.

حان الوقت للعمل بالطريقة التي تظهر قوّتنا وليس فقط الحديث عن هذه القوّة».

وتقاطع ما تقدّم، مع رأي رئيس المعارضة الصهيونية، يائير لبيد، الذي اعتبر أن «القرار بعدم ضرب أهداف استراتيجية واقتصادية في إيران خطأ. كان علينا، بل يجب علينا، تدفيع إيران ثمن أكبر بكثير».

وهو ما انعكس كذلك في رّد عضو الكنيست من «الليكود»، طالي غوليف، التي اعتبرت أن عدم مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية سيكون سبب «بكاءٍ لأجيال».

أمّا رئيس حزب «الديموقراطيون»، ونائب رئيس الأركان سابقاً، يائر غولان، فظهر راضياً؛ إذ رأى أن «الضغط الأميركي آتى أُكله، أو أن المنطق العسكري عمل بهدف إحقاق تغيير ما، ولكن على ما يبدو فإن ثمة احتمالية كبيرة بأن الرد الإسرائيلي أضرّ بالقدرات الدفاعية والهجومية الإيرانية، من دون جرّنا إلى حرب استنزاف واضحة ليست في مصلحة إسرائيل على المستويين الأمني والقومي».

وما بين الرأيين المتقدمين، برز تعليق وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، الذي رحّب ب»الهجوم على إيران بوصفه ضربة أولى لإلحاق الضرر بالمصالح الاستراتيجية الإيرانية»، مستدركاً بأن «منع التهديد الإيراني من تدمير البلاد هو واجب تاريخي» يقع على إسرائيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى