مقالات

يا تاريخ رقّم فالإنجازات كثيرة والرجل واحد

سجل أيها التاريخ بالذهب، أن رجلا واحدا يدعى الحاج محمد عفيف، حقق حلم أكثر من خمسمئة إعلامي في يوم واحد.

المناورة كانت فكرة، حمل على عاتقه تثبيتها، ثم الدفع نحو تنفيذها، ثم تأمين لوجستياتها، وبعد..وقف بين الجموع الساعية اليها ليتفقدهم واحدا واحدا.

سارت القافلة وعينه على كل القافلة، عين الحريص على الامن والأمان، والوصول بلا أي خطأ.

وصل مع جموع المشاركين، مر بينهم، دخل لبرهة، ثم خرج بتمنٍ واعتذار على التقصير.

أي تقصير تتحدث عنه سيدي وأنت الذي جئت بنا الى مكان عمّد بدماء الأطهار..وخُتم بابه بالشمع الأحمر وكتب عليه”خاص بالمجاهدين”، بعد تطهيره.

أجلستنا معززين مكرمين في ميدان ارتوت أشجاره من دماء الشهداء، وجعلت منا محطا لأنظار العالم كله، فنحن في حضرة من أوقفوا العدو الاسرائيلي على “إجر ونص”.

بل أكثر من ذلك..كان لا يفصلنا عنهم سوى أمتار قليلة..

وهنا استحضر تلك الرسالة التي رفعها بعضهم ، لأن منهم من أصبح في عداد الشهداء، مخاطبا الأمين العام حزب الله السيد حسن نصرالله اثناء حرب تموز 2006، كانت مسجلة وبثت على قناة المنار، وكنا بكل فخر نسمعها ونبكي ، كان صدى الصوت يحرقنا شوقا ويحملنا على أثيره فنرقى نحو السماء، لنسأل الله:من أي طينة جبل هؤلاء؟وأي جند هم؟ وأي عقيدة وثبات يمتلكون؟ وأي صبر وبصيرة، وأية قدرة وعزم؟

اليوم أنت فقط ، سمحت لنا أن نعرفهم ..أن نقف بمقابلهم، أن نتحادث معهم ولو بلغة العيون التي لم يكن غيرها ظاهرا منهم، وفوق كل ذلك اجتهدت ليقدموا باسمنا على مرأى العالم مناورة أبرزت شيئا من قدراتهم وتدريبهم وجهوزيتهم؛ ونحن نعلم والكل يعلمون، العدو قبل الصديق، أن ما عرض على عظمته هو جزء بسيط مما يملكون.

أنت جعلت منا حديث العالم.

وعليه، لا يمكن أن نمر على مذكراتنا ولا نذكر هذا اليوم العظيم بما حمله بتفاصيله الدقيقة ..أولها أنت ..أنجزت ولم تقبل…

ريم عبيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى