أخبار لبنان

غبار الإنفجار لا يزال يُغطي القلوب قبل الشوارع والبيوت!

الساعة 6:08 مساءً بتوقيت بيروت 4 آب 2020، دوّى إنفجار أشبه بقنبلة نووية قضى على نصف العاصمة، وأودى بحياة مئتيْ ضحية لم يكونوا على موعد مع الموت حيث كانت الحياة تفتح لهم ذراعيْها، إلّا أنّ ما حصل سرق ذلك الشعاع المضيء وأطفأ أعينهم التواقة للحياة، ليُصبح هذا التاريخ محفورًا في ذاكرة اللبنانيين، طالما أن الجرح باق على نزفه لأنّ العدلة لم تتحقق، والمُتسببون بهذه الفاجعة لم ينالوا عقابهم.

ثلاث سنوات ولا تزال المأساة الأكبر لدى أهالي الضحايا الذين يمنّون النفس منتظرين عدالة يشفي غليلهم، فيما المسار القضائي في وادٍ آخر، أما الدولة فغائبة عن هذا الوجع الكبير.

المحامية سيسيل روكز، شقيقة شهيد إنفجار المرفأ جوزيف روكز، تؤكّد لجريدة “الأنباء” الإلكترونيّة أنّه “بعد مرور 3 سنوات لم يطرأ أي جديد على الملف، ولا تزال العدالة مجمدة بفعل السياسة”. وتُذكّر روكز بما تعرض له “المحقق العدلي بإنفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار منذ تسلمه الملف حيث وصلت دعاوى الرد بحقه إلى 40″، وتلفت إلى أنّ المتضررين في السلطة “قاموا بكل ما بوسعهم لإيقاف التحقيقؤ وتمكنوا من ذلك”. لكن روكز تؤكد في مقابل ذلك أنّ “الأهالي لا يركنون إلى التحقيق المحلي فقط بل يعولون على التحقيقات الدولية أيضًا”.

وتختم روكز حديثها، بالقول: “ملف إنفجار المرفأ وتفجير ودمار بيروت، لا يطال أهالي الضحايا فقط، على الرغم من أنهم هم الخاسر الأكبر، بل يطال المجتمع اللبناني برمته”، مشددة على أنهم “سيستمرون حتى آخر نفس لديهم في متابعة القضية لحين جلاء الحقيقة”.

وحتى تحقق العدالة وجلاء الحقيقة، سيبقى 4 آب تاريخًا مفصلياً لن يمرّ مرور الكرام، بعدما حفر عميقًا ليس فقط قلب العاصمة وشرايين الناس، بل في الذاكرة والضمير والوجدان، ولن يكون هذا التاريخ إلّا محطة لاستذكار درب الجلجلة التي كتب على لبنان واللبنانيين السير في معارجها.

(الأنباء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى