“الجيش” الإسرائيلي يعلن، للمرة الأولى وبشكل رسمي، بدء تضرر كفاءته. وجنود من وحدة النخبة “الشييطت 13” يبلغون بتوقفهم عن الخدمة، بسبب إقرار تقليص “حجة المعقولية”.
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ “جيش” الاحتلال، أعلن للمرة الأولى وبشكل رسمي، في أعقاب جلسة عقدها لتقدير الوضع، “أنّ الضرر في كفاءته في حال الحرب قد بدأ”.
وأشار المعلق العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، يوآف زيتون، إلى أنّ عشرات الأطباء العسكريين أعلنوا وقف خدماتهم، لينضموا بذلك إلى مئات الطيارين والضباط الذين أعلنوا توقفهم عن أداء الخدمة أيضاً.
وأضاف المعلق الإسرائيلي أنّ “جيش” الاحتلال يستعدّ لانخفاض في تجنيد دفعة آب/أغسطس المقبل.
ومع إقرار “الجيش” ببداية تآكل الكفاءة، قال رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هليفي، إنّ الأمس كان يوم “ذروة الجدل” في “إسرائيل”، داعياً جنود الاحتياط إلى العودة إلى الخدمة.
وتوجّه هليفي إلى الذين رفضوا الالتحاق بالخدمة قائلاً: “الجيش الإسرائيلي بحاجة إليكم”.
من جهته، قال مراسل موقع “القناة ـ12” الإسرائيلية، نير دفوري، إنّ “الجيش الإسرائيلي يشعر بالفعل ببداية الإرهاق”، مشيراً إلى “الجيش يواجه ضرراً في التماسك”.
ووفقاً للموقع، بدأ “جيش” الاحتلال صياغة خطة خاصة “للتعامل مع الحفاظ على التماسك والكفاءة، على المدى الطويل، بالإضافة إلى المدى القصير”.
وأضاف موقع القناة الإسرائيلية أنّ “القادة سيجرون محادثات مع الجنود”، مشيراً إلى “وجود جهود داخلية لإعادة العجلة إلى الوراء، قدر الإمكان”.
جنود من نخبة “الشييطت 13” لم يمتثلوا لخدمة الاحتياط
وفي نفسي السياق، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ جنود الاحتياط في عدّة وحداتٍ خاصة في “الجيش” الإسرائيلي، بينها وحدة النخبة “الشييطت 13″، لم يمتثلوا اليوم لخدمة الاحتياط. وأبلغوا قادتهم أنّهم “لن يتطوعوا بعد اليوم”، بسبب تقليص “حجة المعقولية”.
وبحسب الإعلام الإسرائيلي، فإنّ ضباطاً آخرين قاموا بالمهام مكان هؤلاء الجنود، فيما دعا قائد وحدة “الشييط 13” إلى “حوار”، يوم الأحد المقبل.
وأمس الإثنين، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأنّ الأزمة في “الجيش الإسرائيلي، بعد التصويت على إلغاء حجة المعقولية، “ستتصاعد، وتكبر خلال الأيام المقبلة”.
وأشار مراسل الشؤون العسكرية في “القناة الـ13” الإسرائيلية، أور هيلر، إلى أنّ جنود الاحتياط “يبلغون قادتهم أنّهم لن يلتحقوا بالاحتياط، في شهر آب/أغسطس”.
بدورها، ذكرت قناة “كان” الإسرائيلية، أنّ “جيش” الاحتلال يخشى استقالات “صامتة لضباط ممتازين”، في شعبة الاستخبارات وسلاح الجو.
وجاء ذلك بعد أن أقرّ كنيست الاحتلال الإسرائيلي، يوم أمس، تقليص “حجة المعقولية”، ضمن إطار التعديلات القضائية، في القراءة الثالثة، حيث تم التصويت بأغلبية 64 نائباً، بعد انسحاب المعارضة من الجلسة.
وحاول آلاف المتظاهرين عرقلة وصول أعضاء “الكنيست” إلى مبناهم، وأغلقوا مداخله، كما أغلقوا الطرق المؤدية إليه.
من جهته، أعلن رئيس المعارضة، يائير لابيد، أنّه “سيتم تقديم التماس إلى المحكمة العليا اليوم الثلاثاء، ضد بند “حجة المعقولية”، الذي أقرّه “الكنيست”.
وبعد إقرار أول مشروع قانون من التعديل القضائي للحكومة، يوم أمس، حذّر رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي الأسبق، إيهود أولمرت، من أن “إسرائيل” الآن في “حرب أهلية”.
و”حجة المعقولية” هي “حجة تبنّاها القانون الإسرائيلي لمراقبة السلطة التنفيذية، وهي تتيح لمحكمة العدل العليا التدخل، عندما يكون عمل السلطة التنفيذية غير معقول بصورة متطرفة، وبالتالي، يحق لها إلغاء قوانين وقرارات إدارية بذريعة أنّها غير معقولة”، بحسب قناة “كان” الإسرائيلية.
وأوضحت القناة أنّ “القانون الحالي، موضوع الخلاف، ينصّ على تقليص صلاحية المحكمة في استخدام هذه الصلاحية (حجة المعقولية)، وبالتالي إطلاق يد الائتلاف الحكومي في تنفيذ سياساته لاعتبارات غير مهنية”.
وكان الإعلام الإسرائيلي، قد نقل، قبل أيام، عن رئيس الأركان في “الجيش” تحذيره من أنّ “الضرر في كفاءة الجيش سيبدأ خلال 48 ساعة”، في حين زعم المتحدث باسم “جيش” الاحتلال أنّ ما تداوله الإعلام “غير صحيح”، وقال إنّ “الجيش يبحث في الكفاءة مع المستوى السياسي حصراً”.
وأفادت قناة “كان”، أنّ 10 آلاف عنصر احتياط من 40 وحدة أعلنوا ترك الخدمة، بينما ذكرت “القناة ـ13” أنّ أعداد رافضي الخدمة في سلاح الجو سوف يزداد.
وقال محلل الشؤون العسكرية في “القناة 13″، ألون بن ديفيد، إنّه إذا نفّذ 70% من الطيارين في سلاح الجو الإسرائيلي، البالغ عددهم 500، تهديدهم، فسيشكلون ضرراً كبيراً بكفاءة سلاح الجو في الحرب”.