تكنولوجيا
الذكاء الاصطناعي سلاح محتمل للإرهاب والتطرّف

في وقت يتسارع فيه العالم للاستفادة من القدرات المتنامية للذكاء الاصطناعي في مجالات الاقتصاد والبحث العلمي وتحسين الإنتاجية، تبرز في المقابل مخاوف أمنية متصاعدة من انزلاق هذه التقنية إلى مسارات خطرة، قد تجعل منها أداة مساعدة للجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية.
هذا التحذير لم يعد افتراضاً نظرياً، بل بات جزءاً من نقاش جدي داخل الأوساط الأمنية والاستخباراتية، في ظل مؤشرات على محاولات حثيثة لاختبار إمكانات الذكاء الاصطناعي وتطويعه لأغراض غير مشروعة.
أكد الخبير في الذكاء الاصطناعي ماركو مسعد، خلال حديثه إلى غرفة الأخبار على سكاي نيوز عربية، أن الذكاء الاصطناعي يمثل أداة مزدوجة، إذ يمكن أن يسهم بشكل إيجابي في زيادة الإنتاجية ودعم البحث العلمي وتسريع الاقتصاد الدولي، وفي الوقت ذاته يتحوّل إلى أداة تساعد الجماعات الإرهابية على تحقيق أهدافها بسرعة أكبر.
وأشار مسعد إلى أن هذه الجماعات لم تعد تعتمد فقط على العنصر البشري في عمليات التجنيد والتأثير، بل صارت تستخدم الذكاء الاصطناعي في تسريع أعمال العنف، ومن ذلك التجنيد الرقمي للشباب، والتأثير على الرأي العام عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ونشر الأخبار والصور المزيفة، بما يشكل مضاعفًا للقوة لدى هذه المجموعات.
وأوضح مسعد أن أجهزة المخابرات الدولية والحكومات تواجه صعوبة كبيرة في ضبط الاستخدام السلبي للذكاء الاصطناعي.
فكما أن الجامعات الإرهابية لا يمكن السيطرة عليها بنسبة 100% عند زرع العبوات الناسفة، كذلك يصعب التنبؤ باستجابات نماذج الذكاء الاصطناعي عند طرح أسئلة دقيقة وحساسة.
وأشار إلى مثال عملي، حيث يمتنع نموذج الذكاء الاصطناعي عن الإجابة المباشرة على أسئلة حول صناعة القنابل النووية أو القنابل اليدوية، لكنه قد يستجيب عند إعادة صياغة السؤال بطريقة معينة، ما يتيح إمكانية حصول الجماعات الإرهابية على المعلومات المطلوبة.
كما لفت إلى أن هذه النماذج يمكن استخدامها لمعرفة نقاط ضعف البنية التحتية للمؤسسات وكيفية تجييش الشعوب وتقليب الرأي العام.
طرح مسعد استراتيجية للحد من الأخطار، مبنية على استخدام الذكاء الاصطناعي ضد الذكاء الاصطناعي نفسه، وذلك عبر نماذج اصطناعية تراقب الاستخدامات وتحدّد الكلمات المفتاحية وتصدر إنذارات مبكرة.
وأوضح أن هذه الآليات يمكن أن تطورها الشركات المصنِّعة للنماذج، كونها الأكثر قدرة على مراقبة هذه الظاهرة.
غير أن الخبير شدد على أن هذه الحلول تظل نسبية وليست مطلقة، مؤكدا أن التصدي الكامل لتوظيف الذكاء الاصطناعي في أعمال إرهابية يظل صعب التحقيق في ظل محدودية قدرات الأجهزة الأمنية وعدم وضوح الاستجابات الفعلية للنماذج.
سكاي نيوز
المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع "صدى الضاحية" بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و"الموقع" غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.



