مقالات
العدو الإسرائيلي يعلن الحرب على جبهة الـ AI

تتصاعد معركة السرديات في الفضاء الرقمي مع لجوء الكيان العبري إلى حملات منظمة تستهدف منصّات التواصل والذكاء الاصطناعي.
تُستخدم تقنيات إغراق المحتوى وتحسين بيانات النماذج للتأثير في مخرجاتها، ضمن صراع مباشر على الرأي العام، خصوصاً بين الشباب الأميركي، إذ باتت الخوارزميات ساحة مواجهة سياسية مفتوحة .
ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بخبر توقيع إسرائيل عقداً بقيمة 6 ملايين دولار لتدريب «تشات جي بي تي» أن يكون أكثر تأييداً لها عبر إعادة تشكيل الروايات على الإنترنت حول الأحداث السياسية، وعلى رأسها حرب الإبادة على قطاع غزة.
ونقلت مجلّة Responsible statecraft اتفاق تل أبيب مع شركة «كلوك تاور» (مقرّها الولايات المتحدة) على إنتاج كميات كبيرة من الوسائط الرقمية والمواقع الإلكترونية المُحسّنة للبحث والمحتوى الاجتماعي بهدف تضخيم الإطار المؤيد لإسرائيل عبر الإنترنت.
ورغم أنّ هذه الشراكة ليست مباشرة مع «تشات جي بي تي» أو الشركة الأمّ «أوبن إيه آي»، إلا أن الاستراتيجية تعتمد على إغراق نظام المعلومات عبر الإنترنت الذي تستمد منه أنظمة الذكاء الاصطناعي، بهدف واضح هو توجيه كيفية توليد استجابات الذكاء الاصطناعي في المستقبل.تأتي هذه المعلومات بعدما أورد تقرير لصحيفة «يديعوت أحرونوت» بداية الصيف الماضي، أنّ وزارة الخارجية الإسرائيلية أطلقت واحدة من أوسع حملات «الديبلوماسية العامة» في الولايات المتحدة، بميزانية تُجاوز 145 مليون دولار، وتركّز أساساً على الفضاء الرقمي ومنصّات التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي.
ووفقاً لوثائق قُدّمت بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب (FARA)، تعاقدت الوزارة مع شركة «كلوك تاور» الأميركية، بإشراف شبكة «هافاس» الإعلانية، لتنفيذ حملة تستهدف خصوصاً جيل «Z» عبر «تيك توك» و«إنستغرام» و«يوتيوب» والبودكاست، مع هدف للوصول إلى 50 مليون انطباع شهرياً، في محاولة لوقف تراجع الدعم لإسرائيل بين الشباب الأميركيين.
وأكثر ما يثير الجدل في الخطة هو السعي إلى التأثير في طريقة استجابة أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل «تشات جي بي تي» و«غروك» و«جيميناي»، عبر إنشاء محتوى ومواقع إلكترونية تُسهم في تشكيل البيانات التي تعتمد عليها هذه النماذج، ضمن ما بات يُعرف بـ«تحسين محرّكات الذكاء الاصطناعي».
وتقود الشركة المتعاقدة شخصية سياسية بارزة هي براد بارسكيل، المدير السابق لحملة دونالد ترامب، فيما تُدار الحملة ضمن إطار أوسع يُعرف بـ«مشروع 545».
على صعيد موازٍ، تعمل الحكومة الإسرائيلية على توسيع شبكة مؤثّرين أميركيين موالين لها عبر مشاريع ممولة رسمياً، مع خطط دقيقة للتجنيد والنشر والدفع، ما يعكس انتقال المعركة، وفقاً لتوصيف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى «الجبهة الثامنة» حيث تُعدّ وسائل التواصل الاجتماعي «السلاح الأهم»، في سياق صراع على الرأي العام الأميركي لتبييض صفحة إسرائيل بعد ردود الفعل الواسعة على الجرائم في قطاع غزة.
المصدر: جريدة الأخبار (علي سرور )
المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع "صدى الضاحية" بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و"الموقع" غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.



