مقالات

المانحون لا يريدون مساعدة الجنوبيين!

في ظلّ الموت اليومي الذي يشهده جنوب لبنان بفعل الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة منذ عام، يُلحَظ الغياب شبه التام عنه، لهيئات الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة العاملة في المجال الإنساني.

وهذه تُبرِّر أمام موظفيها ولمن يستفسر حول عدم مساعدتها لأهالي الجنوب، بأن التواجد في تلك المناطق فيه مخاطر عالية على طاقم العمل.

مع العلم أن المنظمات الأممية لديها خطوط مفتوحة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، إذ تتواصل معه عبر مكتب تنسيق الأمم المتحدة في بيروت، الذي يُنسِّق مع مكاتب المنظمة الدولية في دول أخرى، والتي تتواصل بدورها مباشرةً مع إسرائيل، لإبلاغ جيشها عن تواجد طواقم العمل الإغاثية في أماكن مُصنَّفة خطرة في لبنان، وتأمين سلامة العاملين فيها.

عدا عن ذلك، يوجد في الجنوب إلى جانب الشرائح المُعرَّضة للاستهداف اليومي، عشرات آلاف الجنوبيين النازحين عن بلداتهم الحدودية، بسبب الدمار فيها، وقيام العدو بمنعهم من العودة إليها. وهي شرائح يفترض أن تكون مستهدفة ببرامج الاستجابة الأممية، مع الإشارة إلى أنهم يتواجدون في مدن مثل النبطية وصور والمناطق المحيطة، ولا يسكنون في مناطق حدودية خطرة.

محاولات للحصول على «داتا» النازحين، وتدقيق في
مشاركة عاملين في المجال الإنساني في تشييع نصر الله

هكذا أغلب مشاريع الاستجابة الإنسانية، لا تطال الجنوبيين والبقاعيين وسكان الضاحية الجنوبية لبيروت، بهدف تدفيع بيئة المقاومة ثمن خياراتها السياسية. مع العلم أن المعايير الدولية للاستجابة الإنسانية في الأزمات والحروب، تضع هذه الفئة اليوم في أعلى قائمة من يتوجب مساعدتهم.

في المقابل، يُلاحَظ أن زوار هيئات الأمم المتحدة، من ممثلي جهات مانحة يزورون لبنان، يتم اصطحابهم إلى مناطق جنوبية خارج دائرة الاستهداف الإسرائيلي.

هذه القرارات ذات البعد السياسي الواضح، لم تبدأ اليوم، فالمعلومات تشير إلى «اشتراط جهات مانحة على بعض الجمعيات التي استلمت مساعدات بعد وقف إطلاق النار (كانت قد طلبتها أثناء الحرب لتقديمها للنازحين)، ألّا يتم توزيعها على العائلات التي تركت أماكن النزوح وعادت إلى الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت، بل توزيعها في مناطق عمل الجمعيات (مثلاً في الجبل أو بيروت… إلخ)».

كذلك، تُفيد بعض الجميعات أنه أثناء الحرب، طُلب منها مشاركة بيانات العائلات النازحة التي تّقدِّم لها المساعدة، في إطار تنفيذها مشاريع مُعيّنة. وحدثَ أن دقّقت منظمات وجهات مُموِّلة في ما إذا كان هناك أصحاب جمعيات وعاملون وناشطون فيها شاركوا في تشييع السيد حسن نصرالله. وبعض الجمعيات وُجِّه إليها أسئلة من نوع: «في حال طلب مساعدتكم أفراد أو عائلات تنتمي إلى حزب الله، كيف تتصرّفون؟».

ندى ايوب- الاخبار

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع "صدى الضاحية" بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و"الموقع" غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى