هزّت أمس جريمة مقتل الشابين هيثم جميل الهنديطوق ومالك طوق منطقة بشري والشمال وسط أجواء من الريبة والاشتباه في اهداف فتنوية وطائفية لهذه الجريمة بين بشري والضنية مما استدعى استنفاراً واسعاً للجيش في المنطقة في مطاردته للمشتبه فيهم في الجريمة ومن ثم اصطدامه بمجموعة من الشباب البشراويين.
وكتبت” النهار”: بدا السؤال بديهيّاً عمّن يسعى الى اشعال فتنة طائفية في الشمال وهل من جهات نافذة تتآمر على البلد في ظروفه المخيفة الحالية ولا سيما عند مشارف موسم اصطياف وسياحة واعد، وماذا وراء الظروف الملتبسة التي أعقبت مقتل الشاب الأول من بشري وأدّت إلى مقتل الشاب الثاني في اشتباك مع الجيش؟ ولكن بياناً صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه ليلاً لم يتضمّن توضيحاً لظروف مقتل الشاب الثاني كما بدا لافتاً إشارته إلى منع الاقتراب من منطقة تدريب عسكرية في القرنة السوداء.
وجاء فيه: “بتاريخ 1/7/2023، تعرّض أحد المواطنين لإطلاق نار في منطقة القرنة السوداء ما أدى إلى مقتله، كما قُتل لاحقًا مواطن آخر في المنطقة عينها. وقد نفذ الجيش انتشارًا في المنطقة ويعمل على متابعة الموضوع لكشف ملابساته، كما أوقف عدداً من الأشخاص وضبط أسلحة حربية وكمية من الذخائر.
ولمّا كانت قيادة الجيش قد حذرت في بيان سابق بتاريخ 2023/6/12 المواطنين من الاقتراب من منطقة التدريب العسكرية في القرنة السوداء، تعيد التشديد على عدم اقتراب المواطنين كافة من هذه المنطقة تحت طائلة المسؤولية وحفاظاً على سلامتهم ومنعًا لوقوع حوادث مماثلة”.
وكانت حالة من التوتّر والغضب الشديد سادت بلدة بشري عقب مقتل هيثم جميل الهندي طوق بظروف مشبوهة، في منطقة الشِحَين، في محيط القرنة السوداء.
وبعد ساعات قليلة من شيوع خبر مقتله، شاعت أنباء عن أنّ الشاب مالك طوق قضى أيضاً في الجريمة نفسها اذ أصيب برصاص القنص المتفجر ولم يستطع الأهالي الوصول اليه لانقاذه فوجده الجيش وجرى سحب جثته بواسطة الهيليكوبتر وجرى نقلها الى المستشفى.
وأجمعت المعطيات الفورية والاولية عن الجريمة أنّ القتيل الأول قضى برصاص قناصين من مسافة بعيدة بعدما استهدفت مجموعة شبان من جهة الضنية شبانا من بشري في مكان الحادث بإطلاق الرصاص بما يُثبت النيّة الجرمية المتعمّدة للقتل وينذر بتداعيات خطيرة.
ولكن المعلومات التي توافرت لاحقاً أفادت بأنّ اشتباكاً حصل بين قوّة المغاوير التي توجّهت إلى مكان الحادث الأول ومجموعة من الشباب البشراويين كانوا توجهوا الى المكان ولم يمتثلوا لطلب الانسحاب فحصل اشتباك أدى الى مقتل مالك طوق وجرح اثنين آخرين بينهما منصور سكر وهو عسكري نقل الى المستشفى العسكري لخطورة وضعه.
وكتبت” نداء الوطن” حطّ مسلسل الجرائم رحاله في مدينة بشرّي التي فُجعت بمقتل ابنها هيثم طوق على أيدي قنّاصة مجهولين، في محيط القرنة السوداء قبل ظهر السبت، ليعلن الجيش اللبناني مساء العثور على جثة الشاب مالك طوق في المنطقة عينها، مشيراً الى أنّه نفّذ انتشاراً واسعاً و”يعمل على متابعة الموضوع لكشف ملابساته، كما أوقف عدداً من الأشخاص وضبط أسلحة حربية وكمية من الذخائر”.
وأعلن أنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تابع الحادث عبر سلسلة اتصالات أبرزها مع قائد الجيش والمراجع الأمنية والقضائية المختصة. وشدّد ميقاتي على أنّ “هذا الحادث مدان وستتم ملاحقة مرتكبيه وتوقيفهم ليأخذ القانون مجراه وليكونوا عبرة لغيرهم”.
وشدّد خلال اتصال مع النائبة ستريدا جعجع على ضرورة تحلي الجميع بالحكمة وعدم الانجرار الى أي ردّات فعل خصوصاً في هذا الظرف الدقيق الذي نعيشه”.