مقالات

مذكرة الاعتقال تدين الولايات المتحدة أيضاً!

صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية تنشر مقالاً للكاتب نيكولاس كريستوف، يقول فيه إنّ قرار  المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدين الولايات المتحدة بسبب تمويلها لـ “إسرائيل” وحمايتها في المحافل الدولية.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:

إنّ مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية يوم الخميس بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تثير تساؤلات بالنسبة للولايات المتحدة.

إذا كانت المحكمة الدولية تعتقد أنّ “إسرائيل” ارتكبت جرائم حرب في غزة وانخرطت في سياسة تجويع المدنيين عمداً، فما هو مصدر الأسلحة التي استخدُمت؟ وأي دولة حمت “إسرائيل” في الأمم المتحدة ومنعت جهوداً أكثر قوة لإيصال الغذاء إلى سكان غزة الجائعين؟ والإجابة بالطبع هي الولايات المتحدة.

في أيار/مايو، ندّد الرئيس بايدن بطلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال، وقال “لا يوجد تكافؤ بين إسرائيل وحماس”.

ولكن هناك تكافؤ أخلاقي بين طفل أميركي وطفل إسرائيلي وطفل فلسطيني. وهم جميعاً يستحقون الحماية. ولا ينبغي لنا أن نتصرف وكأن هناك تسلسل هرمي في قيمة حياة الأطفال، حيث يكون بعضهم لا يقدر بثمن والبعض الآخر قابلاً للتضحية.

إنّ عمّال الإغاثة الذين أجريت معهم مقابلات يتفقون بشكل ساحق على أنّ “إسرائيل” استخدمت التجويع كأداة حرب. وسوف يكون رد فعل الأميركيين المتشككين في أوامر الاعتقال هو الإشارة إلى هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

لكن هذا لا يبرر جريمة الحرب الإسرائيلية، ولا يبرر استخدام “إسرائيل” للأسلحة الأميركية لتدمير غزة.

وإذا دانت الولايات المتجدة انتهاكات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقانون الدولي في أوكرانيا، فكيف يمكننا في الوقت نفسه أن نزوّد “إسرائيل” بالأسلحة التي تشير محكمة دولية إلى استخدامها لانتهاك القانون الإنساني في غزة؟

لقد أصبحت “إسرائيل” الآن أكثر عزلة من أي وقت مضى، وسوف يكون من الصعب على نتنياهو السفر.

ويتعين على الأميركيين أيضاً أن يفكروا في الكيفية التي أصبحنا بها أكثر عزلة، كما انعكس في قرار الأمم المتحدة هذا الأسبوع الداعي إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة. وقد أيده حلفاؤنا، ولكن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض ضده.

وعندما تتورط أسلحتنا في جرائم حرب، فربما حان الوقت لإعادة النظر في السياسة.

المصدر: الميادين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى