قال الكاتب الفلسطيني ساري عرابي إن استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية يعود إلى غياب الاستنكار الدولي والإقليمي للإجراءات غير المسبوقة التي ينفذها الاحتلال، من تدمير وتهجير وحصار مستمر لمناطق شمال الضفة، وخاصة في جنين وطولكرم.
وأوضح عرابي، أن الاحتلال الإسرائيلي كان معنيًا بمسابقة الزمن لمنع تطور وتضخم الحالة المسلحة التي نشأت في بعض مناطق شمال الضفة، ولذلك جاءت العملية العسكرية بهدف أمني وعسكري مباشر، إضافة إلى استثمار الحرب على غزة لنقل التصعيد إلى الضفة الغربية.
وأشار إلى أن هناك دوافع إسرائيلية داخلية وراء التصعيد، حيث يسعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الظهور بمظهر القائد القوي أمام المجتمع الإسرائيلي واليمين المتطرف، كما أن أجهزة الاحتلال، مثل “الشاباك” والجيش، تحاول إثبات قدرتها على المبادرة والتخطيط الاستباقي، خاصة في ظل الجدل الداخلي حول المسؤولية عن أحداث 7 أكتوبر.
وأكد عرابي أن العملية العسكرية في الضفة تأتي في سياق المخططات الكبرى للاحتلال، التي تشمل مشاريع الضم التدريجي للمستوطنات الإسرائيلية وفرض السيادة الإسرائيلية عليها، حيث تجري خطوات فعلية على الأرض، سواء من خلال القرارات التشريعية أو عبر وزارة الحرب، التي منح فيها وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش صلاحيات واسعة لإدارة شؤون المستوطنين في الضفة.
واختتم عرابي حديثه بالتأكيد على أن هذه الإجراءات، رغم عدم بلورتها بشكل نهائي، تعكس توجه الاحتلال نحو تعزيز سيطرته على الضفة الغربية، مستغلًا انشغال العالم بالحرب على غزة، في ظل غياب موقف دولي حاسم يردع هذه السياسات.
وفي السياق ذاته، يشنّ الاحتلال الإسرائيلي منذ أشهر عملية عسكرية واسعة في شمال الضفة الغربية، تركزت بشكل أساسي على مدن جنين ونابلس وطولكرم، تحت ذريعة ملاحقة مقاومين ومنع تنفيذ عمليات ضد المستوطنين وقوات الاحتلال.
وشهدت هذه العملية تنفيذ اجتياحات متكررة للمدن والمخيمات، تخللتها عمليات اغتيال واعتقالات وهدم منازل، بالإضافة إلى فرض حصار مشدد على بعض المناطق.
وتتزامن هذه الهجمات مع تصعيد في بناء المستوطنات، حيث صادقت الحكومة الإسرائيلية مؤخرًا على مخططات استيطانية جديدة في الضفة الغربية، في خطوة تهدف إلى فرض أمر واقع يُجهض أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
كما أن هذه العملية تأتي في سياق توتر سياسي داخلي في إسرائيل، حيث تحاول حكومة بنيامين نتنياهو، التي تضم شخصيات يمينية متطرفة، تعزيز صورتها الأمنية عبر توجيه ضربات قاسية للفلسطينيين، خاصة في ظل احتجاجات داخلية متواصلة ضد سياساتها.